أخطاء التأمينات «تودي في داهية»
حوّلوا صحفياً إلي سائق جرار زراعي بالأجرة
عماد طه: اكتشفت الأمر بالصدفة ولكن ماذا عن البسطاء
غريب أمر هذا البلد، فمازالت الأخطاء الحكومية تعصف بمستقبل الكثيرين من أبناء مصر البسطاء، الذين لايحلمون إلا بالستر.
الحكاية ببساطة يحكيها الزميل عماد طه، الصحفي بجريدة "اليوم"، يقول: كنت في جلسة مع زملاء لي في الجريدة، بمقر نقابة الصحفيين، وقال زميل من الحاضرين إنه أحضر أسماءنا من التأمينات، وعندما نظرت إلي الورقة التي أحضرها مطبوعة من مكتب التأمينات لم أجد اسمي فيها، فتعجبت من ذلك، ذهبت إلي مقر التأمينات لاستفسر عن الأمر، وهناك كانت المفاجأة، لم أجد اسمي فعلا في العاملين بالجريدة، ولأنني كنت أحضرت معي ورقة مطبوعة للرقم التأميني الخاص بي من قبل دون فيها المهنة واسم الجريدة طلبت من الموظف المختص استخراج ورقة تأمينات مطبوعة جديدة لأقارنها بالقديمة، فهالني ما رأيته فيها، وجدت مدوناً بالمهنة صحفي، وإلي هنا لاتوجد مشكلة إلا أنني وجدت أنني أعمل علي جرار زراعي بدكرنس لدي شخص يدعي عوض المهدي، دخلت لمكتب مدير مكتب التأمينات لأستفسر عن الأمر وبالكشف عن اسمي علي الكمبيوتر وجد أن البيانات المطبوعة هي المسجلة علي جهاز الحاسب الآلي للتأمينات، ثارت ثائرتي علي الموظفين هناك وطلبت معرفة السر في اختلاف البيانات، فأخبرني أحدهم أنه عندما تم نقل بيانات التأمينات الخاصة بنا من مكتب تأمينات السيدة زينب إلي مكتب تأمينات بولاق الدكرور أخطأ الموظف في تسجيل البيانات، الأخطر أنهم سجلوني أنني مفصول من عملي بعد تقديم استقالتي وهو ما لم يحدث إطلاقاً، وبالبحث في أسباب هذه الأخطاء اكتشف أحد الموظفين أين وقع الخطأ، حيث اكتشف أن هناك رقماً من أرقام المنشأة سقط من الموظف الذي كان يدون بياناتي مما أدي إلي اختلاف رقم المنشأة بالكامل وهو ما أدي إلي تحولي إلي محرر صحفي يعمل علي جرار زراعي فصل من عمله نتيجة تقديم الاستقالة.
وتساءل عماد في تعجب: إذا كان هذا ما يحدث مع صحفي تضامن معه كل الزملاء الصحفيين وحولوا القضية إلي قضية خاصة بهم وتم عرضها في استوديوهات التوك شو، وهو ما أدي إلي الوصول لحل للمشكلة سريعاً فما بالنا بالبسطاء من الناس الذين لا يملكون أن يصلوا إلي من يمكن أن يحل لهم مشكلتهم، فأنا استطعت أن أصحح الخطأ لكن هناك أناس لن يستطيعوا أن يصححوا ذلك الخطأ إلا بعد طلوع الروح، والأخطر أن هناك أشخاصا قد يحدث معهم هذا ولا يكتشفون الأمر إلا عند خروجهم للمعاش فيكتشفون أنهم فقدوا كل ما لهم في التأمينات لأنهم استقالوا من أعمالهم ويكون ذلك سبباً في ضياع كل مستحقاتهم نتيجة خطأ لموظف مستهتر لم يراع ضميره وهو يسجل بيانات الأفراد فيتسبب في ضياع مستقبلهم، وماذا لو كان هذا الشخص الذي سجلت بياناته خطأ توفي وخرجت زوجته لتبحث عن مستحقاتها ومستحقات أبنائها لدي التأمينات فتكتشف أن زوجها ليس له مستحقات أو تأمينات لأن موظفاً أضاع الأمانة الموكلة إليه.
القصة مهداة إلي وزير التضامن والعدالة الاجتماعية فمستقبل الناس أمانة في يده وهو المسئول عنها أمام الله.