شريف عبدالفهيم يكتب : البلطجي ابن الناس
البلطجي شخصية تم تنميطها في الشارع والدراما والسينما بشكل معين ملامح شيطانية آثار ضرب السنج والمطاوي ظاهرة على وجهه وجسده، طريقة حديثه فجة لا تمت للبشرية بأي صلة، لدرجة أن من أراد أن يجسد شخصية البلطجي في الأعمال الدرامية كان عليه أن يلجأ لطريقة واحدة في الكلام وحركات الجسد.
ولكن أن نرى البلطجي بعيون خضراء وشعر مسبسب ونظارة تضفي نوعا من الرومانسية على وجهه من الآخر كده شكله ابن ناس، فهو الأمر الغريب والعجيب حقاً وأعتقد أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يستطيع أي فنان بإتقان هذه المعادلة الصعبة، وكنت على اقتناع تام بتلك النظرية حتى جاء الفنان محمد رياض لينسفها لي، فلأول مرة أرى بلطجياً »ابن ناس بجد« الذوق واللباقة والشياكة وفي نفس الوقت قادر على أن يدخل المعارك والخناقات ويخرج منها منتصراً يحمل في جيبه مطواة »قرن غزال« يتعامل معها بشكل احترافي.
الفنان محمد رياض استطاع أن يثبت أن الفن صنعة وأن تجسيد الشخصية أي شخصية لا يعتمد على الشكل الظاهري وإنما تقمص روح الشخصية هو المهم، فمن يتخيل أن هذا الممثل ذا العين الزرقاء والوجه الوسيم الذي يوحي بأرستقراطية مفرطة، يمكن أن يضرب ويتخانق ويفتح المطواة كأحسن بلطجي.
النجم محمد رياض استطاع أن يغير جلده بشكل أذهل كل من شاهده في مسلسل رحيم، فقد خرج من عباءة الشخصيات التي حصره المنتجون فيها، الشاب الحالم الرومانسي أو المحامي الحلنجي الذي يستطيع أن يلعب بالبيضة والحجر.
شابوه محمد رياض الذي جعلني أتابعه وأنتظر تدفق الأحداث كي أستمتع بمادة تمثيلية دسمة غيرت الكثير من المفاهيم حول شخصية البلطجي التي درجنا عليها ليحملنا إلى مستوى جديد من البلطجة أظنه سوف يغير الكثير في المفاهيم لدى المنتجين الذين ينوون السير في الأعمال التي تعتمد على مشاهد الأكشن، كما فتح الباب للكثير من النجوم الذين يتصفون بالوسامة لأداء أدوار البلطجية في أعمال قادمة.
عزيزي محمد رياض البلطجي الشيك تحية تقدير وإعزاز وأمنياتي لك بأن تأخذ حقك من النجومية التي تاهت عنك كثيراً واسترقت عند أشخاص لا يصلون إلى نصف موهبتك.