25 مليار جنيه خسائر أنفلونزا الطيور بمصر
أنفلونزا الطيور الخطر القادم على الاقتصاد المصري.. حتى الآن الدولة تبذل جهودا جبارة لاحتواء هذه الأزمة.. ولكن خطر الأنفلونزا اكبر من مواجهته بالطرق التقليدية.. فالوفيات في حالة تزايد مستمر.. والثروة الداجنة مهددة بشكل مخيف.. كما أن الخاسر الأكبر في ظل هذه التداعيات هو المستثمر المصري أو الأجنبي على حد سواء.. وفى النهاية يتسبب هذا في حدوث حالة من الارتباك للمشهد الاقتصادي.. »الأموال« رصدت بالكلمة والصورة تفاصيل هذا المرض فماذا وجدنا؟!
في البداية تحدث »عبد العزيز السيد« رئيس شعبة الثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، قائلاً: إن تجدد خطر أنفلونزا الطيور في وقت يواجه الاقتصاد المصري تحديات بالغة الصعوبة، شىء مقلق خصوصًا أن استثمارات صناعة الدواجن المقدّرة بنحو 25 مليار جنيه (3.5 مليار دولار) أصبحت مهددة بعد انتشار فيروس أنفلونزا الطيور.
وأضاف »السيد« في تصريحاته، أن إجمالي عدد الوفيات من أنفلونزا الطيور في الفترة الأخيرة وصل إلى 18حالة، وحذر من انهيار الثروة الداجنة في حالة انتشار المرض، ما يهدّد بتدمير هذه الصناعة والقضاء عليها، في حالة عدم اتخاذ الحكومة إجراءات لإنقاذها، وفي حال توسع المرض قد تضطر الدولة إلى منع تداول الدواجن بين المحافظات، مما سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة وكذلك نقص حاد في المعروض وتوقف عمل المجازر.
وقد أظهرت إحصائيات بوزارة الزراعة، أن عدد المزارع بمصر يبلغ 29 ألف مزرعة على مستوى الدولة المفترض أن تنتج 1.3 مليار دجاجة سنويا، لكن إنتاجها لا يتعدى 615 مليون دجاجة منها 515 مليونا من القطاع التجاري الاستثماري المزارع و100 مليون من الريف، أي أن المزارع تعمل بنصف طاقتها تقريبا.
وأكدت دراسة سابقة لاتحاد الغرف التجارية، أن صناعة الدواجن تأثرت في مصر بمرض أنفلونزا الطيور، مع بدء ظهوره بالصين في أكتوبر عام 2005، ثم انتقاله إلى مصر، حيث انخفضت أسعار الدواجن بنحو 30% خلال الفترة من أكتوبر 2005 إلى فبراير 2006 وقت إعلان ظهور المرض.
وأشارت الدراسة إلى أن متوسط الاكتفاء الذاتي 2.2 مليون طائر يوميا، وأن نسبة العجز حوالي 260 مليون طائر، موضحة أن مصر ما زالت من ضمن أعلى 3 دول في توطن مرض أنفلونزا الطيور عالمياً، رغم الإجراءات الحكومية الاحترازية للحد من المرض.
يذكر أنه قد ارتفع إجمالي عدد ضحايا فيروس أنفلونزا الطيور »إتش5 إن1« في مصر خلال العام الجاري إلى 12 حالة وفاة من بين 27 حالة إصابة مؤكدة وفقاً لما ذكرته وزارة الصحة المصرية بعد الإعلان عن وفاة امرأة نتيجة إصابتها بالفيروس.
وتشير بيانات لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه في الفترة من 2003 حتى الثاني من أكتوبر 2014، تم التأكد معمليا من 668 حالة إصابة بشرية بفيروس »إتش5 إن1« أبلغ عنها رسميا في 16 دولة، توفي منهم 393 شخصا.
وأغلب حالات الإصابة بالفيروس في مصر تكون في المناطق الريفية الفقيرة بصعيد البلاد، حيث تربي العديد من الأسر الطيور الداجنة في منازلها.
مع دخول فصل الشتاء وقدوم أسراب الطيور المهاجرة من أوروبا هربا من جليدها باتجاه إفريقيا مرورا بمصر تأتي معها المخاوف السنوية من مرض أنفلونزا الطيور ذلك المرض الذي جعلته وزارة الصحة والحكومة في العهد السابق رعبا شديدا وسط الشعب وجعلته سببا تعلق عليه إخفاقاتها في التصدي للمرض فسببت أزمات تجارية ومعيشية وصحية في كافة أرجاء مصر.
ولاستشراف آراء الخبراء تجاه هذا التهديد السنوي الخطير وبحث سبل مواجهة هذا التهديد والتعامل معه بشكل علمي خاصة بعد الخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة والتي شهدت العديد من الدروس الواجب التعامل والتعلم منها حتي لا يتكرر ما شهدته مصر من مهازل في التعامل معه.
يقول د. خليل الهواري أستاذ الثروة الحيوانية بكلية الزراعة جامعة عين شمس إن صناعة الدواجن في مصر خسرت ما بين 20 و25 مليار جنيه بسبب أنفلونزا الطيور مشيرا إلي أن حملات التوعية التي قامت بها مختلف أجهزة الإعلام عقب حدوث هذه الأزمة كان لها دور كبير في التوعية بالمرض خلال هذه الفترة وكان من أفضل الحملات في مكافحة المرض.
وأضاف د. خليل الهواري أن المجال الصحي أصبح من المجالات المهمة جدا لذا يجب انه يهتم بسبل منع حدوث الإصابة بالمرض أو دخول الأمراض إلي البلاد مشيرا إلي أنه لا توجد خبرات كافية في هذين المجالين إلا أن القطاع الخاص تبرع بـ40 مليون جنيه للمشاركة في حملات التوعية بأنفلونزا الطيور عند حدوث الأزمة.
وأشار إلي انه قبل دخول أنفلونزا الخنازير إلي مصر وعند حدوثها في العديد من دول العالم قدمت بعض الجهات اقتراحات بخطة إعلامية لمواجهة المرض قبل دخوله وظهوره في مصر.
وانتقد د. خليل الهواري سياسة الحكومة في إدارة مكافحة المرض حيث لم تلجأ الحكومة مع بداية المرض إلي نقل مزارع الدواجن خارج الكتلة السكنية واكتفت بإنشاء مزارع جديدة علي الظهير الصحراوي الأمر الذي جعل المرض يتوطن في مصر وأن صناعة الدواجن فقدت استثمارات جديدة كان متوقعا ضخها في السوق المحلي لتغطية احتياجاته إلي حد الاكتفاء والدخول إلي سوق التصدير.
وأكد من خلال الإحصاءات أن إجمالي الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بمزارع الدواجن قدرت بنحو 25 مليار جنيه بحسب تقارير أعدتها وزارة الزراعة.
اقرا ايضا:
مصر تحصل على صفقة طائرات صينية ”دون طيار”
”محلب” يتفقد سير العمل بمؤسستى دار المعارف والهلال
محافظ كفر الشيخ يقرر فتح 13 مخبزاً مغلقاً ودخلوهم ضمن منظومة الخبز