الأموال
الخميس 21 نوفمبر 2024 07:15 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب: مع تواصل التصعيد الإسرائيلى فى لبنان ومحاولات جر إيران للحرب

أسامة أيوب
أسامة أيوب


الشرق الأوسط على شفا كارثة مفزعة
بينما يتواصل العدوان الإسرائيلى الذى بدأ الأسبوع الماضى على الضاحية الجنوبية لبيروت معقل جماعة حزب الله بمئات الغارات الجوية والقصف العنيف الذي بدا أنه أسفر عن تدمير جزء كبير من البنية التحتية والقدرات العسكرية للحزب، إضافة إلى مقتل قيادات الصف الأول، بينما أسفرت الغارات عن استشهاد مئات المدنيين اللبنانيين.. بينهم أطفال ونساء، فإن الأخطر فى ذلك العدوان هو تطويره إلى عمليات عسكرية برية ضد قوات الحزب في جنوب لبنان ومن ثَمَّ السعى لاحتلاله بدعوى إقامة خط فاصل على الحدود يؤمن عودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال.
وفي سياق هذا التوتر الذى تشهده المنطقة جاء الهجوم الصاروخى الإيرانى على إسرائيل يوم الثلاثاء الماضى والذى وصفته طهران بأنه رد على اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس وحسن نصرالله أمين عام حزب الله، ورغم أن هذا الهجوم بنحو 200 صاروخ والذى جاء متأخرًا جدا لم يسفرعن أضرار لإسرائيل حيث بدا ردا هزيلا وهزليا شنته إيران لمجرد حفظ ماء الوجه.
...
رغم تأكيد نتن ياهو رئيس حكومة الكيان الصهيونى على فشل الهجوم والذى أرجعه إلى قوة منظومة الدفاع الإسرائيلية التى وصفها بأنها الأقوى فى العالم، فإن تحذيره وتهديده لطهران بأنها سوف تدفع أثمانًا غالية يؤكد بكل وضوح أنه ماض قدما فى تنفيذ أجندته العدوانية نحو مزيد من التصعيد في المنطقة.
تحذير نتن ياهو لإيران انطوى أيضًا على تهديد غير مباشر باغتيال قيادات النظام فى إيران فى إشارة إلى اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصرالله ومن ثم فإن هذا التهديد قد يطال المرشد الأعلى خامنئى شخصيًا، وهو التهديد الذى تعاملت معه طهران بجدية، حيث جاء الإعلان عن وجود خامنئى داخل مكان آمن كإجراء احترازى فى مواجهة تهديد نتن ياهو الذى أمعن فى التهديد فى درجة التهديد بإزالة النظام الإيرانى تماما.
أما الأثمان الباهظة التى توعد نتن ياه إيران بدفعها فإنها تعنى قيام إسرائيل بحسب التصريحات المتتالية الصادرة من تل أبيب برد قوى على الهجوم الصاروخى الأخير، وهو الرد الذى يمكن توقع إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية، وهو نفس المعنى الذى جاء على لسان مندوب إسرائيل فى مجلس الأمن يوم الأربعاء – وقت كتابة هذه السطور – بقوله إن العواقب التى ستواجهها إيران ردًا على أفعالها ستكون أكبر بكثير مما كانت تتخيله.
...
ومن جانبها فإن إيران حسبما يتضح من مواقفها حريصة على تجنب المزيد من التصعيد بعد هجومها الصاروخى الأخير على إسرائيل رغم كل التصريحات والتهديدات النارية لقيادات النظام فى طهران، وعلى النحو الذى يعكس التخوف من رد إسرائيلى قوى قد يؤدى إلى انخراط الولايات المتحدة المباشر فى الحرب ضدها، فى الوقت الذى يحرص فيه النظام الإيرانى على مصالحه الذاتية خاصة فيما يتعلق بالملف النووى والعقوبات، مع ملاحظة أن الاتصالات بين طهران وواشنطن مستمرة ولم تنقطع وإلى درجة أن طهران أبلغت الإدارة الأمريكية قبل هجومها الصاروخى على إسرائيل!
الأمر اللافت والمثير فى مواقف إيران هو أنها بينما تزعم حركات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الصهيونى فى فلسطين من خلال دعمها العسكرى والمالى واللوجيستى لأذرعها فى المنطقة بداية من حزب الله وحركة حماس وأنصار الله فى اليمن وفى سوريا والعراق، وحيث تحارب إسرائيل بالوكالة من خلال تلك الأذرع وبحيث تبدو قوة إقليمية ذات نفوذ فى الشرق الأوسط، إلا أنها حريصة فى نفس الوقت على تجنب الانزلاق فى مواجهة مباشرة حقيقية مع إسرائيل.
...
يبقى أن الأمر الخطير والكارثى وسط التصعيد الإسرائيلى والعدوان الهمجى هو معاناة الشعب اللبنانى الأعزل فى الجنوب تحت القصف الجوى العنيف والغارات المتواصلة والتى راح ضحيتها مئات الشهداء، بينما نزح نحو مليون لبنانى من الجنوب فرارًا من القصف وتحت التهديد والتحذير الإسرائيلى بإخلاء المنازل في العديد من المناطق والقرى حيث يقيم هؤلاء اللبنانيون فى الطرقات والشوارع دون مأوى آمن أو غذاء وسط أوضاع معيشية بالغة السوء والصعوبة، وهو الأمر الذى بات يمثل أزمة كبيرة تواجه الحكومة اللبنانية تفوق قدراتها فى ظل أوضاع اقتصادية وسياسية وأمنية بالغة البؤس، وهو الأمر الذى بات يتطلب دعما دوليا وأمميًا عاجلًا.
وإذا كان التصعيد الإسرائيلى المرتقب فى لبنان سوف يمتد إلى التوغل البرى فى الجنوب لاحتلاله والاشتباك مع قوات حزب الله بدعوى القضاء عليها تمامًا تحت وهم أن قدراته قد تم إضعافها، فإنه من المؤكد والذى لم يحسب نتن ياهو حسابه هو أن القوات الإسرائيلية المتوغلة سوف تواجه مقاومة شرسة على الأرض من جانب قوات الحزب التى لا تزال تحتفظ بالكثير من قدراتها العسكرية والقتالية وبقيادات الصف الثانى التى لن تكون أقل قدرة من قيادات الصف الأول التى اغتالتها إسرائيل مع حسن نصرالله، حيث ستكون قوات الحزب مؤهلة تمامًا لتكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة حسبما حدث يوم الأربعاء الماضى بمقتل ضابط وثمانية جنود فى الكمائن التى نصبها الحزب.
...
إن قراءة المشهد الملتهب حاليًا فى المنطقة تؤكد أن مجرم الحرب نتن ياهو ماضٍ قدمًا فى تنفيذ مخططه الإجرامى لتفجير الشرق الأوسط وإشعال حرب إقليمية واسعة تنجر إليها إيران بهدف دفع الولايات المتحدة إلى الانزلاق إلى الصراع والحرب، خاصة أن أجندة نتن ياهو العدوانية تتضمن مد التصعيد إلى كل من اليمن والعراق وسوريا التى تعرضت عاصمتها دمشق قبل أيام لغارات إسرائيلية أسفرت عن مقتل مدنيين.
إن التصعيد الإسرائيلى حاليا والذى قد يتواصل لأسابيع أو لأشهر يؤكد بكل وضوح جدية سعى نتن ياهو الذى أعلن عنه مؤخرا بتغيير خريطة الشرق الأوسط خاصة عندما تحدث بكل غطرسة.. مهددًا بأن ذراع إسرائيل الطويلة يمكنها أن تصل إلى أى مكان أو دولة فى الشرق الأوسط!
...
واقع الأمر أن نتن ياهو لم يكن يتحدث ويهدد بتلك الغطرسة التى انطوى عليها خطابه لولا أنه مدعوم بالكامل من الولايات المتحدة ودول الغرب الأوروبى الاستعمارية، وهو الأمر الذى يؤكد ما هو مؤكد ومعلوم وأن المقاومة ضد الاحتلال الصهيونى الغاصب لا تواجه إسرائيل وحدها بل تواجه هذه القوى الدولية الكبرى المتآمرة على الحقوق العربية والفلسطينية والتى زرعت ذلك الكيان فى المنطقة العربية للقيام بدور الدولة الوظيفية لحساب النفوذ والمصالح الغربية والاستعمارية فى هذه المنطقة.
...
إن ذلك الدعم الغربى لإسرائيل بالتوازى مع التآمر على الحقوق العربية والفلسطينية قد تبدى بوضوح وفى تزوير فج للحقائق من خلال لغة الخطاب الغربى الذى دأب ولايزال على وصف حركات المقاومة بالجماعات الإرهابية فى إغفال مشين لمبادئ القانون الدولى التى تؤكد حق الشعوب ومن بينها الشعب الفلسطينى فى المقاومة المشروعة ضد الاحتلال، وفى تغافل مشين أيضًا عن جرائم وإرهاب إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى والتى كان آخرها حرب الإبادة فى غزة، ومن ثم فإن استمرار خطاب وصف المقاومة بالإرهاب يؤكد للمرة الألف أن حديث أمريكا وأوروبا عن حل الدولتين كذب وخداع وتضليل.
...
ولأنه من غير الممكن التكهن بالنهاية المتوقعة للتصعيد الإسرائيلى المدعوم أمريكيا وأوروبيا والذى قد يطال إيران، فإنه من المرجح أن ثمة تطورات خطيرة وسيناريوهات محدقة بمنطقة الشرق الأوسط التى باتت على شفا كارثة مروعة.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4269 جنيه 4246 جنيه $85.69
سعر ذهب 22 3913 جنيه 3892 جنيه $78.55
سعر ذهب 21 3735 جنيه 3715 جنيه $74.98
سعر ذهب 18 3201 جنيه 3184 جنيه $64.27
سعر ذهب 14 2490 جنيه 2477 جنيه $49.98
سعر ذهب 12 2134 جنيه 2123 جنيه $42.84
سعر الأونصة 132767 جنيه 132057 جنيه $2665.17
الجنيه الذهب 29880 جنيه 29720 جنيه $599.81
الأونصة بالدولار 2665.17 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى