الإرهاب الأسود يغتال السياحة في طابا
مدينة "طابا" الحدودية واحدة من أجمل المدن السياحية في مصر، والتي تضم 10 فنادق سياحية يعتبر فندق هيلتون طابا الذي شيده اليهود بعد احتلال سيناء عقب نكسة عام 1967 أشهرها وواحدا من أبرز معالمها، وقد تولت شركة "سونستا" إدارة الفندق إلي أن تم تسليمه للسلطات المصرية عقب تحرير طابا.
وتعتبر مدينة طابا مطمعا للأصدقاء قبل الأعداء نظرا لما تتمتع به من مشاهد جذابة ومناظر طبيعية خلابة وأيضا لموقعها الجغرافي الفريد، وقد أعاد حادث الأتوبيس السياحي إلي الأذهان حادث فندق هيلتون طابا الشهير.
ويذكر أن الإرهاب الأسود أطل برأسه علي طابا لأول مره عام 2004 عندما استهدفت الجماعات الإرهابية المدينة بثلاث هجمات يوم 7 أكتوبر 2004، ما أدي إلي مقتل 34 شخصا وإصابة 171 آخرين، وتعرض فندق هيلتون طابا خلال هذه الأحداث إلي انهيار 10 أدوار منه.
وقد أطل الإرهاب الأسود من جديد الأحد 17 فبراير علي المدينة للمرة الثانية في تاريخها بعد تفجير حافلة سياحية أمام فندق ساندس بمنفذ طابا.
وكان الأتوبيس يقل 30 سائحًا من مختلف الجنسيات، قادمين من منفذ طابا البري لقضاء الإجازة الأسبوعية، ما أدي إلي مصرع 4 سائحين كوريين وإصابة 16 آخرين.
ورغم وجود بعض الاختلافات بين الحادثتين إلا أن النتيجة واحدة والهدف واحد، تدمير، وخراب وقتلي،ومصابين.
كانت تعيش مصر عام 2004 حالة من الاستقرار السياسي والأمني، لم يكن هناك صراعات أو اعتصامات أو تهديدات سواء كانت داخلية او خارجية تهدد باستهداف المؤسسات المصرية.
وكانت السياحة علي الجانب الآخر تعيش في أزهي عصورها ورغم ذلك اغتالت يد الإرهاب الأسود السائحين بفندق طابا إلا أن اغلب الضحايا كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية، وبعد وقوع الحادث بفترة قصيرة خرجت جماعة " كتائب التوحيد الإسلامية " لتعلن مسئوليتها عن التفجير وذلك من خلال بيان أذاعته عبر الإنترنت قالت فيه إنهم نجحوا في اختراق وكر من أوكار الفساد - علي حد قولهم - واستطاعوا قتل العشرات كما أوضحوا أن الهدف من التفجير هو الثأر لمقتل الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس.
وندد الرأي العام العربي والدولي بهذا العمل الإرهابي وقتها ووصفوه بأنه استهداف لأمن مصر و محاولة لزعزعة استقرارها و جرها لخلافات لا ناقة فيها ولا جمل.
أما علي الجانب الإسرائيلي فقد قام رئيس وزرائهم الأسبق أرييل شارون بالاتصال بالرئيس الأسبق مبارك وإبلاغه بضرورة فتح الحدود من أجل عبور قوات الإنقاذ الإسرائيلية لنقل المصابين ومساعدتهم وبالفعل فتحت الحدود ونقل بعض المصابين لتلقي العلاج في إسرائيل.
و الآن و بعد مرور عشر سنوات علي هذا الحادث، تتكرر مأساة طابا ولكن في تفجير حافلة تقل وفدا سياحيا أغلبيته من حاملي الجنسية الكورية ليلقي 4 منهم مصرعهم وبينهم قائد الحافلة المصري الجنسية .
وكالعادة في الفترة الأخيرة خرجت جماعة " أنصار بيت المقدس " لتعلن مسئوليتها عن الحادث..واتخذت إسرائيل نفس الموقف الذي اتخذته منذ عشر سنوات فقد عرضت إدخال قوات إنقاذ لمصر نظرا لقرب موقع التفجير من الحدود معها .. ورفضت مصر لعدم وجود أي سائحين اسرائيلين شملهم التفجير.
وعلي الجانب الآخر فقد صرح رئيس غرفة السياحة، حسام الشاعر، بإن حادث تفجير أتوبيس "طابا" سيؤثر تأثير مؤقت علي السياحة في مصر، موضحا أن كل حوادث الإرهاب لا تؤثر علي السياحة، لأن الأعمال الإرهابية موجودة في العالم كله.
وأضاف الشاعر في تصريحات إعلامية أن الأتوبيس السياحي كان يقل سياحا كوريين، موضحا أن السياحة الكورية علي الرغم من أنها ضعيفة في مصر إلا أنها تؤثر علي السياحة بوجه عام، محذرا من أن تكرار هذه الحادثة سيكون بمثابة "كارثة" علي السياحة في مصر.
وسيظل السؤال مطروحا إلي متي سيتم استهداف الأرض التي تم استردادها بالدم ؟