”د. ريحان ”: طابا ونويبع وشرم الشيخ ودهب أعمدة السياحة البيئية فى سيناء
اكد الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في ورقة بحثية القاها في مؤتمر – التغيرات النباتية والميكروبيولوجية في ضوء التغيرات المناخية -تحت عنوان " آثار سيناء تجسّد التفاعل بين الإنسان والبيئة وتطويعها لصالحه" أن " سيناء هبة البيئة السيناوية حيث خرجت مكنونات حضارتها من رحم تلك البيئة ".
مقومات السياحة البيئية
يستعرض فيها مقومات السياحة البيئية فى طابا ونويبع وشرم الشيخ ودهب ويشير إلى تفاعل الإنسان السيناوى الأول مع بيئته منذ عصور ما قبل التاريخ حين بدأ فى بناء مساكنه ومقابره التى تمتلأ بها مناطق جنوب سيناء مابين سانت كاترين ودهب ونويبع .
من مبانى عبارة عن دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة والمنطقة حولها مفروشة بهذه الصخور ذات البلاطات العريضة ثم تطورت إلى مبانى بينها مساحة متسعة أكثر ارتفاعًا واتساعًا من الدوائر السابقة ويطلق عليها النواميس .
وهى مرحلة بداية تكوين القبيلة حيث كانوا يعيشون فى مجموعات على هيئة دوائر ووسطهم أماكن الحيوانات.
وفى عصر مصر القديمة استغل المصريون القدماء ما تتميز به البيئة السيناوية وهو الفيروز ومنها جاءت تسميتها بأرض الفيروز وأرسلوا البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة وعدّنوا الفيروز فى سرابيط الخادم والنحاس فى وادى النصب الغربى .
وفى عصر الأنباط بسيناء الذى يمتد من القرن الأول قبل الميلاد إلى عام 106م نهاية دولتهم رسميًا رغم استمراهم كتجار حتى العصر الإسلامى وهناك قبيلة من أحفادهم بسيناء وهى قبيلة الحويطات.
وقد استغل الأنباط البيئة السيناوية فى إبداع أعظم نظم الرى للاستفادة من مياه الأمطار والسيول وتحويلها من قوة مدمرة إلى مصدر للمياه العذبة كما استغلوا نحاس سيناء فى وادى النصب وقاموا بتعدينه.
وفى الفترة المسيحية التى ازدهرت من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادى لجأ الرهبان إلى سيناء هروبًا بالدين الجديد وعشقًا لحياة الصحراء والبيئة السيناوية وأنشأوا الصوامع المنفصلة التى تطورت حتى وصلت إلى الأديرة المتكاملة.
وسكنوا الوادى المقدس "منطقة سانت كاترين حاليًا" واستفادوا من الجبال الجرانيتية والجبال من الحجر الرملى الأحمر بوادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وأنشاوا أول أبرشية لهم هناك منذ القرن الرابع الميلادى.
واستفادوا من الجبال الجرانيتية فى بناء أشهر أديرة العالم وهو دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها وهو أعلى جبال سيناء 2246م فوق مستوى سطح البحر.
وفى العصر الإسلامى استغل الإنسان بسيناء مواد البناء المتوفرة لصالحه حيث أدخلت فى المبانى الساحلية نوع من الأحجار المرجانية التى تقاوم الأملاح بشكل كبير وهى أقوى من الجرانيت واتضح ذلك فى مبانى حصن رأس راية بطور سيناء ومبانى كاملة بتل الكيلانى من الأحجار المرجانية .
وفى النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع أقدم مركز بوليس فى سيناء خاصة ومصر عامة يعود إلى عام 1893م كما أنشأوا السدود لحجز مياه الأمطار واستغلوا التلال والجزر لإنشاء قلاع محصّنة شديدة الانحدار أو محاطة بالمياه فيصعب اقتحامها.