«الأموال» تكشف: الملايين المهدرة في حفلات رأس السنة

لا أحد ينكر أن الاحتفالات بليلة رأس السنة لها خصوصية لدى العالم أجمع، فهي ليلة تفصل بين عامين واحد يمضي والثاني يبدأ، والاحتفالات في العالم أجمع تختلف من دولة لدولة، فتشمل المهرجانات والألعاب التي يتمتع بها الصغار قبل الكبار.

لكن الحال في الدول العربية ومصر تحديداً يختلف، فقد أصبحت ليلة رأس السنة سبوبة للفنانين لتحصيل أكبر المكاسب، «الأموال» دخلت في كواليس حفلات رأس السنة لتكشف الملايين المهدرة على الحفلات في هذه الليلة.

عمرو دياب

عمرو دياب هو الأشهر والأغلى بين نجوم الغناء والذي دائما تكون حفلاته الأعلى سعراً بين كل النجوم، فقد تقاضى عن حفلة فندق فورسيزونز 180 ألف دولار، أي ما يعادل 1.5 مليون جنيه، ليس هذا فقط، ولكن الأمر تخطى إلى ثمن تذكرة الحضور التي وصلت إلى 3500 جنيه وهو ما يعني أن إيراد الحفلة تخطى حاجز العشرة ملايين جنيه، حيث نفدت التذاكر قبل الحفلة بأسبوع كامل.

معنى هذا أن حفلة عمرو دياب وحده تخطت ميزانيتها 15 مليون جنيه بين أجر عمرو وثمن التذاكر وما تم تقديمه في الحفلة.

تامر حسني دخل في اللعبة أيضاً حيث تقاضى 150 ألف دولار عن حفلته التي أحياها في فندق الماريوت، وهو ما يعادل مليوناً و200 ألف جنيه، ووصل سعر التذكرة إلى 200 جنيه، وحصل راغب علامة على 90 ألف دولار نظير إحيائه حفلة بتونس، كما تقاضى محمد حماقي 60 ألف دولار ووائل جسار 50 ألف دولار، أما سعد الصغير فرغم أنه لا يتقاضى أجره بالعملة الصعبة مثل نجوم الصف الأول حيث يحصل على 50 ألف جنيه فقط عن الحفلة إلا أنه اعترف في أحد البرامج التليفزيونية بأنه يحيي أكثر من عشر حفلات هذه الليلة، وهو ما يعني أنه يتحصل على أكثر من نصف مليون جنيه في ليلة رأس السنة وحدها.

هيفاء وهبي

لم يقتصر الأمر على المطربين الرجال، لكنه تخطى إلى النجمات أيضاً، فقد حصلت هيفاء وهبي على 130 ألف دولار عن الحفلة التي أحيتها في القاهرة ليلة رأس السنة، وهو ما يزيد على المليون جنيه مصري، ووصل سعر التذكرة في الحفلة إلى 2500 جنيه، كما حصلت نيكول سابا على 50 ألف دولار عن الحفلة الواحدة، ودخلت الراقصات أيضاً ضمن زمرة الفئات التي تتقاضى أجرها بالعملة الصعبة، حيث تقاضت دينا 10 آلاف دولار عن كل فقرة أحيتها في حفلات رأس السنة والتي زادت على 4 حفلات، أما الراقصة الأرمنية صوفينار فقد حصلت عن الفقرة الواحدة على 8 آلاف دولار إلا أنها أحيت أكثر من 7 حفلات في هذه الليلة ليصل مجمل ما حصلت عليه إلى ما يزيد على 60 ألف دولار.

صراع الفساتين

المثير أكثر في حفلات رأس السنة، هو تسابق الفنانات في الظهور بلوك جديد وفستان يجذب الأنظار، وكانت المنافسة قد احتدمت بين اللبنانيتين هيفاء وهبي ونيكول سابا.

فقد ارتدت نيكول سابا فستاناً وصل ثمنه إلى 15 ألف دولار أي ما يعادل 120 ألف جنيه مصري سوف ترتديه لليلة واحدة فقط.

أما هيفاء وهبي فقد ارتدت فستاناً وصل سعره إلى 10 آلاف دولار، وهو مبلغ يعادل ال80 ألف جنيه مصري.

وفي الوقت الذي يحتفل العالم فيه برأس السنة في الميادين العامة والمهرجانات التي تقيمها الدول احتفالا بقدوم العام الجديد نجد أنه في مصر اقتصرت الحفلات على أبناء الصفوة الذين دفعوا الملايين ليشاهدوا ويسمعوا المطربين. ولا عزاء للشعب المصري المطحون الذي اكتفي أغلبهم بالخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة للاحتفال على طريقتهم الخاصة تاركين الحفلات الصاخبة في الفنادق والملاهي الليلية لأبناء الذوات.

كل هذه الأموال التي صرفت في ليلة واحدة كانت كفيلة بإنقاذ مئات الأسر التي تئن تحت البرد القارس الآن، كم شابا يمكن أن ينقذهم فستان نيكول من البطالة أو الضياع، وكم يمكن أن ينقذ أجر عمرو دياب في حفلة مثل هذه من أطفال الشوارع. ثم نتساءل إذا كان الناس في مصر يمكنهم أن يصرفوا مبلغ بالآلاف في ليلة واحدة فلماذا لا يلبون نداءات الدولة للتبرع لصندوق تحيا مصر، فالثابت أنه عندما تم فتح الباب لشراء شهادات الاستثمار لإنشاء قناة السويس الجديدة كان الفقراء ومحدودي الدخل هم الأسرع لتلبية النداء ولم نسمع عن فنان واحد اشترى أي شهادة من شهادات القناة.

الآلاف يموتون في برد الشتاء القارس في القرى والنجوع، يتمنون بطانية واحدة لتقيهم البرد والكبار يصرفون الملايين من أجل ليلة واحدة.

و»الأموال» تتساءل عن مصير تلك الملايين المهدرة على سهرات رأس السنة وهل هناك رقابة على تلك الدخول المبالغ فيها أم أنها ليلة وعدت؟!.