سوق الذهب في مصر يترقب حجم الإقبال على شهادات الدولار من البنوك الحكومية
جولد بيليون: موجة بيع قوية للذهب عالمياً بعد إعلان ارتفاع النمو في أمريكا
خروج 128 مليون دولار من صناديق الاستثمار في الذهب بما يعادل 4 أطنان
توقف الذهب عن الهبوط خلال تداولات اليوم الجمعة وذلك بعد عمليات بيع قوية خلال جلسة الأمس مدفوعة بالبيانات الاقتصادية الأمريكية، إلى جانب استمرار البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة، ليقبل الذهب على تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي، وعلى صعيد الذهب في مصر فإن سوق الذهب يترقب نتائج طرح البنوك الحكومية "الأهلي ومصر" شهادات دولارية.
وسجل سعر الذهب الفوري اليوم الجمعة ارتفاع بنسبة 0.2% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1950 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 1.3% وسجل أدنى مستوى في أسبوعين عند 1942 دولار للأونصة.
وبحسب التحليل الفني لجولد بيليون فإن الذهب في طريقه إلى تسجيل الانخفاض الأسبوعي الأول بعد ثلاثة أسابيع متتالية من المكاسب، ليعد هذا هو أكبر انخفاض أسبوعي منذ 23 يونيو الماضي، يأتي هذا بعد أن فشل الذهب في الحصول على الدعم من الأحداث الهامة التي شهدها هذا الأسبوع.
رفع الفائدة الأمريكية والأوروبية:
البنك الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة 25 نقطة أساس لتصل إلى 5.50% وأشار أن الباب مفتوح خلال اجتماعه القادم لرفع جديد في الفائدة أو تثبيتها، وأن القرار سيتوقف على البيانات الاقتصادية.
من ناحية أخرى قام البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 4.25% وأشار البنك إلي أن اجتماعه القادم قد يشهد رفع أو تثبيت الفائدة، وأن قرارات البنك ستعتمد على البيانات الاقتصادية.
حقيقة استمرار البنوك المركزية العالمية في رفع الفائدة تسبب ضغط سلبي على أسعار الذهب منذ كون الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، وهو ما تسبب في انهاء الذهب موجة الصعود على المدى القصير.
و صدر أمس عدد من البيانات الاقتصادية عن الاقتصاد الأمريكي تسببت في ارتفاع مستويات الدولار بشكل كبير لينعكس بالسلب على أسعار الذهب، فقد ارتفع معدل النمو في الولايات المتحدة خلال الربع الثاني من العام بنسبة 2.4% مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 2% وكانت التوقعات تشير إلى 1.8%.
مبيعات السلع المعمرة في الولايات المتحدة في يونيو شهدت أيضاً ارتفاع كبير بنسبة 4.7% من القراءة السابقة 1.8% وكانت التوقعات بنسبة 1.3%. بينما تراجعت أعداد المتقدمين لطلبات اعانات البطالة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي إلى 221 ألف أقل من القراءة السابقة 228 ألف والتوقعات 234 ألف.
البيانات الأمريكية تعد إيجابية للغاية بالنسبة للدولار لأنها تعكس قوة الاقتصاد الأمريكي وابتعاده عن الركود الاقتصادي، وبالتالي تزيد فرص رفع الفائدة من جديد لينعكس هذا بشكل إيجابي على الدولار.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.2%، وذلك بعد ارتفاع كبير يوم أمس بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوياته في أسبوعين، ويزيد من الضغط على أسعار الذهب بسبب العلاقة العكسية بينهما.
أيضاً عاد العائد على السندات الحكومية الأمريكية إلى الارتفاع ليسجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوى في أسبوعين عند 4.044% ليرتفع العائد منذ بداية الأسبوع بنسبة 4.3%.
ارتفاع العائد على السندات الحكومية إلى جانب ارتفاع الدولار الأمريكي كان كفيل بدفع أسعار الذهب إلى الهبوط بشكل حاد، خاصة أن البيئة الحالية أصبحت عدائية بالنسبة لأسعار الذهب بعد قيام كل من البنك الفيدرالي والمركزي الأوروبي برفع الفائدة في اجتماعهم الأخير وترك الباب مفتوح أمام رفع جديد للفائدة خلال اجتماعهم المقبل.
تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات أخرى هامة عن الاقتصاد الأمريكي وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري والذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، ومن المتوقع أن يسجل المؤشر 4.2% خلال شهر يونيو مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 4.6%.
صناديق الاستثمار في الذهب
تستمر صناديق الاستثمار في الذهب في الضغط السلبي علي الذهب في ظل خروج الاستثمارات بشكل تدريجي لصالح أسواق السندات في ظل استمرار ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية، وفق جولد بيليون
استمرت التدفقات في الخروج من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب الأسبوع الماضي بمقدار 128 مليون دولار أمريكي بما يصل قيمته إلى 4 طن من الذهب، حيث يعد هذا هو الأسبوع الثامن على التوالي الذي يشهد خروج للتدفقات من صناديق الذهب.
تقرير مجلس الذهب العالمي أظهر أن شهر يونيو الماضي شهد خروج استثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بقيمة 3.7 مليار دولار بما يساوي 56 طن من الذهب على مستوى الصناديق المتداولة في الذهب عالمياً، مما أدى إلى سحب استثمارات خلال النصف الأول من عام 2023 بقيمة 2.7 مليار دولار ما يساوي 50 طن من الذهب.
تسبب التدفق الخارجي للاستثمار من صناديق الذهب لشهر يونيو في تحول الطلب العالمي على صناديق الاستثمار المتداولة على الذهب خلال النصف الأول من عام 2023 إلى مستوى سلبي بمقدار 50 طنًا، وهو ما يعادل خروج سيولة نقدية تبلغ 2.7 مليار دولار أمريكي.
استمرار عمليات رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي والبنوك المركزية العالمية لمحاربة التضخم تعمل على اجتذاب قطاع كبير من الاستثمارات خارج صناديق الاستثمار في الذهب لصالح أسواق السندات، وغيرها من الأصول المعتمدة على الفائدة.
الجدير بالذكر أن البنك الفيدرالي لو توقف عن رفع أسعار الفائدة بعد اجتماعه الأخير فستستمر الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة من الوقت قد تصل حتى نهاية الربع الأول من العام القادم على أقل تقدير وهو ما قد يعني استمرار في خروج الاستثمارات من صناديق الذهب على المدى المتوسط.
أسعار الذهب في مصر
تستمر أسعار الذهب في التحرك ضمن نفس النطاق السعري الذي سيطر عليها منذ بداية الأسبوع، وذلك على الرغم من الانخفاض الحاد في أسعار الذهب العالمية يوم أمس، حيث تشهد أسعار الذهب محلياً حالة من الترقب خلال هذه الفترة في ظل الاحداث الأخيرة في السوق المحلي.
سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الجمعة 2155 جنيه للجرام بعد ان سجل أعلى مستوى له يوم أمس عند 2170 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17240 جنيه، وفق جولد بيليون.
الترقب مستمر في أسواق الذهب بعد اعلان البنك الأهلي وبنك مصر عن شهادات ادخار بالدولار بعائد 7% وأجل 3 سنوات، فهل ستعمل هذه الشهادات على تغير وتيرة الطلب في السوق الموازية على الدولار وبالتالي تغيير سعره أم ستشهد هذه الشهادات عزوف من قبل المواطنين.
قد تضح الأمور خلال الأسبوع المقبل بعد أن يظهر مدى الإقبال على شراء الشهادات الدولارية الجديدة وهل سيتغير سعر الدولار في السوق الموازية أم لا، علما بأنه يساهم بشكل أساسي في تسعير الذهب محلياً.
من جهة أخرى أعلن البنك العربي الأفريقي عن شهادة جديدة بأجل 3 سنوات بالجنيه المصري بعائد 40% يصرف مقدما، وتدرس عدد من البنوك العمل على طرح شهادات جديدة سواء بالدولار أو بالجنيه المصري.
أيضاً ارتفاع مستويات التضخم وتراجع القيمة الشرائية للعملة قد تضعف من إقبال المواطنين على الشهادات بسبب ارتفاع التضخم أعلى من العائد على هذه الشهادات، وكانت التجربة الأخيرة مع شهادات الـ 18% والتي بعد استحقاقها حدث إقبال كبير على سوق الذهب الذي حقق عائد قياسي مقارنة مع عائد الشهادات البنكية.
وأشار تحليل جولد بيليون إلي أن موعد إجراء المراجعة الأولى لصندوق النقد الدولي والذي قد تكون في منتصف شهر سبتمبر القادم يسبب التوتر في الأسواق وسط تكهنات بأننا قد نشهد خفض في سعر صرف الجنيه قبل هذا التاريخ.
حصة الحكومة في منجم السكري
وعن إنتاج الذهب المصري فقد حصلت الحكومة على 59 مليون دولار نصيبها من أرباح منجم السكري وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري بالإضافة إلى إتاوات تعدين بواقع 33.2 مليون دولار.
حيث ارتفعت إنتاجية منجم السكري خلال النصف الأول من العام بواقع 220.56 ألف أونصة مقابل 203.98 ألف أونصة خلال النصف الأول من عام 2022.
يذكر أن البنك المركزي المصري قد خفض مشترياته من الذهب النقي خلال النصف الأول من العام ليصل إلى 13.02 مليون دولار مقابل 27.558 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي الذي شهد عمليات شراء قياسية للذهب من قبل البنوك المركزية العالمية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استطاعت منطقة الدعم عند 1950 – 1940 دولار للأونصة في إيقاف الهبوط في أسعار الذهب الفورية يوم أمس لتتداول الأسعار اليوم ضمن هذه المنطقة، ولكن يبقى الزخم السلبي هو المسيطر على تحركات الذهب.
خلال آخر أسبوعين انحصرت التداولات بين المستوى 1980 و1940 دولار للأونصة، ليمثل المستويين الحد العلوي والسفلي لحركة الذهب على المدى القصير واختراق أيا من المستويين يفتح الباب لتحرك جديد نحو الأعلى أو الأسفل.
وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً نجد أن سعر جرام الذهب عيار 21 يستمر في الحركة في نطاقات ضيقة بين 2155 – 2175 جنيه للجرام وكسر هذه المنطقة لأسفل يفتح الباب لمناطق 2130 – 2120 جنيه للجرام.