إحباط محاولات إسرائيل لضرب مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي
فى الوقت الذى كانت عيون العالم تنظر لمصر بكل التقدير والإعجاب لدولة صنعت الحضارة وصدرتها لشعوب العالم والمنطقة على مدار آلاف السنين بعد نجاح “مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى“ بشرم الشيخ كان الشارع الإسرائيلى يخرج بمظاهرات حاشدة ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذى وصلت فضائح زوجته سارة إلى أروقة المحاكم بتهمة الفساد وإهدار المال العام وهو نفس الوقت الذى انتقد فيه رجال السياسة الإسرائيلية قبل الأمريكية زيارته للكونجرس الأمريكى فى استعراض مسرحى لدعم موقفه الانتخابى .. مع ذلك خرجت الصحف السوداء والصفراء فى إسرائيل تحاول تشويه “مؤتمر شرم الشيخ“ فخرج علينا الصحفى الإسرائيلى “أفى سيخاروف“ بتقرير تحت عنوان.. ارتباك بين المسئولين المصريين من قيام واشنطن بتأخير إرسال شحنات من المعدات العسكرية لمحاربة الدولة الإسلامية؛ والسيسى يقدم لحماس قائمة مطالب كشرط لتحسين العلاقات وقال هناك شيء واحد يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإرتياح بشأنه فيما يتعلق بعلاقاته مع الإدارة الأمريكية- بأنه ليس الزعيم الشرق أوسطى الوحيد الذى يصارع فى محاولة لفهم الرئيس باراك أوباما. فالرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى يشعر بالحيرة أيضا من تصرف الإدارة الأمريكية القريب من السيريالية تجاه القاهرة. يوم الاثنين سُئل السيسى عن رأيه وقادة عرب آخرين بالقيادة الأمريكية فى المنطقة. من الصعب وصف رده بالكلمات، ويرجع ذلك فى الأساس إلى صمته الطويل فبعد عدة لحظات قال السيسى، “سؤال صعب”، فى حين أن لغة جسده أظهرت ازدراءا واشمئزازا: “تأخير المعدات والأسلحة الأمريكية هو مؤشر للجمهور على أن الولايات المتحدة لا تقف إلى جانب المصريين”. تبين أنه رغم أن الإدارة الأمريكية وافقت مؤخرا على تزويد سلاح الجو المصرى بمروحيات أباتشى، فهى تصّعب وبشكل متزايد على القاهرة القيام بصفقات شراء إضافية.على سبيل المثال، تقوم الولايات المتحدة بتأخير شحنة من الدبابات وقطع الغيار وأسلحة أخرى يحتاجها الجيش حاجة ماسة فى حربه ضد “الدولة الإسلامية”.تواجه مصر فى الوقت الحالى جماعة متطرفة على جبهتين: شبه جزيرة سيناء، حيث أقسم مقاتلو “أنصار بيت المقدس” الولاء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن الغرب فى ليبيا، حيث قام جهاديون تابعون للتنظيم ببناء قواعد عسكرية كبيرة، واستولوا على أراض فى البلاد فى حين يقومون فى نفس الوقت بإرسال إرهابيين إلى داخل مصر.
وفى نفس الوقت موقف مصر من حماس فى هذه الأيام أسوأ بكثير من الموقف الإسرائيلى تجاه الحركة. ينبع الغضب المصرى ضد حماس من عدة عوامل.أولا، ليس سرا أن الإرهابيين فى سيناء يحصلون على أسلحة من غزة ويتدربون هناك. تتواصل الحملة لتدمير الأنفاق التى تربط بين قطاع غزة وسيناء، ولكن المخابرات المصرية تدرك أن مقاتلى حماس يشرفون على جهود لإعادة بناء الأنفاق. حتى أن الإسلاميين يستخدمون أنفاقا مدمرة جزئيا من أجل حفر أنفاق جديدة. فى حين أنه خلال هذا الوقت يستمر التهريب عبر البحر.وزعم الصحفى الإسرائيلى أنه علم من مصادره عن قائمة مطالب مصرية تم تقديمها لحماس كشرط لتحسين العلاقات. تسليم متهمين بالإرهاب فى سيناء يتواجدون حاليا فى غزة إلى مصر. إحدى الشخصيات البارزة على هذه القائمة هو شادى المنيعى، وهو مصرى كان قد فر إلى غزة بعد تورطه فى هجمات إرهابية فى سيناء.. إغلاق أنفاق التهريب.وقف تدريب وتسليح الإرهابيين. لم تفى حماس أيا من هذه الشروط حتى الآن. قلت الاتصالات بين مصر وحماس بشكل ملحوظ مؤخرا. تحافظ مصر، التى قامت مؤخرا بحظر حماس، على قنوات اتصال مع قيادين معتدلين فى حماس وهما موسى أبو مرزوق واسماعيل هنية، اللذان ما زال الحديث معهما ممكنا، ولكن الاتصالات مع الجناح العسكرى للحركة ومسؤولين آخرين انقطعت.يتم ذكر وزير الداخلية السابق فى حماس فتحى حمد باستمرار فى سياق سلبى من قبل المسئولين المصريين. الادعاء هو أن حمد يعمل دون علم القادة الأكثر اعتدالا فى حماس، وقام بإنشاء فصيل سرى شبه عسكرى، الذى يعمل بشكل مستقل عن القيادة السياسية.وفى إطار الحرب النفسية روجت إسرائيل قبل المؤتمر عدة إشاعات لإرباك الوفد والمستثمرين خلال المؤتمر منها هجوم صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الوثائق السرية التى بدأت صحيفة “الجارديان” البريطانية، نشرها مؤخرا اعتمادا على تسريبات من جهاز المخابرات بجنوب أفريقيا، وكان من ضمن تلك الوثائق أن إسرائيل فى إطار الصراع العربى – الإسرائيلى حاولت منذ عقود لمنع وصول مياه نهر النيل إلى مصر وذلك بالتركيز على نقص المياه المتدفقة للقاهرة، حيث قامت وزارة العلوم والتكنولوجيا فى إسرائيل بالعديد من التجارب، وأخيرا توصلت لتطوير “نبات مائى” ينمو على ضفاف النيل، يتطلب كميات هائلة من المياه لكى ينمو، وعند زرعه فى مياه النيل يؤدى إلى تخفيض كمية المياه التى تصل مصر. إلا أن إسرائيل انتقلت من مجال التشويه إلى مجال المنافسة فقامت وزارة الداخلية،الإسرائيلية بعمل نظام خاص لدخول رجال الأعمال الصينيين إلى إسرائيل لمقتضيات أعمالهم، على أن يكون هذا المسار تجريبيًا لمدة عام.وقال متحدث مسئول أن الغرض من هذا الإجراء، تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين الدولتين. ويُشار إلى أن الإجراء المتبع تجاه رجال الأعمال والمواطنين العاديين من الدول التى تشترط إسرائيل دخولهم إليها بتأشيرات، هو الترتيب والتنسيق المسبق من خلال السفارات والممثليات الإسرائيلية فى بلادهم، التى تمنحهم تأشيرات سياحية لمدة أقصاها ثلاثة أشهر.وبموجب (النظام) الجديد الذى أعدته وزارة الداخلية فإنه يشمل رجال الأعمال الصينيين القادمين إلى إسرائيل لعقد صفقات أو مفاوضات تجارية، أو لحضور المؤتمرات والمشاركة فى معارض، أو لبيع وشراء شركات إسرائيلية، أو لإجراء «استطلاعات للسوق»، وما إلى ذلك. وسيحصل هؤلاء على تأشيرة سياحية تتيح لهم الإقامة فى البلاد لمدة أقصاها سنة، مع منحهم حرية مغادرة إسرائيل والعودة إليها خلال هذه السنة، دون حاجة إلى تأشيرة جديدة.
كما تم الاتفاق مؤخرا على ابرام اتفاقية بيع الشركة الاسرائيلية الرائدة فى مجال الحليب ومنتجاتها «تنوفا» إلى الصين ، وسيتم عقد الاتفاقية فى 30 مارس الحالى، بمبلغ 8.6 مليار شيكل.. إسرائيل حاولت إضفاء الشكل السياسى على المؤتمر بفرض قضية وصول جون كيرى لحل الزمة الأخيرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بسبب تجميد الأموال .
اقرا ايضا:
الصين تشتري أكبر شركة ألبان إسرائيلية بـ 8.6 مليار شيكل.
السلطة الفلسطينية تلغي عقد للغاز مع شركة إسرائيلية بقيمة 12 مليار دولار
رئيس الموساد السابق القيادة الإسرائيلية ضلت الطريق