أسامة أيوب يكتب : بايدن الصهيونى المخادع يتواطأ مع نتن ياهو لتجويع وإبادة الفلسطينيين
جهود الوساطة لوقف إطلاق النار تدور في حلقة مفرغة
نتن ياهو مصمم على اقتحام رفح وارتكاب مجزرة بشرية وبايدن يطالبه بتقليل أعداد القتلى والمدنيين!!
يوشك الأسبوع الأول من شهر رمضان على الانقضاء ولم يتوقف العدوان الصهيونى الوحشى على غزة وفقا لما أعلنه الرئيس الأمريكى بايدن بأن اتفاقا لوقف إطلاق النار يبدأ يوم الاثنين السابق على رمضان ويستمر طوال الشهر، حيث تأكد أن تصريحات بايدن كانت خداعًا وتضليلا، إذ مازال العدوان متواصلا بدعم أمريكى للشهر السادس فى أبشع حرب إبادة وأحقر حرب تجويع للشعب الفلسطينى الأعزل والمحاصر يشنها مجرم الحرب نتن ياهو وعلى النحو الذى يستوجب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
لقد بدا واضحًا ومؤكدًا أن مجرم الحرب نتن ياهو ماض قدمًا فى مواصلة العدوان وحرب الإبادة والتجويع والتدمير الشامل، ولذا فإن كل تحركات وجهود ومفاوضات أطراف الوساطة بين حركة المقاومة حماس وإسرائيل تدور فى حلقة مفرغة من المماطلة الصهيونية لإضاعة الوقت فى أوهام التوصل إلى هدنة طويلة أو وقف لإطلاق النار، إذ إن نتن ياهو مصمم على اقتحام رفح جنوب غزة التى يتكدس فيها أكثر من مليون ونصف المليون من الفلسطينيين المدنيين الذين أجبروا على النزوح إليها من شمال ووسط القطاع هربا من القصف الجوى والمدفعى برا وبحرا باعتبارها المكان الآمن بحسب تعهدات حكومة الكيان الصهيونى ورغم ذلك فقد تعرضوا ومازالوا للقصف والقتل يوميًا، ومن ثمَّ فإن العملية العسكرية التى يُعد لها نتن ياهو سوف تكون أكبر مجزرة بشرية منذ بداية العدوان توطئة لتنفيذ مخطط التهجير القسرى إلى سيناء.
<<<
ولذا فإنه مما يعد مدعاة للتعجب الرهان على إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار «العدوان» قبل الاقتحام المرتقب لرفح، خاصة أن نتن ياهو يرفض ذلك قبل إطلاق سراح الأسرى لدى حماس فى إطار هدنة مؤقتة وذلك ما ترفضه حماس التى تشترط وقفا دائمًا وانسحاب قوات الاحتلال من غزة قبل إبرام أى صفقة لتبادل الأسرى والسجناء وهى محقة فى ذلك، إذ إنها تعلم كما يعلم الجميع أن إسرائيل سوف تستأنف عدوانها بعد إطلاق سراح أسراها.
<<<
وفى هذا السياق فإنه من اللافت والمثير للغضب والاشمئزاز أن كل تصريحات وأحاديث الرئيس الصهيونى بايدن بشأن وقف إطلاق النار تركز أولًا على إطلاق سراح الرهائن لدى حماس دون أن يتطرق ولو بكلمة تعاطف مع ضحايا العدوان من قتلى مدنيين وأطفال ونساء، بينما نتن ياهو وحكومته يضحون بأرواح وحياة أسراهم مقابل استمرار قتل الفلسطينيين!
<<<
وفى نفس الوقت فإن كل تصريحات الرئيس الصهيونى بايدن ووزير خارجيته اليهودى بلينكن عن القتلى المدنيين والأطفال والنساء وعن صعوبة وكارثية الأوضاع فى غزة ثم التوسل لنتن ياهو لوقف إطلاق النار.. هى فى الحقيقة كلمات جوفاء وخداع ونفاق للمجتمع الدولى والشعوب العربية، إذ إن الحقيقة التى يعلمها الجميع فى هذا العالم أن بايدن هو الوحيد القادر على إجبار نتن ياهو وحكومته على وقف العدوان فورا لكن الحقيقة أيضا أن بايدن يدعم نتن ياهو فى عدوانه، بينما يخدع العالم بأنه يضغط عليه لوقف إطلاق النار وتسهيل ايصال المساعدات الإغاثية إلى غزة!
<<<
الحقيقة أيضا هى مزاعم وجود خلافات بين بايدن ونتن ياهو لا أساس لها من الصحة، وإن كان من الممكن أن تكون خلافات تكتيكية حول التعاطى مع الأزمة، بينما الهدف من ترويج هذه المزاعم هو تبييض وجه بايدن وإدارته وأن يبدو عاجزا عن إقناع نتن ياهو أو الضغط عليه، خاصة أن هذه الخلافات المصطنعة تكذبها وتفضحها تصريحات بايدن بتأييد خطة نتن ياهو لتدمير حماس فى نفس الوقت الذى يتعهد فيه بمواصلة إمداد جيش الاحتلال الصهيونى بأحدث الأسلحة الأمريكية دون توقف.
ثم إن الخداع الذى يمارسه بايدن تؤكده مطالبته لمجرم الحرب نتن ياهو مراعاة تقليل أعداد القتلى المدنيين أثناء العملية العسكرية المرتقبة فى رفح، أى إنه لا يمانع فى قتل الفلسطينيين بوجه عام ولكنه وبدواعى «الرحمة» يريد قتل أعداد قليلة.. عشرات الآلاف وليس مئات الآلاف!! وهو بهذا الخداع والنفاق ورغم ادعاء الرحمة والإنسانية منخرط فى قتل وإبادة الشعب الفلسطينى.
ثم إنه مما يعد مدعاة للتعجب والسخرية أيضًا هو أن بايدن وبدوافع الرحمة والإنسانية تجاه حرب التجويع فى غزة خاصة مع تعنت مجرم الحرب نتن ياهو ومنع وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة خاصة فى الشمال حيث يموت الأطفال جوعًا، فإنه لجأ إلى انزال المساعدات الأمريكية جوًا، بل إنه توافق مع عدة دول علي إقامة تحالف دولى «ليس لتحرير غزة من الاحتلال والعدوان» ولكن لإسقاط المساعدات جوًا بالطائرات!
ولأن هذه الآلية الجوية لإيصال المساعدات لم ولن تفلح بالضرورة فى إيصال المساعدات وتوزيعها بشكل لائق غير عشوائى وعادل، مع ملاحظة أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق النار على الفلسطينيين أمام مراكز التوزيع حسبما حدث فى «مجزرة الطحين» عند توزيع الدقيق والتى راح ضحيتها قتلى ومصابون، فقد جاء الاقتراح الأمريكى الآخر بإقامة جسر بحرى يبدأ من قبرص لإيصال مليونى وجبة إلى الفلسطينيين مع ملاحظة أخرى وهى أن هذه الآلية لا تضمن وصول توزيع المساعدات على الفلسطينيين بعدالة ونظام، كما أن غزة تحتاج لمساعدات غير الطعام.
إن هذا المسلك الأمريكى الذى يتمسح فيه بايدن بالإنسانية تجاه الفلسطينيين إنما ينطوى فى حقيقة الأمر على خداع ولا ينطوى على أى سلوك محترم، وكأن الولايات المتحدة غير قادرة على إدخال المساعدات إلى غزة برًا ومن خلال المعابر البرية، إذ من غير الممكن تصديق أن إسرائيل تجرؤ على منع شاحنات ترفع العلم الأمريكى من دخول القطاع، لكن بايدن الصهيونى المخادع المتواطئ يشارك فى إذلال الشعب الفلسطينى حتى لو كان بذلك المسلك يقزّم أمريكا أمام ابنتها المدللة إسرائيل.
<<<
وفى هذا السياق فإنه يبدو مستعصيا على الفهم ما هو الفارق بين إدخال المساعدات برا وإسقاطها جوًّا أو إدخالها عن طريق البحر، أى لماذا ترفض اسرائيل وتعرقل إدخالها برا، ولا تعترض الطائرات التى تسقطها جوا؟! إن الأمر المؤكد والسبب الحقيقى هو إصرار بايدن ونتن ياهو على إذلال الشعب الفلسطينى، ولا عزاء للكرامة الإنسانية والقانون الدولى الذى تنتهكه أمريكا وإسرائيل.
أما التوجه الأمريكى لإنشاء ميناء على شاطئ البحر المتوسط فى غزة ليكون منفذا لادخال المساعدات والإمدادات الغذائية، فإنه يُثير الكثير من الريبة والشكوك بشأن النيات الأمريكية والإسرائيلية تجاه مستقبل غزة، إذ إنه يعنى أنه سيكون قاعدة عسكرية أمريكية فى غزة تديرها إسرائيل خاصة أن بايدن أوضح أنها ستتولى الإشراف على الترتيبات الأمنية!
أن التاريخ سوف يسجل أن الشعب الفلسطينى الأعزل تعرض لعدوان وحشى وحرب إبادة وتجويع وأن غزة دمرت تدميرا شاملا وأن الأطفال والنساء قتلوا فى أبشع مجزرة بشرية، وأن إسرائيل عربدت دون أن يوقفها أحد، وأن الرئيس الصهيونى بايدن تواطأ معها فى هذا العدوان، وأن الأمة العربية والإسلامية وقفت عاجزة وأن العالم وقف متفرجًا مكتفيًا بالتنديد بالكلمات.