الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:58 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : كل السيناريوهات بشأن مستقبل غزة.. يجرى تداولها بمعزل عن الفلسطينيين

أسامة أيوب
أسامة أيوب


إعلان نتن ياهو عن تنفيذ مخطط التهجير «الطوعى» يؤكد الخطر المحدق بالقضية الفلسطينية

عندما أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي أن الرئيس بايدن لم يطلب من نتن ياهو وقف إطلاق النار في غزة، فإن ذلك يعنى تفويضًا وتدعيمًا أمريكياً للكيان الصهيونى لمواصلة العدوان الوحشى، بقدر ما يعنى أيضا أن الرئيس الأمريكى الصهيونى بحسب وصفه لنفسه هو الذى يقود حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ويقتل الأطفال والنساء بكل وحشية وخِسة، ومن ثمَّ فإنه الشريك الأول لنتن ياهو فى ارتكاب أبشع جرائم حرب فى التاريخ الحديث، ومن أجل ذلك خرجت مظاهرة الشعب الأردنى المليونية تهتف أمريكا رأس الأفعى.
امتناع بايدن عن مطالبة نتن ياهو بوقف إطلاق النار مع استمرار تدفق أحدث الأسلحة الأمريكية عبر جسر جوى لم ينقطع طوال أكثر من ٨٠ يوما هو ما يُفسّر تصعيد وتكثيف القصف الجوى والمدفعى برًا وبحرًا على غزة خلال الأيام الأخيرة بكل العنف والبربرية وعلى نحو غير مسبوق منذ بداية العدوان خاصة بعد فشل قوات الاحتلال فى تحقيق أى إنجاز عسكرى على الأرض وبعد هزائمها أمام المقاومة.
المُثير للأسى بل الدهشة أيضًا هو غيبة الضمير الإنسانى وصمت المجتمع الدولي غير الغربى الأمريكى الأوروبى إزاء المجازر الوحشية التى يرتكبها الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى وأطفاله ونسائه دون أن تتحرك المشاعر الإنسانية والأخلاقية أمام مشاهد قتل الأطفال وصراخهم وخوفهم وآلامهم وأمام مشاهد الجثث الملقاة فى الشوارع وأمام مشاهد موت الجرحى فى المستشفيات دون علاج بعد قصفها واحتلالها وبعد قتل الكوادر الطبية، وأمام مشاهد النازحين الذين أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم حتى المهدمة وهم مشردون فى الشوارع بلا مأوى، وبلا طعام أو مياه وغيرها من مقومات الحياة بعد أن تحولت غزة إلى خراب ودمار ولم تعد صالحة للحياة.
<<<
وإذا كانت الإدارة الأمريكية برئاسة الصهيونى بايدن والحكومتان البريطانية والفرنسية لا تُبالى بتلك المشاهد الكارثية الإنسانية، بل تشارك فى العدوان وحرب الإبادة، وحيث بدا أن الشعب الفلسطينى وبضع مئات من أبطال المقاومة في مواجهة عدوان رباعى.. إسرائيلى أمريكى بريطانى فرنسى، رغم معارضة الشعوب الغربية لدعم حكوماتها لإسرائيل، فإن السؤال أين دول العالم الأخرى؟
بل إن السؤال الأهم والضرورى: أين حكومات ٥٧ دولة عربية وإسلامية لاتزال صامتة عاجزة عن التحرك المطلوب أمام العدوان الصهيونى اليهودى على الشعب الفلسطينى العربى المسلم.
<<<
وإذا كان مجلس الأمن الدولى المنوط به إقرار الأمن والسلم الدوليين قد فشل في التدخل لوقف العدون وحماية الشعب الفلسطينى من القتل والإبادة بفعل «الفيتو» الأمريكى لمنع صدور قرار لوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذى يمثل استمرار الغطاء السياسى والدبلوماسى للعدو الصهيونى لمواصلة جرائم الحرب والإبادة ضد الفلسطينيين، ثم تكون بمنأى عن الإدانة والمحاسبة والعقاب رغم انتهاكها الجسيم للقانون الدولي والقانون الإنسانى وكل المواثيق الأممية حسبما أكدت المقررة الأممية عندما صرحت بأن إسرائيل لم تترك بندًا من بنود القانون الدولي إلا وانتهكته.
<<<
.. لذا فإنه بات واجبًا قوميًا مقدسًا على حكومات الدول العربية ومن خلال الجامعة العربية التحرك خارج الأمم المتحدة وممارسة دورها بحسب ميثاق الجامعة للدفاع المشروع عن فلسطين وشعبها فى مواجهة الإبادة والمخططات الصهيونىة باعتبار أن فلسطين عضو كامل العضوية في الجامعة العربية، وذلك باستخدام كل ما يمكن استخدامه من أدوات ضغط وأولها أن تقطع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب وفى مقدمتها الدول المطبعة مؤخرًا ضمن اتفاقيات «إبراهام» والتى أطمعت إسرائيل في الأمة العربية وتوهمت أنها تخلت عن فلسطين وشعبها.
ويبقى قطع النفط العربى عن إسرائيل وداعميها بمثابة ورقة ضغط ثانية، وحيث سبق استخدام النفط العربى كسلاح فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ مع الإقرار باختلاف الأوضاع العالمية بين السبعينيات والوقت الراهن، ولعل هاتين الورقتين هما أقل قدر ممكن ومتاح للحكومات العربية مهما كانت الكلفة، وإلا فإن التاريخ لن يرحم المتخاذلين والصامتين كما سبق وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب منذ بدء العدوان.
<<<
ثمَّ إن على حكومات دول العالم الإسلامى (٥٥) دولة أن تمارس دورها أيضًا دفاعا عن الشعب الفلسطينى.. مسلميه ومسيحييه ودفاعا أيضًا عن القدس الشريف والمسجد الأقصى الذى يحظى بقدسية دينية خاصة لدى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وهو الدفاع الذى يُعد فرض عين على كل حكومة إسلامية، لحماية أولي القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
<<<
وإذا كانت أوضاع النظام العالمى الحالي أحادى القطبية ومن ثمَّ المؤامرات السياسية لا تتيح للحكومات العربية والإسلامية القدرة على إدانة حكومات الغرب الأمريكى الأوروبى لدعمها إسرائيل فى عدوانها، فإن تلك الحكومات قادرة دون أى حرج علي أن تعلق صراحة وبأشد العبارات إدانتها للعدوان الصهيونى وجرائم الحرب والإبادة التى يرتكبها فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل، بل لماذا لم تقدم على تصنيف إسرائيل كدولة إرهابية وتصنف رئيس حكومتها نتن ياهو كمجرم حرب وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية؟
وبعيدا عن الحكومات فإن على الشعوب العربية والإسلامية ممثلة فى منظمات المجتمع المدنى فى كل دولة دورًا قوميًا ودينيًا واجبا بالإعلان عن تصنيف الرئيس بايدن الصهيونى كمجرم حرب وتصنيف حكومات أمريكا وبريطانيا وفرنسا بل ألمانيا أيضا كحكومات إرهابية راعية للإرهاب وجرائم الحرب اليهودية الصهيونية، ولعل هذا الإجراء الشعبى يكون بمثابة توزيع أدوار بين الحكومات العربية والإسلامية بتحركاتها الدبلوماسية المتاحة لديها وبين الشعوب حتى لا يبقى مليار ونصف المليار مسلم وعربى صامتين إزاء هذا الاستقواء الأمريكى والهوان العربى والإسلامى.
<<<
إن الأمر جد خطير إذ إن القضية الفلسطينية برمتها بعد ٧٥ سنة من النكبة عام ١٩٤٨ وبعد ٥٦ سنة من احتلال الضفة الغربية وغزة عام ١٩٦٧.. باتت فى خطر محدق وداهم تبدت أولي ملامحه بعد العدوان الوحشى على غزة وتدميرها وبعد حرب الإبادة والتجويع والتشريد التي يشنها العدوان الصهيونى علي الشعب الفلسطينى وبعد تصعيد العدوان على الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية باقتحام المدن والبلدات والمخيمات وقتل وإعدام المئات ميدانيا أمام منازلهم واعتقال أكثر من ٨ آلاف فلسطينى منذ ٧ أكتوبر الماضى.
<<<
مكمن هذا الخطر الداهم فى المخططات اليهودية الإسرائيلية لاغتصاب ما تبقى من فلسطين التاريخية بل ما تبقى فى الضفة الغربية التي مزقتها المستوطنات وقطعت أوصالها ومن ثمَّ تهجير الفلسطينيين إلى خارج أراضيها كإجراء أخير لتصفية القضية وفي تحد آثم لمقررات الشرعية الدولية ولمبدأ حل الدولتين الذى أكده الرئيس بايدن مرارا وتكرارا وحيث بدا أن كلامه كذب وخداع وإضاعة للوقت.
<<<
هذه المخططات اليهودية الصهيونية كشفها صراحة وأكدها مجرم الحرب نتن ياهو الأسبوع الماضي بكل غطرسة عندما صرح بأنه لا دولة فلسطينية فى المستقبل وأنه لن يسمح بإقامة هذه الدولة، فى انتهاك وتحد للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية بل لاتفاقية أوسلو الموقعة بين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية والتى اعتبرها ملغاة ووصفها بأنها خطأ كبير ارتكبته إسرائيل.
<<<
الأخطر فى تصريحات مجرم الحرب نتن ياهو أنه أكد تصميمه على تنفيذ ما وصفه بالتهجير الطوعى للفلسطينيين خارج غزة، معتبرًا أن المشكلة فى البلدان التى سوف تستقبل المهجرين وهى المشكلة التى يجرى التفاوض مع تلك البلدان لحلها!، أما تهجير فلسطينى الضفة وفقا لمخطط نتن ياو فسوف يأتى دوره لاحقًا.
غير أن الرهان يبقى على صمود الشعب الفسطينى وعلى التصدى العربى لهذا المخطط، وإلا فإن ثمة نكبة ثانية تلوح فى الأفق.
<<<
لكن يبقى فى كل الأحوال أن مستقبل غزة بعد انتهاء العدوان وأيًا كانت النهاية بات رهنا لسيناريوهات متعددة.. إسرائيلية وأمريكية وإقليمية وأممية، وبينما يتضمن السيناريو الإسرائيلى الذى سيلقى رفضا عربيا قاطعا إخضاع غزة للإدارة العسكرية الإسرائيلية، أى إعادة احتلالها وإدارتها أيضا مع تشكيل حكومة مدنية من التكنوقراط ليس فيها حماس أو أى من فصائل المقاومة لإدارة الشئون المدنية اليومية فى القطاع، فإن السيناريو الأمريكى يتضمن إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية لإدارة شئون الضفة وغزة «دون إشارة للدولة الفلسطينية» وفى نفس الوقت فإن ثمة مقترحات لإخضاع غزة لقوات أممية دولية لإدارتها، والمثير واللافت هو أن كل السيناريوهات المطروحة بشأن مستقبل غزة تعد وتجرى مناقشتها وتداولها فى الكواليس السياسية الدولية والإقليمية بمعزل عن الشعب الفلسطينى ذاته صاحب الأرض وبمعزل عن منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليا وعربيا وأمميا بوصفها الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى.
<<<
ويبقي انتظار قادم الأيام وما سوف تسفر عنه من تطورات وسيناريوهات لاتزال غامضة وضبابية تحت قصف الطائرات والمدافع الصهيونية والأسلحة أمريكية الصنع ودخان القنابل والرصاص.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.59
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.59 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى