الأموال
الأحد 24 نوفمبر 2024 04:09 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : العرب وحرب الإبادة في غزة و«المعادلة الصفرية»

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور

بينما قامت حكومة جنوب أفريقيا برفع دعوى ضد الكيان الصهيونى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة شن «حرب إبادة جماعية» ضد الشعب الفلسطينى في قطاع غزة، وقبلت المحكمة الدعوي وحددت جلسات استماع لبدء النظر فيها خلال أيام (١١/ ١٢ يناير الجارى) فإننا لم نجد دولة عربية واحدة حتى الآن تنضم إلى الدعوى الجنوب أفريقية!!
وبينما قطعت دول في أمريكا اللاتينية- فى أقصى الأرض- علاقاتها بالكيان الصهيونى أو طردت سفراءه واستدعت سفراءها فى تل أبيب، فإننا نجد عملية «التطبيع» العربى مع العدو الصهيونى جارية على قدم وساق، بل وتشير التقارير إلى توسعها مع بلدان عربية جديدة وبدء الدراسات التنفيذية لمشاريع كبرى من شأنها تحويل الدولة الصهيونية إلي مركز تجارى رئيس لمنطقة الشرق الأوسط، وواجهة تجارية على البحر المتوسط بما فى ذلك تجارة البترول والغاز.
يحدث ذلك بينما تواصل الدولة الصهيونية حرب الإبادة التى تشنها ضد الشعب الفلسطينى في غزة، وجريمة التهجير الجماعى لسكان القطاع من مناطقه الشمالية والوسطى ودفع هؤلاء السكان نحو منطقة ضيقة في الجزء الجنوبى من القطاع، مع الإصرار على الحديث عن ترحيلهم، بغض النظر عن المعارضة المصرية (والأمريكية وقصف مخيماتهم ومنع الطعام والمياه والكهرباء والدواء وكل سبل المعيشة عنهم، بل ومطالبة مصر بتسليم «ممر فيلادلفيا» إلى الجيش الصهيونى الأمر الذى يخلق وضعَا شديد التوتر ومنذرًا بالانفجار في أي لحظة، علي الحدود المصرية مع قطاع غزة ومع الكيان الصهيونى خاصة أن تل أبيب لا تكف عن الإعلان- على ألسنة مسئولين كبار- عن ضرورة ترحيل الفلسطينيين إلى مصر- وهى الخطة القديمة المعروفة- أو إلى أى مكان آخر! وغنى عن البيان أن الدول الأوروبية والغربية التى كانت فيما مضى تبدي استعدادًا لقبول أعداد معتبرة من الفلسطينيين كلاجئين، لم يعد لديها هذا الاستعداد الآن، على ضوء تجربة السنوات الماضية مع اللاجئين السوريين والعراقيين وبوجه أخص على ضوء مخاوفها من انتقال «عدوى حماس» إليها بعد أن تبين عمق نفوذ الحركة لدى سكان قطاع غزة والضفة الغربية.
وإذا كانت المواقف العربية المتخاذلة تشجّع العدو الصهيونى على مواصلة حرب الإبادة والترحيل الجماعى ضد سكان غزة، والعربدة الإجرامية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بل وتوسيع نطاق العدوان ليشمل لبنان وسوريا.. إذا كان الأمر كذلك فإن هذه المواقف العربية المتخاذلة يمكن أن تشجع العدو الصهيونى علي المغامرة باستفزاز مصر - بالرغم من كل محاذير ذلك الاستفزاز - وخلق موقف متفجر يمكن أن يؤدى فعلا إلي نشوب الحرب.. بكل ما لهذه الحرب المحتملة من عواقب خطيرة، ليس على مصر وحدها بل وعلى المنطقة بأسرها بما في ذلك على الدولة الصهيونية نفسها التي يلعب غرور القوة والدعم الأمريكى والغربي المطلق بعقول قادتها المتطرفين.
وإذا كانت القوة العسكرية المصرية تمثل عنصر ردع شديد القوة وبالغ الأهمية في مواجهة العدو الصهيونى فإن إغراء السيطرة على غزة- بدون سكانها- ومد سواحل إسرائيل إلى الجنوب لمسافة أربعين كيلو مترا والانفراد بالاستيلاء على حقول الغاز الطبيعى الغنية في بحر غزة، وإتاحة مجال أدنى للخط التجاري (الهند- أوروبا) القادم من الخليج، بما فى ذلك خطوط السكك الحديدية والطرق البرية وخطوط أنابيب البترول والغاز المكونة لهذا «الممر التجارى» من ناحية، والرغبة الأمريكية في العودة للشرق الأوسط، والمواقف الأمريكية والغربية التى تنتهى دائما إلي دعم إسرائيل.. كلها أمور يمكن أن تغذي عناصر التطرف والمغامرة وغرور القوة المسيطرة على السياسة الإسرائيلية بصورة مستفحلة خلال الفترة الأخيرة والتى تجد في التخاذل العربى عنصرا مواتيا لها، مما يمكن أن يشجع حكومة نتنياهو وعصابة المتطرفين المتحالفة معه على المغامرة باستفزاز مصر.
مخططات التوسع الصهيونى
وإذا كان التخاذل العربى إزاء حرب الإبادة الجارية ضد الشعب الفلسطينى يمثل جريمة فى حد ذاته، فإن ما يمثله هذا التخاذل من مجال أوسع أمام النزعات الصهيونية المغامرة لاستفزاز مصر يمثل جريمة أخرى أكبر، ليس في حق مصر وحدها وإنما فى حق شعوب المنطقة بأسرها، لأن عواقب الحرب- فى حال وقوعها- ستكون وخيمة سواء علي الاقتصاد المصرى أو على اقتصادات المنطقة واستقرارها كلها، ولذلك فإن الحرب تظل آخر خيارات مصر ما لم يتم فرضها عليها كوسيلة أخيرة للدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها.
وعلي ضوء كل ما ذكرناه فإن التخاذل العربى إزاء الجرائم الهمجية التي يرتكبها جيش العدوان الصهيونى وإزاء العربدة الصهيونية في الضفة الغربية ولبنان وسوريا يمثل استمراره خطرا علي مستقبل كل شعوب المنطقة.
فالمعروف أن خطط التوسع الصهيونى تشمل كل المنطقة الممتدة «من النيل إلى الفرات» حسب الشعارات التقليدية للدولة الصهيونية والشعار المكتوب علي واجهة «الكنيست» والخرائط المنقوشة علي بعض العملات الإسرائيلية وهى منطقة تشمل- حسب الخرائط- سيناء وشرقى مصر، وأجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وكل الأردن وأجزاء كبيرة من شمالي السعودية وصولا إلي المدينة المنورة حيث كان يوجد قديما «يهود يثرب» وذلك بالإضافة إلى فلسطين كلها الطبع!! وتبدو هذه الخطط جنونية وغير قابلة للتحقيق- (وهى لن تتحقق بإذن الله وبفضل يقظة ومقاومة شعوب المنطقة)- لكن كل مؤامرات وحروب الكيان الصهيونى ورعاته الأمريكيين والغربيين تشير إلى أن هذا الشعار ظل عنوانًا للمخططات الاستراتيجية للكيان، وقد تحققت أولى خطواتها بالسيطرة على الجزء الأكبر من فلسطين وبالخطوات الواسعة التى قطعتها مخططات «التطبيع» فى ظل تفكك النظام العربى وما يصاحبه من تخاذل عربى واعتماد الولايات المتحدة والغرب للدولة الصهيونية كوكيل إقليمى وشريك أصغر فى الهيمنة على المنطقة.
ومن هنا فإن المعادلة التى تحكم العلاقات العربية- الصهيونية هى في حقيقة الأمر «معادلة صفرية» أى إن التناقض بين أهداف ومصالح الكيان الصهيونى ورعاته الاستعماريين الغربيين من جهة، ومصالح الشعوب العربية- وفى مقدمتها الشعب الفلسطينى من جهة أخرى، هو تناقض عدائى جذرى، وأن ما يحقق مصالح إسرائيل ورعاتها في التوسع والهيمنة، إنما يتم على حساب مصالح الشعب الفلسطينى وكل الشعوب العربية في الحرية والاستقلال والسيادة والتنمية، والعكس صحيح وبتعبير آخر فإن مقاومة العدوان الصهيونى والغربى هى «إرهاب» من وجهة نظرهم.. و«السلام» و«التعاون الإقليمى» من وجهة نظرهم يعنى الاستسلام والخضوع لشروطهم العدوانية وهيمنتهم.. وحرية البلاد العربية واستقلالها وتنميتها يعتبرونها خصما من قوة العدو الصهيونى وقدرته على القيام بدوره كشريك أصغر للاستعمار العالمى!! وهكذا وهكذا..
ونحن العرب يجب فى المقابل أن ننظر إلى أن توسع إسرائيل وتعزيز قدراتها الاستراتيجية يمثل إضافة لقدراتها على ممارسة عدوانيتها المتأصلة ضد الشعوب والدول العربية، وخاصة الفلسطينيين ودول الجوار.. وعلى تحقيق خططها العدوانية وأحلامها الجنونية في الهيمنة على كل شعوب المنطقة وثرواتها.
وسواء أدرك بعض السياسيين والإعلاميين العرب حقيقة هذه المعادلة الصفرية؛ فإنها تظل قائمة من الناحية الموضوعية، مهما حاول الاستعماريون الصهاينة والغربيون طمس حقيقتها والتشويش أو التعتيم عليها، تحت دعاوى مزيفة من الحديث عن «السلام والتطبيع» و«نبذ الإرهاب»- أى نبذ المقاومة- والواقع أن تجاهل هذه المعادلة الصفرية لن يلغى وجودها ولن يغيّر من الحقائق الموضوعية الحاكمة لتفاعلات الشرق الأوسط.
لهذا كله نعتبر أن أى طرف عربي يتخاذل عن نصرة الشعب الفلسطينى الذي يتعرض «لحرب إبادة همجية» ويمتنع عن استخدام أى أوراق قوة يملكها لممارسة كل ضغط ممكن من أجل الوقف الفورى للعدوان الصهيونى على غزة والضفة ولبنان وسوريا.. إنما يجرم فى حق نفسه وفى حق مستقبل شعبه فى الوقت نفسه. ولهذا نقول إن واجب كل مسئول وكل سياسى عربى هو الوقوف بحزم تام إلى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم واستخدام كل أوراق القوة المتاحة لوقف العدوان الصهيونى فورا ولدعم مصر في مواجهة المضاعفات المحتملة لهذا العدوان ودعم اقتصادها في مواجهة التحديات الضخمة التى تواجهه وهذا واجب مقدس ليس تجاه الأشقاء فحسب، بل وأيضا تجاه مستقبل ومصالح كل الشعوب العربية، وليس مقبولا بأى حال أن تكون مواقف جنوب أفريقيا أو دول أمريكا اللاتينية وروسيا والصين وغيرها، فضلا عن شعوب الدول الغربية- التى خرجت فى مظاهرات عارمة لدعم غزة- أقوى وأفضل بكثير من مواقف بعض الدول العربية!! وألا تدرك هذه الدول أن الدائرة الصهيونية ستدور عليها ذات يوم، قريباً أو بعيداً.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4320 جنيه 4297 جنيه $87.19
سعر ذهب 22 3960 جنيه 3939 جنيه $79.93
سعر ذهب 21 3780 جنيه 3760 جنيه $76.29
سعر ذهب 18 3240 جنيه 3223 جنيه $65.39
سعر ذهب 14 2520 جنيه 2507 جنيه $50.86
سعر ذهب 12 2160 جنيه 2149 جنيه $43.60
سعر الأونصة 134367 جنيه 133656 جنيه $2712.01
الجنيه الذهب 30240 جنيه 30080 جنيه $610.35
الأونصة بالدولار 2712.01 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى