رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين : 800 مليار دولار خسائر »الربيع العربى
أشار د. جوزف طربيه رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب إلي الاضطرابات السياسية والأمنية الخطيرة التى تعانى منها منطقة الشرق الأوسط والتي ألحقت دمار هائل بالأرواح والممتلكات لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد ضمن مخططات جيوسياسية واستراتيجية أمريكية.
وأضاف طربيه أن هناك دولا عربية تتمتع بالاستقرار وتنشط مصارفها ضمن مناخات اقتصادية إيجابية ومعدلات ربح وسيولة كبيرة، حيث يلعب القطاع المصرفي دورا حيويا وأساسيا في حياة المجتمعات ويساعد الملايين على تحقيق أهدافهم.
وأشار رئيس الاتحاد الدولى للمصرفيين إلي تخطى موجودات المصارف العربية بنهاية الفصل الأول من 2014بـ3.1 تريليون دولار وبلغت الودائع 2 تريليون دولار وتخطت التسهيلات التى ضخت في الاقتصاد 1.75 تريليون دولار، وقاربت نسبة نمو القطاع المصرفى ثلاثة أضعاف نسبة نمو الاقتصاد وهو ما يشير للمساهمة الكبيرة للقطاع المصرفى في الاقتصاد العربي.
وأضاف طربيه أن تكلفة الربيع لاعربى تخطت 800 مليار دولار أمريكى منذ انطلاقه في 2010 بتونس ومصر وسوريا وليبيا والبحرين والأردن واليمن ولبنان، متوقعا أن يبقي الناتج القومى العام لهذه الدول منخفضا بنحو 35% حتى نهاية 2014 خاصة مع تسارع النمو السكانى وتفاقم أزمة البطالة التى تقدر تكلفتها على الاقتصادات العربية نحو 50 مليار دولار، حيث تخطت نسبة البطالة عام 2014 عتبة الـ17% مما يعنى وجود 20 مليون عاطل عن العمل بالدول العربية.
وأشار طربيه أن المأساة التى نعيش فيها ستمتد آثارها لأجيال عديدة لأن آثار الحروب تدوم أكثر من الحروب نفسها، فنحن أمام مشهد متشابك ومتعدد ويهدد استقرار دول المنطقة والعالم ولابد من الضغط لإنهاء النزاعات القائمة لإعادة البناء السياسى والمؤسساتى والاقتصادى والاجتماعى وإلا سيذهب كل ما نرسمه هباءً مع استمرار آلة الحرب والتدمير والتهجير.
وأضاف رئيس الاتحاد أن مرحلة ما بعد الاضطرابات ستخلق آفاق تعاون اقتصادى واسعة وفرص استثمارية هائلة توفرها مشاريع إعادة الإعمار، حيث يمكن أن تلعب فيها رءوس الأموال العربية الدور البارز عن طريق عقد الشراكات بين المصارف والقطاعين العام والخاص وخلق التجمعات العملاقة وتشجيع الاستثمار العابر للحدود بين الدول العربية بما يساعد على تحفيز النمو وإيجاد فرص عمل تستوعب موجات البطالة الكبرى الناتجة عن تدمير المؤسسات والتهجير والنزوح السكانى.
وأشار طربيه إلي ضرورة وجود قطاع مصرفي عربى ناجح لمرحلة إعادة الإعمار بعد سكوت المدافع وأفول موجات القتل والتدمير وعلي المصارف العربية أن تتأهب لهذه التطورات من خلال مواجهة العنف السياسى بالنمو الاقتصادى.
وأضاف طربيه أن المصارف العربية تواجه كماً هائلا من التحديات الداخلية، بالإضافة لضرورة الامتثال للمتطلبات الدولية المتلاحقة التى مر بها العالم خلال العشرين عاما الماضية والتي ألحقت بالقواعد التي تعمل بها المصارف العربية تغيرات عميقة وحزمة من الأنظمة والقوانين والإجراءات الواجب اتخاذها لمكافحة الجرائم المالية وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب ولن تتوقف الضغوط الدولية على المصارف العربية لإلزامها بالامتثال لذلك، ولذا يجب على الدول العربية تعديل تشريعاتها وإبرام اتفاقيات تبادل المعلومات المالية حتى لا تتعرض المؤسسات المصرفية للعقوبات، فلا يجب أن نستخف بتأثير المستجدات العالمية على اقتصادنا ومصارفنا ولا نعتمد علي السيولة المعتمدة إلى حد كبير على النفط، فالعالم كله يسعى لإيجاد نظام مالى أقل هشاشة يحفظ سلامةا لمصارف بما يضع النظام المصرف بأجمعه تحت تأثير اختبارات الضغط وإجراءات الرقابة.
اقرا ايضا:
قنديل: توزيع عائد شهادات »قناة السويس« 7 ديسمبر المقبل
توصيات مؤتمر أتحاد المصارف العربية
3100 مليار دولار موجودات المصارف العربية