300 مليون جنيه خسائر السكة الحديد بسبب الأعمال التخريبية
يتعرض قطاع النقل في مصر لخسائر ضخمة في قطاعاته المختلفة، ونزيف مصر في هذا القطاع لا يتوقف ابدًا، ويتنوع ما بين خسائر بسبب الأعمال التخريبية، وأخرى مادية وبشرية بسبب نزيف الاسفلت، إضافة إلى الإهمال أو الأعطال.
مؤخرًا تعرض مرفق مترو الأنفاق لخسارة باهظة تجاوزت الـ55 مليون جنيه بسبب حادث اصطدام مترو العباسية، بالصدادات، وخروجه عن القضبان، وقبلها تعرضت خطوط السكك الحديدية، للعديد من الهجمات الإرهابية التخريبية، ثم كانت المفاجأة بان أعلنت وزارة النقل أن مصر تخسر ملياري جنيه بسبب نزيف الإسفلت، وتحولت الطرق في مصر إلى مصيدة للقتلي بالعشرات يوميًا وبالمئات أسبوعيًا وبالآلاف سنويًا، وأصبح من المألوف أن نشاهد سيارات الإسعاف وهي تجوب الطرق ليل نهار، إما لنقل الضحايا سواء كانوا مصابين أو موتي، ودفعت هذه الحوادث وزارة النق? للإعلان عن نيتها لإطلاق قناة فضائية خاصة بتوعية المواطنين بالحفاظ على الطرق وسلامتهم خلال القيادة، ومناقشة أهم القضايا المتعلقة بسلامة الطرق، والتي ستمثل وسيلة اتصال فعالة بين الوزارة والمواطنين للإبلاغ عن الشكاوي.رصدنا الخسائر الباهظة التي تتعرض لها وزارة النقل فماذا وجدنا؟
في البداية قال، سيد محمد متولي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم النقل بالقاهرة الكبري، إن الدولة تخسر ملياري جنيه سنويًا بسبب حوادث الطرق، التي تقع في كافة أنحاء الجمهورية، موضحًا إن رعونة السائقين السبب الأول لحوادث الطرق في مصر، مؤكدًا أن 90% من أسباب الحوادث تعود لهم، متهمًا إياهم بإهمال تطوير أنفسهم، وتعاطي عدد كبير منهم المخدرات.
وأشار متولي، إلى أن عيوب الإطارات والمركبات وعدم صلاحيتها للسير على الطرق السريعة، من أسباب الحوادث، فضلا عن تهالك شبكة الطرق بالمحافظات في ظل ضعف تمويل عمليات الصيانة«.وشدد متولي على أن الهيئة بصدد إجراء تحديث كامل لمشروعات القوانين، خصوصًا المتعلقة بالطرق والنقل والشاحنات، للتقليل من الحوادث على الطرق، مشيرًا إلى أن العام الماضي شهد تصاعدًا في عدد الحوادث والضحايا، ما دفع الحكومة إلى التحرك عبر كافة أجهزتها لوقف نزيف الدماء على الاسفلت.وأضاف متولي، سنفاجئ قائدي السيارات على الطرق بالتفتيش على الإطارات، ?لال الفترة المقبلة، وأي إطار قديم سيعرض مالك السيارة لغرامة كبيرة«، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت مصر صاحبة أعلى معدلات حوادث طرق في العالم، طبقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، وتحديدًا مع وصول عدد الوفيات لـ12 ألف حالة سنويًا، وخمسة أضعاف هذا العدد من إصابات وإعاقات نتيجة حوادث الطرق.
وقال متولي، إن 90 من أسباب الحوادث تعود للسائق الذي يهمل في تطوير نفسه وعدد كبير منهم يتعاطون المخدرات.
وتابع: وأيضا من ضمن أسباب الحوادث عيوب الإطارات والمركبات وعدم صلاحيتها للسير على الطرق السريعة، وأيضًا تهالك شبكة الطرق المصرية بسبب ضعف تمويل عمليات الصيانة.وشدد متولي على أن الهيئة بصدد إجراء تحديث كامل لمشروعات القوانين خاصة المتعلقة بالطرق والنقل والشاحنات، للتقليل من الحوادث قناة تلفزيونية خاصة بوزارة النقل.
خسائر السكة الحديد
من جانبه قال المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، إن حجم خسائر السكة الحديد بلغ ما يقرب من 300 مليون جنيه خلال الربع الأول من العام الحالي، بسبب الأعمال التخريبية التي قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية.
وقال ضاحي، في تصريحاته، إن الوزارة تعمل على مواجهة هذه العقبات والأعمال التخريبية من خلال إقامة 62 بوابة
إليكترونية وكاميرات وتوفير شرطة سرية لتأمين مرفق السكة الحديد من أي أعمال تخريبية.
وأشار إلى أن الوزارة قررت إصدار اشتراك مجاني لمدة عام باسم تحيا مصر الأمن مسؤولينا جميعا لكل مواطن يقوم بالإبلاغ عن أي عملية تخريبية قبل وقوعها أو أي أجسام غريبة تثبت إيجابيتها أو الإبلاغ عن أي محاولة لتعطيل أو الاعتداء على هذه المرافق قبل حدوثها.
خسائر المترو
يعتبر مترو الأنفاق من القطاعات البالغة الأهمية والحساسية للدولة والمواطن على حد سواء، ولكنه لم ينجو من الخسائر المختلفة بشكل أو بأخر، فالعمليات الإرهابية تستهدفه، من جانب والأخطاء الفنية والتقنية والأعطال تزيد من أوجاعه من جانب أخر، ومنذ أيام قليلة فقط خرج مترو العباسية عن القضبان واصطدم بالصدادات، ونتج عن ذلك توقف الحركة تماماً لعدة أيام وخسائر مالية بالملايين.
يقول المهندس إسماعيل النجدي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، أن إجمالي خسائر تصادم قطار مترو العباسية بلغت 55 مليون جنيه، وتمثلت في تحطيم 3 عربات من القطار، بسبب اصطدامه بصدادات محطة مترو بالعباسية، وكذلك تغيير شبكة الكابلات الخاصة بالمحطة كاملة، والمتصلة بوحدة التحكم المركزي والإشارات والكهرباء، مشيرًا إلى أن خسائر شركة المترو فقط تجاوزت 3 ملايين جنيه، خصما من الإيرادات بسبب تشغيل الخط الثالث بشكل جزئي لمدة ثلاثة أيام متتالية.
تضارب الأقوال والمسؤولية حائرة
وأعلن رئيس الهيئة، في تصريحاته إرسال نسخة من »الشريط الأسود للقطار« إلى الشركة اليابانية المصنعة لتحليلها ومعرفة الأسباب الفنية لوقوع الحادث، واعتبر أن »ادعاءات سائقي خط العباسية بوجود عيوب فنية بالخط وعيوب بالسيستم غير صحيحة«، لافتا إلى أن »السائقين لم يعتادوا بعد على تكنولوجيا تشغيل الخط الثالث«، وأنه تم تدريب سائقي قطارات الخطين الأول والثاني على تشغيل مترو العباسية.وشدد على أن خير دليل على أن خط العباسية لا يوجد به عيوب فنيه أو شروخ في جدار النفق أن حادث اصطدام القطار بصدادة المحطة لم يسفر عن أي شروخ ف? جدار المحطة.فيما أشار رئيس مترو الأنفاق، على الفضالي، إلى أنه تم إصلاح كابلات الضغط العالي والتحكم والإشارات والاستعداد بالسكة، وتم إجراء الاختبارات والتجارب بموقع الحادث، ولكن عملية الصيانة تكلفت الملايين وهو ما يمثل.
وكان تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الصادر في بداية العام الحالي قد كشف عن أبرز المشاكل التي تواجه منظومة النقل في مصر، سواء كان نقلًا بريًّا شركات نقل ركاب، وهيئة السكك الحديدية، مترو الأنفاق، وتحقيق خسائر متتالية رغم زيادة المنح والإعانات، ووجود خلل في الهيكل التمويلي، وزيادة العمالة والأجور، وعدم قدرة الإدارة على حل المعوقات وحسن استخدام الموارد المتاحة، وعدم تحديد المسؤولية عن الملكية والإدارة، أدي إلى تدني مستوى الخدمة، ووجود بعض المخالفات التي شابت الخط الثالث لمترو الأنفاق، وتوقف العديد من المشروعات?وتعذر استكمال بعضها وإلغاء البعض الآخر.
ومن جانبه، أوصى الجهاز المركزي للمحاسبات بعدة توصيات بشأن منظومة النقل البري، وشملت على استغلال الطاقة المتاحة والعمل على ترشيد النفقات وتعظيم الإيرادات عن طريق رفع كفاءة استخدام عوامل الإنتاج، والارتقاء بالكفاءة الفنية للأسطول ووضع خطط للتجديد، واستعمال التدريبات في معالجة القصور في الهيكل الوظيفي وربط الحوافز بالإنتاج الفعلي، وإعادة دراسة شبكات الخطوط للوصول إلى أفضل تشغيل اقتصادي، وتحري الدقة في إعداد تنفيذ المشروعات، وضرورة إنشاء هيئة اقتصادية عامة أو شركة قابضة تمتلك أصول المترو، ويتبعها عدة شركات للص?انة والتشغيل والنظافة للمحافظة على هذه الأصول، وإحالة بعض المخالفات الواردة في المرحلة الثالثة والرابعة من الخط الثالث للمترو الأنفاق، وكذا شراء القطارات بالأمر المباشر بأسعار متفاوتة لجهات التحقيق.
وتضمنت التوصيات قطاع النقل الجوي، عن طريق تطبيق نموذج شركة الطيران الماليزي والتي استطاعت تحقيق ربح هائل خلال 3 سنوات بعد أن أوشكت على الإفلاس، وتبني خطة تقشفية للقطاع خاصة فيما يتعلق بفتح مكاتب وفروع للشركة في أغلب دول العالم، وتخفيض مرتبات ومزايا العاملين بالخارج، واستغلال الطاقة المتاحة والفائضة عن التشغيل والإسراع في عملية التجديد والتحديث للطائرات.
كما شددت التوصيات على الالتزام بصيانة الطائرات والمحطات وفقا لجداول المعتمدة، وعدم دخول القطاع في استثمارات جديدة إلا عقب دراسة وافية، وعرض بعض الطائرات التي تقادمت للبيع، بالإضافة إلى تنفيذ اشتراطات البنك الدولي بشأن زيادة الرسوم حتى تتمكن الهيئة من الوفاء بالتزاماتها وأعباء القروض، وإعادة النظر في اتفاقية hadging«« لما تسببه من خسائر فادحة للشركات، ودراسة تفعيل مطار القاهرة الدولي كمطار محوري بالقارة الإفريقية، وسرعة تذليل العقبات التي تواجه الانتهاء من مشروعي الممري الجوي بالنزهة والغردقة.
اقرا ايضا:
مميش: السيسى طلب البدء فى 3 مشروعات تنمية مع قناة السويس الجديدة