الأموال
الإثنين 3 فبراير 2025 12:00 صـ 4 شعبان 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : بلطجة ترامب الخارجية تنذر بإحداث خلل بمنظومة العلاقات الدولية

أسامة أيوب
أسامة أيوب


بسياسته الداخلية.. هل يكون أول رئيس ديكتاتور فى أمريكا

إذا كان دونالد ترامب هو أول رئيس يفوز بولايتين رئاسيتين منفصلتين فى سابقة هى الأولى فى التاريخ الأمريكى، وإذا كان أول رئيس يدخل البيت الأبيض مدانا فى 34 جريمة جنائية فى سابقة هى الأولى أيضا، فإنه وبحسب لغة خطابه فى مشهد تنصيبه وبحسب قراراته المثيرة للجدل والمتعجلة التى أصدرها فى اليوم الأول من رئاسته سيكون أول رئيس يمارس مهام منصبه الرئاسي كما لو كان حاكمًا ديكتاتوريًا فى إحدى دول العالم الثالث وليس رئيسا لأكبر دولة ديمقراطية فى سابقة هى الأولى أيضا فى أمريكا.
اللافت أن اللغة التى استخدمها فى خطاب التنصيب والتى اتسمت بالغطرسة وجنون العظمة ورغم أنها كشفت مبكرًا توجهه الديكتاتورى فى إدارة السياسة الداخلية.. قد لقيت إعجابا وتأييدا من غالبية الأمريكيين الذين صوتوا لصالحه وكانوا وراء فوزه الساحق فى الانتخابات الأخيرة على منافسته مرشحة الحزب الديمقراطى كامالا هاريس نائبة الرئيس السابق جو بايدن.
بهذه الغطرسة المستمدة من فوزه الكاسح وتأييد غالبية الأمريكيين الشعبويين من غير المتعلمين تعليمًا عاليًا ومن غير النخب الفكرية والثقافية والسياسية والأكاديمية وحيث يمكن وصف ترامب بأنه رئيس شعبوى من الدرجة الأولى ثم مع طبيعته الشخصية النرجسية، فإنه يمكن القول إن الولايات المتحدة ستكون خلال السنوات الأربع القادمة بصدد أول رئيس ديكتاتور فى تاريخها أو هكذا يتجه ترامب.
...
سطوة الشعبوية فى أمريكا والتى بدا ترامب أوضح تعبير عنها وأوصلته إلى الرئاسة للمرة الثانية.. بدت مفاجئة ومستغربة من شعوب العالم باعتبارها مخالفة للصورة الذهنية للمجتمع الأمريكى وأمريكا المتحضرة، ومن ثم فقد كشفت عن أنها تواجه حالة انهيار حضارى وفكرى وثقافى بل سياسى أيضا.
لذا فإنه يمكن القول إن الولايات المتحدة تعيش حاليا ما يمكن تسميتها الحالة الترامبية خاصة بعد فوز ترامب الكاسح فى الانتخابات وبعد أن بسط سيطرته ونفوذه المطلق على الحزب الجمهورى بكل قياداته السياسية والبرلمانية حتى صار الحزب ذاته هو حزب ترامب فعليا، وهذه الحالة أو السطوة الترامبية ستكون مدعومة بتأييد واسع من الكونجرس بمجلسيه.. النواب والشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون الخاضعون لإرادته المطلقة وعلى النحو الذى يدعِم توجهه الديكتاتورى؟
...
هذا التوجه الديكتاتورى تبدى بوضوح فى مجموعة القرارات والأوامر التنفيذية المتعجلة التى أعلنها ترامب منذ اليوم الأول لرئاسته والتى بدا أنها معدة سلفا قبل فوزه فى الانتخابات، حيث استهدف بها أن يظهر قوته ويؤكد أنه قادر على إصدار القرارات غير المتوقعة، والمثير أنها حظيت بإعجاب وتأييد الأمريكيين حسبما اتضح من التصفيق الحار بعد إعلانه لكل قرار منها.
...
ومع ذلك ورغم توافر قدرته على إنفاذ تلك القرارات فإنه تبقى ثمة شكوك فى نجاحه المطلق فى إنفاذها حتى لو نجح فى تنفيذ بعضها، باعتبار أن لدى المؤسسة الأمريكية والدولة العميقة وتحالف المصالح الكثير من "الفرامل" التى تعرقل وتعيق ترامب، إذ إن من بين تلك القرارات التى ستلقى صعوبة كبيرة جدا فى تنفيذها يأتى قرار منع حصول الأطفال المولودين فى أمريكا على الجنسية الأمريكية، حيث إنه يتعارض مع الدستور الأمريكى ولذا فقد تم رفع العديد من القضايا أمام المحكمة الدستورية للطعن فى دستورية ذلك المنع، مع ملاحظة أن تعديل المادة الدستورية التى تمنح المولودين فى أمريكا الحق فى الجنسية يتطلب موافقة ثلثى الناخبين فى كل ولاية من الولايات المتحدة.
حتى قرار فرض ضرائب ورسوم جمركية مرتفعة وتصل إلى 50% على الواردات وفى مقدمتها الواردات الصينية فى سياق الحرب التى ينتوى ترامب تصعيدها مع الصين، فإنها سوف تزيد من معدلات التضخم الحالية والتى يرجعها ترامب إلى أخطاء سلفه بايدن، وحيث سيكون المستهلك الأمريكى هو المضار الأول نتيجة رفع أسعار المنتجات الواردة بعد رفع قيمة الضرائب والجمارك عليها.
بل إن القرار الخاص بعدم الاعتراف بالتنوع والتحول الجنسى وحسبما أعلن ترامب بأن الجنس فى أمريكا "ذكر وأنثى فقط" ورغم أنه ينطوى على قيم أخلاقية ودينية لا يمكن لاعتراض عليها والتى تعتنقها الأغلبية المحافظة المتدينة، إلا أنه سوف يلقى اعتراضات كثيرة خاصة فى بعض الولايات باعتبار أنه يتعارض من وجهة نظر المعترضين مع الحريات الشخصية والحريات العامة المنصوص عليها فى الدستور، وسوف يكون الحزب الديمقراطى الذى لا يعترض على هذا التنوع الجنسى فى مقدمة المعترضين!
...
على صعيد السياسة الخارجية فإن توجهات ترامب وبحسب ما أعلنه منها تكشف أنه ينتوى افتعال معارك وصراعات مع بعض دول العالم.. مُستقويا بقدرات أمريكا الاقتصادية والعسكرية الهائلة والأكبر فى العالم، وهى توجهات تنطوى على استفزازات سياسية جنونية بقدر ما تنطوى على ما يمكن وصفها بالبلطجة الأمريكية الترامبية التى تعكس نزعة استعمارية جديدة لديه فات زمنها تعيد إلى الأذهان فترات الاستعمار الأوروبى لشعوب العالم فى آسيا وأفريقيا، وإن كانت استفزازات ترامب الحالية تتجه نحو أوروبا حليفته بدرجة أكبر، ولا شك أن ممارسات البلطجة التى ينتهجها ترامب من شأنها أن تخصم كثيرا من مكانة أمريكا كدولة عظمى من المفترض أن تكون أو كما تواتر فى أدبياتها السياسية فى مقدمة دول العالم فى احترام ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق والقوانين الدولية.
إن السؤال الذى ينبغى على الشعب الأمريكى ومؤيدى ترامب الذى يرتدى ثياب "الكاوبوى" هو ماذا تستفيد أمريكا من البلطجة على جرين لاند التابعة لدولة الدانمارك والدخول فى صراع لا مبرر له معها وعلى النحو الذى يثير حفيظة دول الاتحاد الأوروبى والتحفز ضد أمريكا وترامب وعلى النحو الذى دفع فرنسا برئاسة ماكرون إلى الدعوة إلى حشد أوروبى دفاعا عن الدنمارك وحماية لـ"جرين لاند" من بلطجة ترامب.
والسؤال الآخر ما الذى تستفيده أمريكا من قرار ترامب بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا وهو القرار الذى لن يرفع اسم خليج المكسيك من خرائط العالم، ثم ما هو المبرر الضرورى لاستعداء كندا والتهديد باعتبارها ولاية أمريكية أو فرض رسوم وضرائب مرتفعة على منتجاتها وصادراتها إلى أمريكا، وكذلك ما هو الداعى الضرورى للبلطجة على قناة بنما والتهديد بالاستيلاء عليها وضمها لأمريكا.
...
وفى سياق توجهات ترامب المثيرة للمشاكل الداخلية والخارجية على حد سواء يأتى قراره بترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين البالغ عددهم أكثر من 11 مليون مهاجر إلى بلدانهم الأصلية وهو الأمر الذى سيكون بالغ التعقيد والصعوبة من حيث تنفيذه الفورى بحسب ما يسعى ترامب إذ إنه يتطلب سنوات تتجاوز سنوات ترامب الرئاسية، وفى نفس الوقت فإن تنفيذ هذا القرار له تداعيات ضارة على الاقتصاد الأمريكى باعتبار أن هؤلاء المهاجرين هم الذين يقومون بكل الأعمال المتدنية وحيث تمثل العمالة الزراعية من المهاجرين عصب الزراعة الأمريكية مقابل أجور متدنية مقارنة بمستوى الأجور فى أمريكا، خاصة أن الأمريكيين يرفضون ولا يقبلون على كل الأعمال بسبب ضعف أجورها.
ثم إن عداء ترامب المبالغ فيه إزاء المهاجرين يتناقض مع كونه من أبناء أسرة مهاجرة من ألمانيا، أى أنه ليس أمريكيا خالصًا بل ليس من أبناء القارة الأمريكية ومع ذلك وصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة.
...
وعلى الصعيد الإقليمى فى الشرق الأوسط جاء قرار ترامب بالعفو عن المستوطنين الإسرائيليين ورفع العقوبات التى فرضها سلفه الرئيس السابق جو بايدن عليهم لإدانتهم بممارسة العنف ضد المدنيين الفلسطينيين فى الضفة الغربية ليس فقط فى سياق الانحياز السافر للكيان الصهيونى ضد العرب والفلسطينيين ولكن أيضا فى سياق سياسات البلطجة التى ينتهجها فى ولايته الحالية، وفى هذا السياق أيضا جاءـ دعوته لمجرم الحرب نتن ياهو ليكون أول رئيس زائر رسمى للبيت الأبيض.
وفى تزيده فى ممارسة البلطجة جاءت مطالبته بفرض إتاوة جديدة على السعودية وللمرة الثانية قيمتها 500 مليار دولار بزيادة 50 مليار دولار على المرة الأولى فى ولايته السابقة وهى الزيادة التى أرجعها إلى التضخم، ثم إنه بحكم أنه جاء إلى عالم السياسة والحُكم من عالم المقاولات والبيزنس ويتصرف كتاجر انتهازى فإنه قابل رد السعودية برفع قيمة المبالغ المطلوبة من 500 مليار إلى 600 مليار جاء رده بالمطالبة بتريليون دولار ليؤكد بلطجته فى العلاقات الدولية.
...
أما خطته الخبيثة التى تعد ترجمة للمخططات الصهيونية بنقل وتهجير فلسطينى غزة إلى مصر والأردن بالضغط على الدولتين، فإنها تمثل محاولة للبلطجة على العرب والفلسطينيين ولكنها سوف تفشل تماما بفعل الرفض الشعبى والحكومى والبرلمانى فى الدولتين لهذه الخطة التى تعد انتهاكا لمقررات الشرعية الدولية بل لاتفاقيات التسوية التى سبق أن رعتها الإدارات الأمريكية السباقة، ثم بفعل الصمود البطولى للشعب الفلسطينى والتمسك بالبقاء فى أرضه وعلى النحو الذى تأكد بكل قوة فى ذلك المشهد التاريخى لعودة النازحين من وسط وجنوب غزة إلى ديارهم فى الشمال سيرا على الأقدام وهو المشهد الذى تعجز الكلمات عن وصفه ووصف دلالاته والتى من المفترض أن يكون ترامب قد أدركها جيدًا.
....
خلاصة القول أن النهج الديكتاتورى في إدارته للشئون الداخلية والذى تكشفت ملامحه منذ اليوم الأول لرئاسته سوف يلحق أضرارًا بالولايات المتحدة لن تنتهى إلا بنهاية الحالة الترامبية وباستعادة الشعب الأمريكى لديمقراطيته.
وفى نفس الوقت فإن سياسيات البلطجة الاستفزازية التى يمارسها ترامب فى السياسة الخارجية مع دول العالم من شأنها إحداث خلل خطير فى منظومة وقواعد العلاقات الدولية التى تأسست مع نهاية الحرب العالمية الثانية ومن ثم دخول أمريكا فى صراعات وأزمات حتى مع حلفائها الأوروبيين والتى تبدت بوادرها في انتقادات واعتراضات الاتحاد الأوروبى على توجهات ترامب، وهو الأمر الذى يصب فى صالح التحالف الروسى الصينى وعلى حساب التخالف الغربى الأمريكى الأوروبى.
...
يبقى من المثير بل من الضحك أن ترامب دفعه غروره ونرجسيته إلى التفكير من الآن وبعد أيام قلائل من ولايته الثانية فى إمكانة ترشحه لولاية ثالثة، ولأن ذلك محظور بحكم الدستور الأمريكى فقد بدا وحسبما سأل من حوله أنه سيحاول تعديل الدستور للسماح له بالترشح مجددًا بعد انتهاء ولايته الثانية الحالية للفوز بالرئاسة مرة ثالثة!!

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 فبراير 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.1789 50.2789
يورو 51.9953 52.1140
جنيه إسترلينى 62.1716 62.3257
فرنك سويسرى 55.0569 55.2090
100 ين يابانى 32.3255 32.4003
ريال سعودى 13.3782 13.4056
دينار كويتى 162.4227 163.0630
درهم اماراتى 13.6612 13.6891
اليوان الصينى 6.9193 6.9343

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4469 جنيه 4446 جنيه $90.06
سعر ذهب 22 4096 جنيه 4075 جنيه $82.56
سعر ذهب 21 3910 جنيه 3890 جنيه $78.80
سعر ذهب 18 3351 جنيه 3334 جنيه $67.55
سعر ذهب 14 2607 جنيه 2593 جنيه $52.54
سعر ذهب 12 2234 جنيه 2223 جنيه $45.03
سعر الأونصة 138988 جنيه 138277 جنيه $2801.20
الجنيه الذهب 31280 جنيه 31120 جنيه $630.42
الأونصة بالدولار 2801.20 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى