تصريحات عن عدم جدوى اللقاح تُخفِض أسعار البترول وتهوي بالدولار ..وتدفع المستثمرين إلى الذهب
أصبحت أخبار الكورونا ومتحوراتها المؤثر والمحرك الرئيسي للإقتصاد العالمي وأسواق المال، ويكفي خبر واحد عن تطور الفيروس أو عدم نجاعة اللقاح لتنزلق أسعار السلع الأساسية مثل البترول إلى انخفاض سحيق، وقد ينخفض الدولار الأمريكي، العملة الرئيسية التي تستخدم في تقييم معظم السلع الأساسية ، ويرتفع الذهب كملاذ آمن للمستثمرين مع مخاوف هبوط الدولار وانطلاق موجة من التضخم... الكورونا ومتحوراتها بوتسوانا أو اوميكرون تتلاعب بالاقتصاد والمال
يوم الجمعة الماضي انخفضت اسعار البترول نحو 12 % ، بعد الانباء عن متحورات كورونا الجديدة مثل بوتسوان أوأوميكرون ، وبالأمس الاثنين، توالت ارتفاعات أسعار البترول بعد انباء عن مبالغة في أمر المتحورات ، وبعد إعلان وزير الطاقة السعودي الامير عبدالعزيز بن سلمان تأجيل إجتماعات أوبك بلس إلى يومي الأربعاء والخميس بدلا من الأمس واليوم ، لاكتساب مزيد من الوقت لدراسة تأثيرات أوميكرون على الطلب على النفط.
وظهر من كلام الوزير السعودي أن التحالف أوبك بلس، أكبر تجمع للدول المصدرة للنفط قد يتخذ قراراً بخفض الأنتاج او الاستمرار على نفس معدلات الانتاج الحاليو دون زيادة وهو ما صعد بأسعار البترول في ساعات قليلة امس الإثنين بنحو 7 %.
اليوم الثلاثاء 30- 11 – 2021 م انخفضت أسعار البترول بنحو دولارين للبرميل بعد أنباء بعدم كفاءة اللقاح ضد متحورات أوميكرون الجديدة، وهو ما يعني نشر مخاوف من الفيروس وتفشيه ، مع تصريحات مختلفة نُسبت إلى علماء في بريطانيا وخبراء صحة في جنوب إفريقيا عن شدة شراسة المتحورات الجديدة.
أخبار كورونا العنيفة تضر بالبترول وتعمل على خفض أسعاره ولكنها تحمل تأكيدات بانكماش اقتصادي وركود عالمي، فأدى ذلك صباح اليوم إلى تراجعات وهبوط في البورصات حول العالم وانخفاض الدولار
فقد هبط الدولار الأمريكي في السوق الآسيوية صباح اليوم أمام الين الياباني، وهو ما دفع المستثمرين بقوة نحو شراء الذهب كملاذ آمن في مثل هذه الحالة ،خوفا من انهيار الدولار الأمريكي وأسواق الأسهم (البورصات) وانخفاض البترول ، فارتفعت صباح اليوم الثلاثاء30 – 11 – 2021م أسعار الذهب بالسوق الأسيوية في العقود الآجلة تسليم فبراير القادم بنسبة 0.32% ليصل سعر الأونصة (الأوقية) 1,792.60$ وكان سعرها في افتتاح اليوم 1,786.90$.
وعاودت أسعار النفط التراجع صباح اليوم الثلاثاء بأكثر من دولارين، في ظل تراجع واسع لأسواق المال عقب إنتشار مخاوف من عدم جدوى لقاحات الكورونا ضد المتحور الجديد أوميكرون بنفس درجة فاعليته للمتحور السابق دلتا، عقب تصريحات إعلامية لرئيس شركة مودرنا للأدوية توقع فيها عدم نجاعة الأمصال مع المتحورات الجديدة.
وتراجعت أسعار البترول صباح اليوم الثلاثاء في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي ، نيمكس، 1.61 دولار أي بنسبة 2.3 %، إلى 68.34 دولار للبرميل.
كما تراجعت اسعار البترول اليوم لخام برنت في العقود الآجلة 1.82 دولار بنسبة 2.5 %ليصل إلى سعر 71.62 دولار للبرميل.
اجتماع أوبك+
ولم يكد يمر يوم واحد من التداولات على انهيار أسعار البترول بمعدل خطير اقترب من 12% الجمعة الماضي، بفعل الأخبار السيئة عن سلالات كورونا الجديدة، خاصة متحور أوميكرون أو بتسوانا، حتى عادت اسعار البترول في أول تداولات الاسبوع الجديد وارتفعت أمس الاثنين ليرتفع فوق الـ7% بفعل تصريحات سعودية حول موعد اجتماع تحالف أوبك+ خلال الأسبوع الجاري.
وأعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، إرجاء الاجتماع الفني لمجموعة أوبك+ إلى الأربعاء على أن يُعقد اجتماع اللجنة الوزارية الخميس.
وتحالف أوبك+ (أوبك بلس) هو منظمة أوبك، مجموعة الدول المنتجة والمصدرة للبترول بقيادة السعودية + مجموعة الدول المصدرة للبترول من خارج المنظمة بقيادة روسيا
وبات من المرجح أن التحالف سيتخذ قراراً بخفض الانتاج من البترول الخام تحسباً لتاثيرات الإغلاق الاقتصادي والانكماش الاقتصادي العالمي بفعل تأثيرات متحورات كورونا، خاصة بعد أن قال وزير الطاقة السعودي أنه تقرر تأجيل اجتماعات أوبك+ لمنح الاعضاء واللجان الفنية فرصة من الوقت لتقييم تأثير أوميكرون على الطلب على النفط وأسعاره.
وكان التحالف قد اعتمد خطة بعيدة المدى تعتمد على الزيادة التدريجية البطيئة في معدلات الانتاج اليومية بلغت 400ألف برميل فقط، في الشهر الجاري والشهر المقبل، وذلك بسبب مخاوف التحالف من عودة تأثيرات كورونا ، وتكرار الانخفاض القوي لأسعار النفط وتأثير ذلك الانخفاض على الاستثمارات كما حدث في العامين السابقين.
وألمح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، رئيس تحالف أوبك+ بأن الكلام حول أوميكرون فيه مبالغات كبيرة ، وأن قرار التأجيل لاجتماعات اوبك+ إلى الاربعاء والخميس القادمين لدراسة الموضوع بطريقة أفضل وبمعرفة ، وذلك أفضل من الاجتماع اليوم وغدا بدون ما نستفيد من الوقت
وحققت أسعار البترول مساء الإثنين وعقب تصريحات الأمير السعودي زيادة بخام غرب تكساس الأمريكي بلغت نحو 7% لتصل إلى سعر 73 دولار للبرميل بارتفاع 5 دولارات للبرميل.
وصعدت أسعار البترول لخام برنت الوسيط بنحو 6% بارتفاع أكثر من الـ 4 دولارات في البرميل ليصل إلى نحو الـ76 دولار للبرميل.
ولم تستطع محاولات وتحالفات الدول المستوردة للبترول النجاح في خفض أسعار النفط، أو إيقاف صعوده، وأوشك البترول أن يحقق تنبوءات ومراهنات أن يصل إلى 100 دولار في ديسمبر المقبل، و200 دولار في العام القادم
فجاءت تحورات فيروس كورونا وفعلت بالبترول مالم تستطع فعله القوى العظمى، وعلى رأسهم أمريكا والتي على رغم التنافسات تحالفت والصين، والهند واليابن وكوريا وقرروا اللجوء لاستخدام مخزوناتهم الاستراتيجية من النفط، بعد أن طالبت أمريكا المصدرين بزيادة الانتاج دون جدوى.
وبعد ان رفض تحالف الدول المصدرة للنفط (أوبك +) وهو عبارة عن منظمة اوبك بقيادو السعودية + الدول المصدرة للنفط من خارج أوبك بقيادة روسيا- رفض- الرضوخ للضغوط الأمريكية وزيادة معدلات انتاج البترول وضخه في السوق العالمية
وكان تحالف (أوبك +) قد أعلن عن تخوفه من عودة الإغلاق الاقتصادي بسبب تأثيرات الكورونا وتراجع الطلب على البترول ومن ثم تدني سعره، وهو ما حدث في العامين السابقين واثر على معدلات ضخ الاستثمارات الجديدة وانفاق مزيد من الأموال في قطاع البترول وهو ما أثر على قطاع البترول عالمياً
وخلال الشهور الماضية عانت أوروبا من أزمة طاقة مع دخول موسم البرد القارص، بسبب تراجع معدلات الغاز الطبيعي الروسي، وكذلك عدم كفاية الوقود خاصة البنزين، وعانت الصين ثم الهند من ازمة طاقة بسبب تناقص الفحم الحراري، وعانت أمريكا من أزمة نقص حاد في البنزين.
ومع ارتفاع أسعار البترول والذي زاد الطلب عليه في الشهور الماضية بعد بوادر التعافي الاقتصادي العالمي حتى وصل سعر البرميل 86 دولارا، لم يصله منذ 7 سنوات، وذلك بعد تراجع معدلات الاصابةبالكورونا في شهور الصيف ، وبعد توافر اللقاح عالميا، و تزايدت معدلات التضخم في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة ، وانتشرت مخاوف من انطلاق موجة تضخم عالمية(ارتفاع الأسعار عالمياً)، وفي الوقت الحاسم فاجأت الجميع تحورات الكورونا ، فانكمش العالم اخوفا منها.
على مدى الأيام الماضية ظهرت مخاوف من متحور أو سلالة دلتا، وأنها قد تفشت في افريقيا واسيا، ثم اعلنت بريطانيا عن سلالة جديدة أو متحور جديد اسمه يوتسوانا انطلق من بوتسوانا إلى جنوب أفريقيا وأنه أشد خطرا، ثم ظهر المتور أوميكرون مع توقعات من العلماء أنه سيكون الأشرس.
وفي الوقت الذي كان العالم يترقب انطلاق تداولات البترول الإثنين 29 نوفمبر 2021م ، في بداية أسبوع جديد من التداولات بعد إجازة أسواق النفط الاسبوعية (السبت والأحد)، وهو الأسبوع الذي يبدأ فيه شهر ديسمبر، الشهر الذي كان محددا من قبل المراهنين على وصول سعر البترول إلى 100 دولار ( المراهنون اشتروا فعلا بشرط وصول الاسعار إلى 100دولار في ديسمبر)، وذلك كان بسبب توقعات تزايد الطلب العالمي ، ولكن متحورات الفيروس قلبت الموازين؟!!!
انهيارات البترول يوم الجمعة بسبب أوميكرون
وفي ظل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (أمام سلة من العملات الرئيسية) بنسبة 0.6% إلى 96.1 نقطة، فقد تراجعت اسعار البترول الجمعة بالسوق الأمريكية. نهاية تعاملات الأسبوع في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي، نيمكس، تسليم ينايرالمقبل بنسبة 11.9% إلى 69 دولار للبرميل.
وتراجعت أسعار البترول لخام برنت الوسيط في العقود الآجلة، تسليم يناير المقبل بنسبة 10.3% إلى 73.7 دولار للبرميل.
وفي السوق الأوروبية -الجمعة - هبطت اسعار نيمكس بنسبة 7% إلى سعر 72.63$ ، وتراجع خام برنت بنسبة 6.1% إلى سعر 77.27$ للبرميل
وفي ختام تداولات يوم الخميس الماضي تراجعت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي نسبة 0.4% .
وكان يوم الجمعة 26نوفمبر كما يُطلق عليه في الغرب وكما انتقلت التسمية إلى بلاد أخرى منها البلاد العربية (هو يوم الجمعة السوداء) أو بلاك فرايدي ، وهو يوم محدد لتخفيضات كبرى لأسعار السلع وتُعلق لافتات سوداء تحمل الاسم (بلاك فرايداي)