الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 02:57 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : رسائل من غزة.. وإليها

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور


المعارك الضارية التى تخوضها المقاومة الفلسطينية على أرض غزة هذه الأيام سيسجلها التاريخ فى سجل الشرف والبطولة.. قتال شرس بصورة أسطورية فى مواجهة جيش فاشى همجى مدجج بأحدث ما أنتجته صناعة السلاح الأمريكية والغربية من طائرات وصواريخ وقنابل حارقة وفراغية وخارقة للتحصينات، ومدفعية ودبابات بامتداد الحدود وبوارج من البحر- كلها تصيب قذائفها ليل نهار على شريط ضيق من الأرض لا تزيد مساحته على (360 كم2).. ومتع ذلك يصمد أبطال المقاومة، ويشنون الهجمات المضادة، وينصبون الكمائن للدبابات والمدرعات الصهيونية، ويدخلون معها فى قتال متلاحم بأجسادهم وينسفونها بمن فيها من جنود العدو، أو يجبرونها على التراجع، مرة تلو الأخرى!! ويلحقون بالصهاينة خسائر مؤلمة يعترف بها رئيس حكومتهم نفسه.. ويواصلون صمودهم الأسطورى ضاربين أروع الأمثلة فى الشجاعة والبطولة.
وبينما يسطر التاريخ بطولة المقاومة الفلسطينية فى سجلات الشرف، فإنه يسجل انحطاط ووحشية وخسة عدوهم الصهيونى فى سجلات العار.
غارات بالطيران والصواريخ وقصف بكل أنواع الأسلحة على المدنيين ليس فى البيوت وحدها، بل وفى المستشفيات ودور العبادة ومدارس الوكالة الدولية لغوث اللاجئين، وتدمير شامل للأحياء والمخيمات وفقاً لسياسة الأرض المحروقة وأوامر لسكان شمال القطاع بالنزوح إلى الجنوب ثم قصف لقوافل النازحين ثم ملاحقتهم بالقصف الهمجى فى الجنوب الذى انتقلوا إليه.
أكثر من تسعة آلاف شهيد فلسطينى ارتقوا منذ بداية هذه الجولة من الحرب حتى كتابة هذه السطور (ظهر الخميس 2 نوفمبر) أغلبهم من الأطفال والنساء، وآلاف تحت أنقاض المبانى المنهارة وأكثر من (150 ألف) جريح.. والأعداد فى تزايد كل ساعة، وشهية الصهاينة المتعطشة للدماء لا ترتوى.
ومنع للأدوية والمستلزمات الطبية عن المستشفيات، وقطع الكهرباء عنها بحكم قطع الوقود عن المحطات والمولدات بما يعنى حكماً بالموت على الأطفال فى الحضانات وغرف الرعاية المركزة، والمحتاجين إلى الغسيل الكلوي وأجهزة التنفس الصناعى، وتدمير لسيارات الإسعاف، ليس غريباً على العدو الذى يقصف المستشفيات على رؤوس من فيها.
ومنع الطعام والدواء والوقود، وإمعان فى السادية يصل إلى قصف المخابز وطوابير الواقفين أمامها فى انتظار رغيف الخبز!!.
مشاهد هزت الضمير الإنسانى فى قلب الولايات المتحدة نفسها التى تظاهر فيها الآلاف ضد همجية الجيش الصهيونى، بمن فيهم يهود معادون لسياسة الدولة الفاشية وحكامها ومظاهرة مليونية فى قلب العاصمة البريطانية، وعواصم أخرى كثيرة، بينما تصر أمريكا والدول الغربية الكبرى على رفض وقف العدوان الصهيونى وتحشد أمريكا أسطولها دعماً للعدوان.. وتمخض الجبل الأمريكى فولد فأراً اسمه دخول المساعدات الإنسانية بكميات محدودة للغاية بالقياس إلى احتياجات سكان القطاع، وبما لا يشمل الوقود الذى هو عصب الحياة، وبدونه يصيب الشلل كل أوجهها، بما فى ذلك غرف العمليات فى المستشفيات.
الأمر الذى يعتصر القلب فعلاً أن ملحمة غزة المجيدة والدامية التى حركت وجدان الملايين حول العالم وفى الوطن العربى بالطبع، لم تحرك أغلب البلدان العربية لاتخاذ أي خطوة جدية للضغط على أمريكا وإسرائيل من أجل توقف العدوان، بينما جاءت الرسائل القوية من أمريكا اللاتينية البعيدة بقطع (بوليفيا) علاقاتها الدبلوماسية مع دولة العدوان الفاشية وطرد (كولومبيا) للسفير الصهيونى لديها، ثم سحب سفيرها من تل أبيب، ومن تشيلى بسحب سفيرها لدى الكيان الصهيونى!!.
رسائل غزة
من كل ما سبق، ومن تطورات الأحداث منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، نستخلص الرسائل التالية من غزة وما حولها:
وأولاها رسالة الشعب الفلسطينى إلى العالم: مقاومتنا مشروعة ودفاع عن أرضنا المغتصبة، ولن نتخلى عن وطننا مهما كان الثمن، وإذا كانت غزة تتحمل الآن العبء الأكبر، فإن صمود الضفة الغربية يضرب هو الآخر مثلاً رائعاً فى المقاومة، وقد قدمت الضفة منذ بداية هذا العام حتى عملية «طوفان الأقصى» أكثر من مائتين وخمسين شهيداً وقدمت منذ بدء العدوان الأخير أكثر من (70 شهيداً) والمقاومة مستمرة وتتصاعد بالرغم من همجية العدو واغتيال نحو ألفين من المقاومين والناشطين الفلسطينيين.
الرسالة الثانية من الشعب الفلسطينى كله فى الوطن والشتات: المقاومة مستمرة مهما اشتد العدوان وطال الزمن وقد مر نحو عشرين عاماً (1948 - 1960) أى منذ النكبة حتى انطلاق شرارة المقاومة المسلحة ظن خلالها المعتدون أن القضية الفلسطينية قد ماتت أو أنها بسبيلها إلى الموت.. لكنها فاجأت الجميع بانطلاق شرارتها فى (1 يناير 965) .. وهى الشرارة التى أطلقت نيران مقاومة لم تخمد حتى الآن. وامتدت إلى كل مكان فيه فلسطينيون داخل وخارج الأرض المحتلة وأصبحت القضية الفلسطينية عصية على التصفية مهما حاول أعداؤها.
الرسالة الثالثة : من الكيان الصهيونى وأمريكا والدول الاستعمارية الغربية: إسرائيل هى جزء عضوى من التحالف الاستعمارى الغربى فى المنطقة والعالم، وهى مركز متقدم للاستعمار الأمريكى والغربى فى منطقتنا. وإذا كانت الخرافات التوراتية حول الوعد الإلهى «من النيل للفرات» وطن للصهاينة، تجعل للسياسة الإسرائيلية خطاباً مستقلاً نسبياً خاصاً بها، فإن الأهداف الكبرى واحدة، بما فى ذلك ترحيل الفلسطينيين عن أرضهم وتصفية القضية الفلسطينية، وأن تكون الدولة الصهيونية شريكاً أصغر للغرب من الهيمنة على المنطقة وثرواتها، وفى مقدمتها البترول (ونكرر: وفى مقدمتها البترول) وعلى الذين يراهنون على دور أمريكى- أو أوروبى- يساند الفلسطينيين أو العرب، أن يتخلوا عن أوهامهم، وأن يعرفوا أن أمريكا والدول الغربية الكبرى شركاء كاملون لإسرائيل فى كل جرائمها.
الرسالة الرابعة من مصر: وخلاصتها أن هناك إدراكاً مصرياً عاماً لأهداف الصهيونية التوسعية، وأن السيطرة على سيناء تظل فى قلب هذه الأهداف.. والتوسع من النيل إلى الفرات هدف نهائى مكتوب على واجهة الكنيست.. وبالتالى فإن المقاومة الفلسطينية تظل دائما خط الدفاع الأول عن مصر والعرب، تماماً كما كانت فلسطين وسورية الكبرى خط الدفاع الأول عن مصر طوال تاريخها منذ أقدم العصور.. وتظل القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، ولايمكن لمصر السماح بتصفيتها بأى حال من الأحوال.. ولا بأى صورة من الصور.. وكل المشروعات الإسرائيلية والأمريكية لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو إلى أى مكان آخر مرفوض تماماً وعلى الجميع أن يعلموا ذلك.
الرسالة الخامسة: إن الدول العربية التى تتخاذل عن نصرة الشعب الفلسطينى الشقيق إنما تتخاذل عن نصرة نفسها وشعوبها الآن الأطماع الصهيونية فى المنطقة بأسرها تظل قائمة، والدعم الغربى لها يظل قائماً ومن لا يستخدم الأسلحة المتاحة له (وخاصة البترول والفوائض المالية) للضغط على أمريكا والغرب، ونصرة الشعب الفلسطينى، سيجىء عليه يوم يجد فيه نفسه مضطراً لدفع الثمن، وسيندم، حين لا ينفع الندم، والتخاذل أمام الدولة الصهيونية لن يثنيها عن أطماعها، ومطالبها المعروفة والمعلنة فى بلاد عربية كثيرة.
الرسالة السادسة: إلى دول عربية كثيرة تدخل فى دائرة التطبيع أو تستعد للدخول إليها- وخلاصتها أن كلمة «التطبيع» نفسها تنطوى على دور كبير من الخداع أو عدم الدقة، فالعلاقات الطبيعية بين الدول والشعوب تكون مفهومة (وطبيعية) حينما تنسجم أهدافها أو يمكن التوفيق بينها.. لكننا نواجه فى حالة الدولة الصهيونية كياناً تقوم سياسته على التوسع والسيطرة وإنكار حقوق الآخرين والأولى بالدول العربية أن تستعى إلى «التطبيع» فيما بينها ولا تنقلب على الأشقاء وتتخاذل مع الأعداء!! وفى جميع الأحوال فإن الشعوب العربية كلها تعرف هذه الحقيقة وتطبقها بغض النظر عن المواقف الرسمية.
الرسالة السابعة: رسالة تحية واجبة من كل عربى حقيقى إلى دول أمريكا اللاتينية الثلاث (بوليفيا وكولومبيا وتشيلى).. ومن سيتلوها من دول القارة الثائرة ضد الهيمنة الأمريكية.. وإلى كل الدول التى تتخذ مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية والقضايا العربية.. ونتمنى أن تتخذ كل الدول العربية مواقف مشابهة.. وتحية إلى كل من يرفع علم فلسطين ويؤيد قضيتها، فى مكان فى العالم.
المجد للمقاومة الفلسطينية فى غزة والضفة الغربية.
والنصر للشعب الفلسطينى الشقيق وقضيته التعادلة.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.56
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى