العائلات السياسية فى الانتخابات الأمريكية
اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ولعل من أبرز المرشحين حتى الآن على منصب رئيس الولايات المتحدة هم هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وجيب بوش حاكم ولاية كاليفورنيا السابق. وقد ثار الحديث فى هذه الفترة داخل الولايات المتحدة حول ظاهرة العائلات السياسية التى تستحوذ على القوة والمنصب فى الولايات المتحدة ومدى علاقة هذا الأمر بمبادئ الديمقراطية والمساواة.
وفى هذا الإطار نشر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية تقريرا يتناول هذا الموضوع، حيث أشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن تنتهى الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطى بترشيح هيلارى كلينتون زوجة الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، وأن يرشح الحزب الجمهورى جيب بوش الابن الثالث لجورج بوش الأب. بحيث يصبح السباق الرئاسى الأمريكى عام 2016 بين شخصين يتصل كلاهما بصلة قرابة بأشخاص تولوا أعلى منصب سياسي فى الولايات المتحدة الأمريكية وهو منصب الرئيس.
توارث القوة والنفوذ:
وأوضح التقرير أن أحد أهم ملامح الحياة السياسية الأمريكية هو انتقال القوة والنفوذ من جيل إلى جيل داخل نفس العائلة، فهناك عدد من العلائلات السياسية البارزة داخل الولايات المتحدة الأمريكية تولت مناصب قيادية سواء على المستوى الفيدرالى أو القومى. وأشار إلى أنه من بين 44 رئيساً منتخباً جاء 8 رؤساء من أربع عائلات هى (آدمز، هاريسون، روزفلت، بوش) بموجب رئيسين لكل عائلة, وأما بالنسبة للكونجرس فقد ذكر التقرير أن هناك 700 عائلة سياسية تناوب أعضاؤها على شغل مقاعد فى مجلسى الشيوخ والنواب. وأوضح أيضا أنه خلال العشرين سنة الأخيرة الماضية فإن 9% من أعضاء الكونجرس كان لهم قرابة مع أعضاء خدموا فى السابق.
كما أوضح التقرير أن هناك 167 عائلة سياسية انتخب أعضاؤها لمناصب عامة على مدار ثلاثة أجيال متعاقبة، وأن 22 عائلة تم انتخاب أعضاؤها على مدار أربعة أجيال، وهناك 4 عائلات تناوب أعضاؤها على مقاعد الكونجرس على مدار خمسة أجيال. ويوضح التقرير أن المقصود بالعائلة السياسية هو أن يكون للعائلة تاريخ يمتد لثلاثة أجيال على الاقل، وأن تكون هناك رابطة دم بين الأشخاص الذين يمكن تصنيفهم بأنهم ينتمون إلى عائلة سياسية، كما يجب أن يثبت أن لهذه العائلة نفوذ سياسي، أي أن من ينتمون إليها تولوا مناصب سياسية أو تنفيذية لأكثر من فترة أو لعدد ممتد من السنوات.
اتجاهان بشأن العائلات السياسية:
والجدير بالذكر أن هناك تغيير مستمر فى تركيبة العائلات السياسية المهيمنة، من خلال صعود عائلات سياسية جديدة في المشهد العام، وتراجع وأفول أدوار ونفوذ عائلات أخري، كما تعكس هذه التغيرات التطورات التي يشهدها المجتمع الأمريكي ككل، وذلك من خلال بروز أدوار للمرأة والأقليات المختلفة في إطار هذه العائلات.
ويؤكد التقرير على أن مسألة العائلات السياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ليس محل اجماع من الكل، فهناك اتجاهين حيال هذا الموضوع:
- الإتجاه الرافض لمسألة تكرار تولي أشخاص من عائلات سياسية معينة المناصب الهامة في البلاد، ويرون في هذا الأمر تقويض لفاعلية النظام السياسي حيث ينافى ذلك فكرة تكافؤ الفرص. علاوة على الميزة التنافسية التى يكتسبها المنتمون لهذه العائلات من رصيد عائلاتهم السابق.
- الإتجاه المؤيد لفكرة العلائلات السياسية يرى أن من ينتمى لعائلة لديها رصيد سياسيى فإن لديه من الكفاءة والخبرة فى العمل السياسى ما يؤهله لأداء مهمته بشكل جيد
إيجابيات وسلبيات:
وأوضح التقرير أن هناك بعض الايجابيات والسلبيات من انتماء كل من جيب بوش وهيلارى كلينتون لعائلات سياسية. حيث يمكنهما استثمار شبكة علاقات العائلة والبناء عليها لتشكيل حملة انتخابية قوية، واستغلال اسم العائلة في الحصول علي تبرعات للحملة. فهيلاري كلينتون تستطيع الاستعانة بشخصيات ذات خبرة من الذين عملوا سابقا مع الرئيس كلينتون، وكذلك الأمر بالنسبة لجيب بوش الذي يمكنه أن يستعين بأشخاص من الذين عملوا مع والده وأخيه. لكن الاستعانة بأسماء من الماضي قد يكون له تبعاته السلبية، حيث انتقد البعض استعانة جيب بوش في فريق حملته الانتخابية بأشخاص مثل بول ولفوويتز مهندس السياسة الامريكية في العراق وأحد أبرز المحافظين الجدد، كذلك استعانته باثنين من المسؤولين السابقين في وزارة الأمن الداخلي، واثنين من رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية السابقين، ما قد يضر بصورة جيب بوش لدى الرأي العام.
ويختتم التقرير بأنه من المرجح أن يذهب المنصب الرئاسي إلي هيلاري كلينتون، فمن ناحية تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمها عن كل المرشحين الرئاسيين، كما أنها متقدمة عن جيب بوش، وفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته شبكة ABC الاخبارية وصحيفة واشنطن بوست خلال الفترة من 16- 19 يوليو، والذي حصلت فيه كلينتون علي دعم 51% من المشاركين، مقابل 41% لجيب بوش. وتستفيد كلينتون من ميزة تنافسية أخرى، هي جاذبية فكرة انتخاب أول رئيسة أمريكية في التاريخ، ما قد يرجح كفتها لدي الناخبين الأمريكيين .
اقرا ايضا:
الكويت تعتمد مشروع عقد عمل موحد للعمالة الوافدة