»الأموال« ترصد تداعيات حادث شارلى إبدو
تحركات ضخمة يخوضها العالم الغربى من أجل استغلال حادث الاعتداء على الصحيفة الفرنسية من أجل الإساءة للإسلام.. ويأتي على رأس الدول الأجنبية التي تحاول استغلال هذا الحادث بما يتماشى مع مصالحها كل من إسرائيل وأمريكا.. فما حدث من مليونية ضد الإرهاب وحشد لقادة الدول الأوروبية قد يكون بداية لمعركة هدفها بالأساس تشويه صورة المسلمين بالعالم خاصة وأن المؤشرات تسير في اتجاه رغبة »اللوبي اليهودي« في تحويل معركة الإرهاب إلى معركة ضد الدين الإسلامي بل تشير الأرقام إلى أن نحو 50 مليون مسلم يعيشون في الغرب بدول أوروبا سوف يعانون خلال الفترة القادمة ليس من تمييز فقط وإنما مخططات للتهجير والتخلص منهم.
تحركت حركة »الاستجابة العلمانية والمقاومة الجمهورية« من أجل استغلال الموقف وتحقيق طموحاتها العنصرية، فقد دعت الحركة المعروفة بعدائها للإسلام، كل الفرنسيين إلى الخروج للمطالبة بطرد المسلمين من فرنسا.
ولاقت حملة باسم »الإسلاميون إلى خارج فرنسا«، ترحابا واسعا من طرف عدد كبير من المواطنين الفرنسيين، كما تناقلها مجموعة من نشطاء المواقع الاجتماعية ودعو للمشاركة الكثيفة فيها للضغط على حكومة أولاند.
»الأموال« رصدت بالكلمة والصورة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والعالمية لهذا الحادث على العالم الإسلامي..
في البداية علق الاتحاد الدولي لرجال الأعمال المصريين بالخارج على حادث مقتل 12 من صحفي فرنسا، قائلاً: »ها هى حادثة شارلى إبدو، والتي قام بها اثنان من الإرهابيين من أصول عربية، ستسئ للإسلام من جديد، وأشار أحمد مسعود، رئيس الاتحاد، إلى أن الصحيفة كانت تطبع 10 آلاف نسخة، وأصبحت الآن تطبع مليون نسخة، بدعم من الصحف الفرنسية الكبرى، والتي قامت قبل ذلك بنشر رسوم مسيئة للرسول »صلى الله عليه وسلم« وأصبحت أشهر الصحف عالميًا بعد هذا الحادث الذى أضاع حق الرسول بسبب الفعل الجاهل عن ديننا الحنيف والذى أوصانا بالحوار والحكمة والموعظة.
وأكد »مسعود« تأييده للرئيس السيسى فيما قاله من قبل بضرورة القيام بورة دينية على المفاهيم الخاطئة للدين والتشدد والتعصب الأعمى، وعلى دول العالم أجمع أن تعى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، مشيرًا إلى أن بعض الدولة الأوروبية تأوي قادة الفكر الجهادي المتطرف، والذين يعيشون بالدول الأوروبية، بدعوى حقوق الإنسان، سوف تعانى هذه الدول الإرهاب إن لم يتخلصوا من رءوس تلك الفتن على أراضيهم .
وأوضح رئيس الاتحاد الدولي لرجال الأعمال المصريين بالخارج أنه يجب على قادة الدول الأوروبية دعم بعض القوى الإقليمية الكبرى مثل مصر فى حربها على الإرهاب، خاصة لما تتمتع به من خبرة كبيرة فى هذا المجال، كما ينبغي على جميع دول العالم، مؤكدًا أن تلك البؤر الجرثومية ستكون بمثابة الكارثة المستقبلية على الحضارة الإنسانية.
أما الباحث في مقارنات الأديان، عصام أحمد مدير، فيؤكد أن العملية مدبرة؛ لإثارة الرأي العام ضد المسلمين.
وأشار إلى أن الأكاذيب بدأت تنكشف من »فيلم فرنسا«، موضحاً: يقال إن من هاجموا الصحيفة سألوا الفرنسيين في الشارع عن موقعها ( أين الصحيفة التي سبت نبينا محمد)؟.
وأضاف عصام ساخراً: لم يسمع المهاجمون عن موقع »جوجل إيرث«، ولا اختراع »الجي بي اس«، فسألوا في باريس عن موقع الصحيفة!
واستطرد قائلاً: تخيل ملامحك شرق أوسطية، وتخطط لعملية ضد صحيفة يعرف كل فرنسي أن لك ثأراً معها، ثم تذهب لباريس، وهناك تسأل أهلها عن مكان الصحيفة! أظن أن هذا فيلم فاشل جداً.
وأضاف: في أفلام هوليوود يظهر الإرهابي العربي المسلم غبياً جداً، مثل رواية عملية باريس عن مهاجمين مسلمين عرب، سألوا أهلها في الشارع عن مكان الصحيفة.
وتابع: »سنضحك بدم ودموع من تفاصيل مسرحية »فيلم فرنسا«، كما ضحكنا مع »فيلم 11 سبتمبر«، حيث إن صناديق الطائرات السوداء تبخرت إلا جوازات السفر السعودية.
واختتم عصام كلامه قائلا: يجب أن نقول للعالم إن عملية باريس كعملية 11 سبتمبر: فيلم غربي؛ لاستعداء أهله لمحاربة المسلمين، وقتلهم، واحتلال بلدانهم.
أما المهندس محمد ريان نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج والذي أكد أن تأثير الحادث الإرهابي سيكون على الهجرة غير القانونية لفرنسا خاصة وأن نسبة المهاجرين كبيرة جداً وسيتم ترحيلهم إلى الوطن الأم أما جاليات الدول العربية أو الإسلامية، فمن المتوقع أن تكون هناك إجراءات استثنائية ضدهم وخصوصاً دول المغرب العربي واليمن.
وحول دور السفارات في الخارج، أوضح ريان أنه لابد أن يقوم السفراء بعقد ندوات مفتوحة بالجامعات بحضور وسائل الإعلام المختلفة وعدم الاكتفاء بالزيارات الدبلوماسية، أيضاً على السفراء بالخارج أن يذهبوا إلى المقاطعات وأن يعقدوا لقاءات لشرح التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب والنتائج الإيجابية لها والاستفادة من هذه التجربة في مواجهة الإرهاب، وعلى السفراء المصريين أن يشرحوا أبعاد أهمية الاستثمار في الدول النامية بالإضافة إلى أهمية وجود معونات ومنح في مجالات التعليم والصحة وزيادة المنح الدراسية في العلوم التطبيقية حتى تتمكن شعوب الدول النامية من التعرف على الثقافات الغربية عن قرب.
أما بالنسبة لدور الجاليات العربية ومن بينها المصرية في فرنسا، فيجب عقد لقاءات وندوات مع المثقفين والمفكرين والفنانين والنخب والكتاب وطرح حوار حول علاقة الإرهاب بالدِّين لإيضاح أن الإرهاب متوحش يحصد الأرواح والأموال وأنه لا علاقة للإرهاب بالدين على الإطلاق.
وتابع ريان : فبعد حادث »شارلي إبدو« قمنا في الاتحاد العام للمصريين بالخارج بالتواصل مع الجاليات والأندية والروابط والاتحادات الفرعية في منطقة أوروبا الغربية وكندا وأمريكا وأستراليا وبدأ بالفعل عقد تلك الندوات بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني وخصوصاً حقوق الإنسان والمرأة للتواصل في هذا الشأن وهو شرح عدم وجود علاقة بين الإرهاب والدين..
وفيما يتعلق بدور الجاليات خلال الفترة القادمة، قال ريان: يجب أن تنشط وأن تعقد اجتماعات مستمرة ومتواصلة مع مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والمفكرين والكتاب والتنبيه على المصريين الابتعاد عن أي شيء يؤدي إلى الريبة وعلى الجاليات العربية أيضا زيارة الكنائس والمعابد حتى تكون هناك روح الدفء في العلاقة الإنسانية بين الشعوب مع ضرورة عقد لقاءات مفتوحة بحضور وسائل الإعلام المختلفة في مؤتمرات مقارنة الأديان والتحاور بينها في تلك الدول. مشاكل الجاليات العربية.
أما السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق ،فيرى أن الجاليات العربية المسلمة لا تعاني من أي مشاكل في هذه الدول لأنها متعايشة بالمجتمعات الأوروبية في جو من الديمقراطية والحريّة وسيادة القانون لأن أغلب هؤلاء يعملون داخل هذه الدول في وظائف مختلفة.. فمثلاً من الناحية الدينية يوجد في فرنسا وحدها نحو 360 مسجدا والعرب المسلمون يمارسون العادات الدينية دون أي مضايقات وإذا كانت هناك مضايقات فهي ذات طابع فردي من ناحية ومن ناحية أخرى، هذه المضايقات تأتي من أقصى اليمين المتطرف في المجتمعات الأوروبية، فهناك رفض رسمي للتمييز ضد الجاليات العربية المسلمة.
وأضاف »هناك تأكيد أن هناك قيما أوروبية يجب احترامها وهي لا تتناقض مع الإسلام ألا وهي سيادة القانون وحرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية واحترام حريات الآخرين كافة، فيجب رفض الخطاب الإقصائي والكراهية والتحريض على الآخر لكن هناك أصواتاً تتعالى داخل هذه الجاليات تطالب بعدم التعامل معهم انطلاقاً من انتمائهم الديني أو العرقي وإنما يتم التعامل معهم من مبدأ المواطنة«.
أما اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق فيقول، »أنا مؤمن جداً بنظرية المؤامرة خاصة بعد سقوط الشيوعية في الاتحاد السوفيتي القديم ونشأة الدويلات المتفرقة من هذا الاتحاد وأحداث 11 سبتمبر ليس علينا ببعيد وما يتسرب حالياً من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIAلأن ذلك مدبراً عن طريق »الصهاينة الجدد« في الإدارة الأمريكية المتمثّلة في بوش الابن ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد وبالاتفاق مع إسرائيل، وأنا ظللت أتساءل: لماذا في يوم 11 سبتمبر لم يذهب يهودي الديانة إلى هذا البرج بالإضافة إلى التحاليل الفنية في عملية إسقاط البرجين وطريقة دخول الطائرات إليه وبالتالي أرى ما يحدث في فرنسا امتدادا لما حدث في أمريكا 2001 لتكون ذريعة ضد الدول العربية وإن كنت لا أبرىء »الدواعش« والإرهابيين من مختلف الفصائل من اشتراكهم في هذا العمل الإرهابي بطريقة التجنيد اللاوعي أي أنهم ارتكبوا الحادث وهم لا يعرفون تأثيره عليهم«.
وتابع المقرحى :نحن نعلم علم اليقين أن كل التنظيمات سواء »القاعدة أو داعش أو جبهة النصرة أو الإخوان الإرهابية« والجماعات الإسلامية تعمل بتمويل وتوجيه من وكالة الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، نعلم ذلك علم اليقين وهذا ليس بخاف عن أي شخص اجتهد ليعلم تلك الحقائق حول ما تفعله أمريكا وجهاز مخابراتها منذ عام 1952 في تجنيد هذه العصابات إلى يومنا هذا حيث كانت بريطانيا تقوم بهذا الدور منذ عام 1948 حتى 1952 ،فهؤلاء الإرهابيون يعملون بطريقة اللاوعي لصالح المخابرات المركزية الأمريكية ولصالح الموساد الإسرائيلي، كما أن فرنسا تعانى اقتصاديا منذ فترة ليست بالقصيرة وهذا الحادث بدأ بالفعل استغلاله جيدًا لإنعاش الاقتصاد الفرنسي بشكل أو بأخر بعد كسب عطف وود العالم أجمع، كما أن الإرهاب والفترات التي تلى ذلك والتي تشهد زيادة في أمن الاستثمارات والإنفاق الدفاعي، تعطي في بعض الأحيان دفعة قوية للنشاط الاقتصادي.
اقرا ايضا:
140 دولة في ملتقى الاستثمار السنوي بدبى مارس المقبل
”داعش” يطلق سراح مئات الأيزيديين بالعراق
اليوم .. رئيس الوزراء الياباني يصل إسرائيل