الذهب في مصر يفقد ارتباطه بالبورصة العالمية ويستقر مع ارتفاع الأونصة
انخفضت أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي ولكنه في طريقه لتسجيل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، يأتي التراجع الأخير في أسعار الذهب بعد بيانات قطاع العمالة الأمريكية التي جاءت أفضل من المتوقع، ولكن يبقى الاتجاه الصاعد هو المسيطر على حركة الذهب.
تتداول أسعار الذهب الفورية اليوم وقت كتابة تقرير جولد بيليون الجمعة عند المستوى 1963 دولار للأونصة بعد أن انخفضت بنسبة 0.3% مسجلة أدنى مستوى منذ 3 جلسات عند 1962 دولار للأونصة، بينما على المستوى الأسبوعي يقترب الذهب من تسجيل ارتفاع بنسبة 0.4%.
وفشل الذهب في اختراق مستوى المقاومة الهام 1980 دولار للأونصة والذي يعد البوابة الرئيسية للوصول إلى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة، لتعود الأسعار إلى التراجع وتختبر الآن منطقة الدعم 1960 – 1965 دولار للأونصة.
أعلنت وزارة العمل الأمريكية أمس إن مطالبات البطالة الأسبوعية انخفضت بمقدار 9000 إلى 228 ألف مقارنة مع الأسبوع الماضي الذي كانت قراءته عند 237 ألف، بينما كانت التوقعات بقيمة 239 ألف.
تراجع أعداد المطالبين بإعانات البطالة يعكس استمرار تماسك قطاع العمالة في الولايات المتحدة، وهو القطاع الذي يعتمد عليه البنك الفيدرالي في تقييمه لوضع الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي تسببت هذه البيانات في زيادة الضغط على عمليات البيع الذهب من أجل جني الأرباح لتتوسع الخسائر بالقرب من مستويات 1960 دولار للأونصة.
الانخفاض الحالي في أسعار الذهب يعد تصحيح سلبي وعمليات بيع لجني الأرباح بعد الارتفاع الكبير الذي سجله المعن النفيس مع بداية الأسبوع وتسجيله أعلى مستوى منذ 9 أسابيع عند 1987 دولار للأونصة.
الدولار الأمريكي انتعش في المقابل بشكل كبير وسجل ارتفاع للجلسة الرابعة على التوالي وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، فقد ارتفع المؤشر اليوم بنسبة 0.3% في طريقه لتسجيل ارتفاع خلال هذا الأسبوع بنسبة 1.2%.
ارتفاع مستويات الدولار هذا الأسبوع يعد تصحيح إيجابي بعد الهبوط الحاد الذي سجله الأسبوع الماضي ودفعه إلى تسجيل أدنى مستوياته منذ شهر ابريل من عام 2022، ليحقق استفادة من البيانات الاقتصادية التي صدرت هذا الأسبوع وأظهرت تضارب في توقعات النمو للاقتصاد الأمريكي وهو ما زاد من الطلب على الدولار ليحاول العودة إلى مستويات معتدلة قبل اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع المقابل.
ساهم تعافي الدولار في زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب، بالإضافة إلى ارتفاع ملحوظ في عوائد السندات الحكومية الأمريكية خلال جلسة الأمس، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات يوم أمس بنسبة 2.6% ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 3.876%.
تقوم الأسواق في الوقت الحالي بتسعير احتمال بنسبة تقترب من 100% بقيام البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع المقبل، وفي المقابل تتوقع الأسواق عدم رفع الفائدة مرة أخرى في أي اجتماع حتى نهاية العام.
وساعدت هذه التوقعات في الأسواق على دعم الذهب خلال الفترة الأخيرة كون انتهاء دورة رفع الفائدة من قبل الفيدرالي يدعم ارتفاع الذهب بشكل كبير لأنه يعد أصل لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات التي تقدم عائد يتزايد بارتفاع الفائدة.
أسعار الذهب في مصر
أسواق الذهب في مصر تواصل الاستقرار دون تغير كما فقد الذهب ارتباطه مع السعر العالمي مرة أخرى وهو ما يظهر في استقرار الأسعار محلياً في الوقت الذي نشهد فيه تحركات قوية لسعر الأونصة عالمياً، بحسب جولد بيليون
سجل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الجمعة 2165 جنيه للجرام دون تغير عن سعر افتتاح جلسة الأمس والتي شهدت تغير ضعيف لا يتعدى 5 جنيها طوال الجلسة، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17320 جنيه.
الاستقرار الحالي في أسعار الذهب محلياً يعكس فك الارتباط بين السعر المحلي والعالمي، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الذهب العالمي مطلع هذا الأسبوع لأعلى مستوى في 9 أسابيع نجد أن الذهب المحلي ثابت تقريب دون تغيرات تذكر.
السبب الرئيسي وراء هذا الثبات والاستقرار في أسعار الذهب المحلية يرجع إلى استقرار العوامل الأخرى التي تساهم في التسعير وعلى رأسها سعر الدولار في السوق الموازية الذي يشهد استقرار دون تغير منذ فترة في ظل تراجع الطلب على الدولار في الأسواق الموازية.
من جانب آخر نشهد ضعف في الطلب على الذهب خلال هذه الفترة بالإضافة إلى تراجع السيولة النقدية في الأسواق الأمر الذي يؤثر على السعر بشكل سلبي ويدفعه إلى الثبات بشكل كبير.
و نجحت مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية في زيادة المعروض المحلي من الذهب الأمر الذي أعاد التوازن بين العرض والطلب بشكل كبير وأعاد الهدوء في التعاملات نظراً لأنه قلل من عمليات فرض السعر في السوق وفقاً لإتاحة الذهب.
وترى الشعبة العامة للذهب أن الطلب على السبائك والعملات الذهبية قد تراجع خلال الفترة الأخيرة في مقابل ارتفاع للطلب على المشغولات الذهبية، ويأتي هذا نتيجة تراجع أسعار الذهب مما دفع المواطنين إلى شراء المشغولات الذهبية.
أيضاً الإعلان الحكومي عن نتائج برنامج الطروحات وترحيب صندوق النقد الدولي بهذه التحركات ساهم في تهدئة السوق بشكل كبير، وأدى إلى تراجع المخاوف وبالتالي تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ويتطلع صندوق النقد الدولي لإجراء المراجعة الأولى مع مصر في إطار البرنامج الجديد الذي تحصل مصر من خلاله على 3 مليار دولار خلال 46 شهر والذي تم الاتفاق عليه في ديسمبر الماضي وقد حصلت مصر على الدفعة الأولى وقيمتها 347 مليون دولار.
من ناحية أخرى من المنتظر أن تقوم هيئة الثروة المعدنية بتوقيع 7 عقود للاستغلال التجاري لاكتشافات الذهب مع شركتي سنتامين وباريك جولد وهي شركة كندية مصنفة ثاني أكبر شركة تعدين في العالم.
شركة باريك جولد ستقوم باستثمار 8.8 مليون دولار في 19 قطاع للبحث عن الذهب في الصحراء الشرقية، بينما تستمر شركة سنتامين الأسترالية وصاحبة امتياز التنقيب في منجم السكري الأكبر في مصر في ضخ استثمارات تصل إلى 9.1 مليون دولار.
توقعات أسعار الذهب
فشل أسعار الذهب عالمياً في اختراق مستوى المقاومة الهام عند 1980 دولار للأونصة و فتح الباب لعمليات جني أرباح وصلت بالذهب إلى منطقة الدعم 1960 – 1965 دولار للأونصة، وقد تزيد ضغوط البيع حتى المستوى 1950 دولار للأونصة.
التراجعات في أسعار الذهب مع نهاية الأسبوع يعمل على تهدئة المؤشرات الفنية التي شهدت تشبع كبير بالشراء مع الصعود الأخير في أسعار الذهب، وذلك حتى يتهيأ الذهب لاستقبال الأسبوع القادم الأهم والذي يحوي العديد من البيانات والأحداث الهامة التي قد تغير تحركات الذهب بصورة كبيرة.
بالنسبة لأسعار الذهب المحلية تستمر نظرتنا دون تغير مع استمرار تداول الذهب تحت المستوى 2175 جنيه للجرام عيار 21 ليبقى الضغط السلبي قائم على الأسعار وتبقى الأهداف في الهبوط عند منطقة 2150 – 2155 جنيه للجرام، وبعدها قد نشهد تراجع إلى مستويات 2130 – 2120 جنيه للجرام وفي حالة اختراق منطقة المستوى 2175 جنيه للجرام تعود الأسعار وتستهدف المستوى 2200 جنيه للجرام.