آخر فكرة.. لماذا تحولونها إلي كابوس؟
ثلاث سنوات مرت علي ثورة يناير، ومنذ الذكري الأولي للثورة وأصبح الاحتفال بها يمثل كابوساً لكل المصريين، فتتعالي الاستغاثات والنداءات من قبلها بالتظاهر والتجمع والاحتفال وكل عام تنتهي بكارثة. في الذكري الأولي للثورة خرج جموع الثوار ينددون بحكم العسكر الذي استمر قرابة العام نتج عنها حوادث عدة وشهداء كثر، فكانت حادثة ماسبيرو وبعدها محمد محمود، فما كان من القيادات الثورية إلا أن دعت للخروج يوم 25 يناير 2012 للتنديد بحكم العسكر والمطالبة بتسليم الحكم لمجلس رئاسي مدني، ووقتها وقفت جماعة الإخوان تندد بما يطالب به الثوار، وعاش المصريون وقتها أبشع كابوس وهو تكرار أحداث يناير 2011 مرة أخري من الانفلات الأمني والبلطجة وحرق المنشآت العامة، ومرت بسلام ولكن بعد أن عاش المصريون في رعب لدرجة كراهية الذكرى. وحكم الإخوان وصعد محمد مرسي إلي كرسي الرئاسة في يونيو 2012 وسلم المجلس العسكري الحكم للإخوان، ومرت الأيام والشهور كان فيها الأداء السياسي للإخوان مخيباً للآمال، فخرج الثوار يطالبون برحيل الجماعة عن الحكم والدعوة للنزول إلي الميادين في الذكري الثانية للثورة في 25 يناير 2013 للمطالبة برحيل مرسي عن الحكم، وتكرر خوف المصريين للعام الثاني علي التوالي من عودة الانفلات الأمني والبلطجة إلي الشوارع، وتكرر كره الناس لذكري الثورة بل للثورة نفسها، وبدأت نغمة لعن الثورة تزداد يوما بعد يوم وبدأ الترحم علي أيام الأمن والأمان في عهد المخلوع ترتفع يوما وراء يوم، وبدأت الدماء تسيل علي الطرقات مرة ثانية، لكن هذه المرة كانت المواجهات بين الثوار وميليشيات الجماعة الحاكمة، فكانت أحداث الاتحادية ثم المقطم، وبدأت حملة تمرد لجمع التوكيلات لإزاحة الإخوان عن الحكم وهو ما حدث بعد عام واحد من حكم مرسي في 30 يونيو. ولما كان عزل مرسي علي غير هوي ورغبة الجماعة بدأ أنصارها في الاعتصام مطالبين بعودة المعزول فكان اعتصاما رابعة والنهضة، اللذان كانا ورقة الضغط التي يلعب بها أنصار الجماعة لعودة المعزول فما كان من الأمن إلا أن فض الاعتصامين لتبدأ بعدها سلسلة من المناوشات والكر والفر بين الجماعة والأمن، لتكون الدعوة للخروج لاحتلال ميداني التحرير بالقاهرة، والقائد إبراهيم بالإسكندرية بصفتهما أيقونتي الثورة، ليتكرر الكابوس علي المصريين مرة أخرى، لكن هذه المرة الكابوس أفظع والخوف أكبر. ارحمونا يرحمكم الله، ولا تجعلوا أجمل ذكري تمر علي الشعب المصري أسوأ كوابيسه.