شريف عبد الفهيم يكتب : كورونا والسينما المصرية
لم تهنأ السينما المصرية بحالة الانتعاشة التي تمر بها بعد فترة موات امتدت سنوات، إلا وجاءتها الطعنة القاتلة من قبل أصغر الكائنات على وجه الأرض.
تسبب فيروس كورونا في أخذ الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قراراً بغلق دور العرض السينمائي والمسرحي وأي فعاليات فنية وهو ما يعني توقف الصناعة في مصر إذا ما استمر هذا الوضع لأكثر من ذلك.
قرار رئيس الوزراء- بحسب سينمائيين- سوف يؤدي إلى إلحاق خسائر قد تصل إلى ملايين الجنيهات يومياً، لكن الأمر الأكثر خطورة هو توقف الصناعة ذاتها بسبب خوف المنتجين من استمرار الأزمة وهو ما يعني أن كل يوم يمر في تصوير أي عمل سوف يؤدي إلى خسائر مضاعفة بسبب أجور العاملين، وتأجير الأماكن والمعدات وفي النهاية عرض العمل في علم الغيب، خاصة أن قرار الغلق ليس في مصر فقط لكنه يطال كل الدول العربية التي تعتبر مصدراً رئيسياً لإيرادات الأفلام في الوقت الراهن.
هشام عبد الخالق عضو غرفة صناعة السينما أكد أن غلق دور العرض سوف يكبد صناعة السينما خسائر بالغة، متمنياً أن تنتهي الأزمة على خير وألا تطول أكثر من ذلك وإن كانت آثارها قد تمتد لتطال موسم عيد الفطر القادم حتى لو تم فتح دور العرض، لخوف الجمهور من التجمعات حتى تنتهي الأزمة تماماً.
خسائر توقف دور العرض سوف تطال المولات الكبرى بسبب العقود والالتزامات المبرمة بينها وبين شركات الإنتاج، والتي تقدر بحوالي 2 مليون جنيه يومياً على مستوى الجمهورية.
ورغم اعتراف كل السينمائيين بأن الخسائر من جراء ذلك القرار فادحة إلا أنه قرار كان لابد من اتخاذه حتى لا تكون خسائر الأرواح أكثر.
والآن طال الأمر الكافيهات والمولات والهايبر ماركت ومحلات الأطعمة السريعة بعدما صدر قرار بغلق كل هذه المحال في السابعة مساء، وهو ما يعد خسائر بالجملة لكل أصحاب تلك المنشآت وخاصة الكافيهات والمقاهي والمولات، والتي كانت تعتمد على هذه الفترة من اليوم لأنها تعد فترة نزول الموظفين والطلبة للتنزه والمقابلات بين الأصدقاء، لكن في المقام الأول فكل هذه القرارات والإجراءات هي في صالح المواطن أولاً والدولة ثانياً لأن كما يقال «خسارة قريبة خير مكسب بعيد قد لا يأتي».