محمد العرابي «وزير خارجية مصر الأسبق ورئيس حزب المؤتمر» لـ«الأموال»:حكومة الببلاوي بطيئة جدا والوضع الحالي صعب للغاية

التمسك بأهداف ثورة 30يونيو وخارطة الطريق طوق النجاة
الفريق السيسي انحاز للشعب المصري.. والشعب سينحاز من وقف لحمايتهم
حكم الإخوان انتهي.. والشعب المصري لن يرضي بعودتهم مرة أخري
البطالة والقطاع السياحي والملف الأمني أبرز المشكلات التي يعاني منها الااقتصاد المصري
قطع المعونة الأمريكية عن مصر صدمة كبيرة في وجه أمريكا وخسارة فادحة لهم
تركيا وقطر كان لهما دور اقتصادي كبير أثناء فترة حكم الإخوان
حماس فقدت رصيدا استراتيجيا كبيرا جدا بعد سقوط «الإخوان»
«نحن الآن نعيش في مرحلة مرتبكة ومضطربة» كلمات بدأ بها السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق حواره مع «الأموال» وتصور السفير أنه ليس من الممكن لأحد تحديد الرؤية المستقبلية للمرحلة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر الآن متحدثا عن جماعة الإخوان المسلمين قائلا: حكم الإخوان المسلمين انتهي والشعب المصري لن يرضي بعودتهم مرة أخري لافتا إلي أن الوضع المصري الاقتصادي صعب بالتأكيد وانخفاض السياحة إلي النصف فهناك ارتفاع في التضخم ومعدلات النمو لن تزيد علي 2% وهذا مؤشر سيئ جدا بالإضافة إلي ارتفاع نسبة البطالة في الشارع المصري ومن خلال السطور التالية نتعرف علي المزيد من الملفات عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالإضافة إلي الواقع الامني في مصر وإلي نص الحوار ..
> كيف تقرأ سيادتكم المشهد السياسي الحالي؟
- بالطبع نحن نعيش مرحلة صعبة ومضطربة تمر بها مصر وحدودها ومعطياتها التي علي أرض الواقع متغيره يومياً ولكني أري أن المشهد اليومي يفرض علي الجميع عيش اليوم بيومه وحتي الآن لا أري أن هناك أحد لديه القدرة لوضع تصور لرؤيته لمصر خلال 3 أشهر قادمة وهذا شيء مؤسف وغير صحي عندما تسير الأمور بهذا الشكل ومصر تمر بمرحلة صعبة ومضطربة وغير مسبوقة في تاريخها وخاصة أن هناك انقساما مجتمعيا لم يحدث من قبل وأري أن صعب التكهن بالمسار الذي نسير فيه ولكني أري أن به بعض المحددات التي يجب التمسك بها.
> وما هي المحددات؟
- التمسك بمكتسبات30 يونيو والتمسك بإنجاز خارطة المستقبل وتنفيذها وعدم وجود مسمي تحت خط عودة النظام السابق وهذه قناعات لابد أن تبتعد عنها
> وماذا تقول للمتوهمين بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي ؟
- هذا شيء يجعلنا نتشبث أكثر بأن القصة قد انتهت ولن يعود نظاما لم يقدم شيئا لشعبه لقد انتهي حكم الإخوان وعلينا ان نتفهم جيدا ونفرق بين تواجد الإخوان وحكم الإخوان
> كيف ذلك ؟
حكم الإخوان انتهي والشعب المصري لن يقبله مرة أخري وكل يوم يمر علينا يزيد من حدة الرفض وعدم قبولهم أو عودتهم للحكم مرة أخري وكل يوم يقومون بممارسات عنيفة وضارة تجعلنا نتأكد أنهم غير صالحين لحكم مصر وأن الشعب لن يقبل بعودتهم تحت أي ظرف من الظروف ولكن وجودهم في الحياة السياسية متاح ولكن عليهم أن يقبلوا بشروط الشارع.
> أفهم من ذلك أنكم مع المصالحة؟ وهل هناك شروط بعينها؟
- بالطبع لا ليس معني كلامي أن نقبل المصالحة مع الإخوان فأنا أرفضها رفضاً تاماً ولكن أري أنه من الممكن أن يعودوا إلي حضن الوطن مرة أخري وهم من يبادرون بذلك ووقتها هم الذين يحاولون ويسعون لهذه العودة وعليهم أن يتصالحوا اولاً مع أنفسهم ويعيدوا حساباتهم من جديد وبعد ذلك نقرر ما هو الواجب الذي يقدمه لوطنه وذلك بنبذ العنف والتخلص من قيادات الصف الأول من الإخوان والاعتراف بخارطة المستقبل وهذه أشياء بسيطة لا تحتاج لمن يتفلسف علينا ويضع شروط أمام أعين الجميع ليدعي أنها مصالحة وبالتالي تقوم جماعة الإخوان برفضها ليصبح الشعب المصري هو الذي يسعي لذلك ولكن لابد أن يعلم الإخوان جيداً أن مصر تسير في طريق ومن يريد أن يلتحق بقطارها هو الذي يجري ليلتحق بقطارها ولكنها لن تنتظره لأنها تسير بخطة وخارطة لمستقبل أبنائها
> ومن وجهة نظرك ماذا قدم الإخوان للوطن؟ وماذا عن علاقات مصر الخارجية في فترة حكمهم؟
- الإخوان لم يقدموا شيئاً ايجابياً يخدم الوطن بل بالعكس مصر تعرضت إلي خسائر هائله أثناء فترة حكمهم المريرة كانت داخلياً وخارجياً لأن مصر فقدت جميع علاقاتها الخارجية بالدول العربية فيما عدا قطر.
> وما سر دعم قطر للإخوان وخاصة أنها باتت لغزا لدعمها المادي والاعلامي ؟
- قطر لم تصبح لغزاً لأن لها حسابات معينة وطموحات خاصة بها بما أنها دولة صغيرة ولكن لديها قدرة مالية هائلة وبالتالي هناك تناقض داخلي لديهم، فكيف تكون دوله صغيرة ولديها هذه القدرات لذلك تحاول أن تفرض نفوذها علي المنطقة بقدراتها المالية ولكن هذا ليس كافياً .
ومن الممكن أن نقول إن بعض الدول كانت تنظر إلينا بنظرة تشكك كبيرة جداً وفي نفس الوقت كانت هناك حالة من عدم الفهم وكان هناك تردد كبير في مساعدة مصر والوقوف بجانبنا اقتصاديا وبجميع المجالات وهذا لم يكن علي مستوي الدول العربية فقط بل علي مستوي العالم وحتي الدول الافريقية.
> وماذا عن رؤيتك لمشروع الشرق الأوسط وخاصة بعد سقوط الإخوان في مصر؟ وهل هذا اثر بالسلب علي التنظيم الدولي لهم ؟
- بالتأكيد سقوط الإخوان في مصر أثر تماماً علي التنظيم الدولي لهم وخاصة في الفترة الحالية ومشروع الشرق الأوسط تلقي هزيمة قاسية من مصر وبالتالي يحاولون أن ينقضوا علي مجريات الأمور في الدول الأخري مثل تونس والمغرب.
> كيف تقرأ عمليات الأغتيالات الاخيرة وتفسيركم لحادث كنيسة الوراق؟
- عملية الاغتيال الأخيرة وواقعة الوراق عمل إجرامي كانوا يريدون به خلق حالة من التوتر في نسيج المجتمع المصري ويتحركون لتشتيت جهات الأمن بالعمد وكل ما يفعلونه ممنهج بنوعيات مختلفة من سيناء الي الكنائس، ومازلنا في انتظار مفاجات سيئة والمزيد والمزيد منهم والهدف من ذلك إرهاق الجهاز الأمني وتشتيته، ولكن أري أن خلال الفتره القادمة سيكون هناك حصار، لأن العمل الوحيد الذي يوقف هذا الإجرام هو الصمود المصري بثلاث جهات عن طريق صمود الجيش والشرطة والشعب وإذا كسرت حلقة من الحلقات الثلاث سيلحق المصري هزيمة ولكني متفائل جداً وأري أن التصميم والصمود سيقضي علي حلقة الإرهاب الجهنمي العنف الذي مازل يعاني منه العشب الممصري.
> كيف تري الوضع الاقتصادي المصري في ظل الظروف الحالية؟
- الوضع المصري الاقتصادي صعب بالتاكيد وهناك زيادة بالاحتياطي النقدي إلي 18 مليارا وانخفاض السياحة إلي النصف وهناك ارتفاع في التضخم ومعدلات النمو لن تزيد علي 2% وهذا مؤشر سيئ جدًا بالإضافة إلي ارتفاع نسبة البطالة في الشارع المصري .
> شغلتم من قبل منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية؟ نود أن نعرف ما مدي تأثير المعونة الأمريكية علي الوضع الاقتصادي المصري ؟
- أتذكر أنني في عام 1998 كنت مستشاراً للسفارة المصرية في واشنطن وأتذكر أن في هذه الأيام لم يجرؤ أحد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي علي التهديد بقطع المعونة عن مصر وأتذكر أن سفيرنا في هذا الوقت السفير «عبد الرؤوف الريدي» ذهبنا معاَ لنحضر مقابلة في هذا المجلس ووقتها «الريدي» قال لهم مصر عاشت 5000 عاماً دون معونة أمريكية وسنظل 5000 عاما دون هذه المعونة.
> ولماذا كل هذه الضجة عن المعونة؟
- رفض المعونة سيكون صدمة كبيرة في وجه أمريكا وخسارة فادحة لهم فمنذ أن بدأت المعونة عام 79 بناء علي اتفاقية السلام التي تمت مع الرئيس الراحل (انور السادات) كنا نحصل علي 1.2 مليار دولار معونة عسكرية و1,1مليار دولار معونة تجارية والمجموع 2,3 مليار دولار في نفس الوقت كانت إسرائيل تحصل علي معونة 2,5 مليار دولار وهذه كانت عبقرية السادات وبذلك اصبح هناك التزاما علي الولايات المتحدة بالاستمرار في تقديم المعونة التزاماً بمعاهدة السلام وأن المعونة العسكرية يجب أن تكون دائما موجودة نتيجة المساعدات العسكرية، وبالتالي الضجة أتت من هنا ومع العلم أن المعونة لابد ألا تدخل في إطار الضغط علي مصر، لأن هذا موقف مترتب علي معاهدة سلام تمت بيننا وبين دولة أخري والتزمت أمريكا بها وأري أن تلميح أمريكا أو تفكيرها في التهديد بقطع المعونة عمل سياسي غير لائق وغير دقيق.
> وماذا عن علاقات بعض الدول الرافضة لثورة 30 يونيو ومنها تركيا التي كانت تضخ بعض الاستثمارات كبير في مصر كيف تراها؟
- لم تكن تركيا فقط بل تركيا وقطر كان لهما دور اقتصادي كبير أثناء فترة حكم الإخوان وأول رد فعل حدث بعد 30 يونيو تخلينا عن وديعة قطر وأكيد العلاقة مع تركيا تأثرت لأنها تستخدم الاقتصاد للنفاذ إلي المنطقة من المنطلق الاقتصادي والثقافي.
> ولماذا لا تحاول الحكومة الحالية استرجاع تبادل العلاقات مع تركيا علي سبيل المثال؟
- الدبلوماسية تعني أننا لا نتوقف عن السعي في تحسين العلاقات مع الآخرين والفكرة أن هناك أمور بعينها لابد أن نضعها في الحسبان لتحسين العلاقات وأعتقد أن رسالتنا وصلت للعالم كله أن لدينا خارطة طريق لن نسمح لأحد أن يعرقلها واصبح هناك تغير في الموقف التركي الآن وبدأوا أخذ موقف عقلاني إلي حد ما.
> إلي أين يتجه مؤشر الاقتصاد المصري الآن؟
- الاقتصاد المصري يحتاج إلي حلول سريعة وليس لدينا رفاهية في الوقت وعلينا أن نعمل من أمس وليس غدا ولدينا صناعة وقطاع سياحي لابد أن نعيده إلي قوته مع فرض الأمن والنظام داخل الدولة لبداية جيدة واطمئنان للمصريين بالخارج علي أموالهم في الداخل والمساعدات الخارجية هامة جدا في الوقت الحالي.
> وكيف تري علاقة مصر بحماس ؟
- حماس فقدت رصيدا استراتيجيا كبيرا جدا بعد سقوط حكم الإخوان بنسبة 100 % في المنطقة بأكملها وخاصة أن هناك تغييرات بالإضافة إلي إيران وخطوط الاتصال معهم أصبحت مختلفة عن السابق لانشغال إيران بسوريا وبالتالي حماس في مرحلة اضطراب سياسي استراتيجي وفقدت رصيدها لمساندتها ودعمها للإخوان والآن تحاول أن تساهم في عودة حكم الإخوان مرة أخري وبالتالي هم يقرأون المشهد بالطريقة الخاصة بهم وعليهم أن يقرأوا الواقع الآن صحيحا ويفكرون في تعاطف المصريين معهم ومع القضية الفلسطينية.
> وماذا عن علاقة مصر بإيران؟ وخاصة أن هناك تجربة معكم؟
- عندما توليت الوزارة كان هناك محاولات وقتها أن نعيد سفراء مصر وإيران بعد ثورة " 25 يناير" وكان هناك محاولات لاسترجاع تبادل السفراء بين مصر وإيران ولكني لم اقتنع بهذه الفكرة وأبطأت هذا التبادل لأنني كنت أري أنه لا يصح بعد فترة انقطاع العلاقات لمدة طويلة بين مصر وإيران وبعد ما ظهرت نوايا إيران للمنطقة أننا نعيد الوزراء وكان من الأفضل أن ندخل اولاً في حوار استراتيجي معهم ويأخذ وقته ومجاله لتتعرف إيران علي مصر جيداً وحتي نعرف ما بنواياهم.
> وماذا عن العلاقات بين مصر وليبيا وخاصة وهي من دول الجوار ؟
- ليبيا دولة مهمة جدا بالنسبة لمصر وهي أول دائرة استراتيجية من دول الجوار والحدود الملاصقة لنا ولكنها في حالة اضطراب شديد جدا ومن الطبيعي أننا نتخوف من هذه الاضطرابات وعلينا أن نبدا في تأسيس علاقات مع ليبيا من الآن، ومن الضروري والواجب علي مصر أن تقوم عل إعمارها وإعادة بناءها وأن يكون هناك تعاون أقتصادي بين الدولتين وربط وخلق مصالح مشتركة بين البلدين خلال الفترة القادمة وأعتقد أن القيادات المصرية تعي هذا الموضوع جيداً لأن هذا خط استراتيجي لا يمكن تخطية وكل هذا يرتبط باستقرار البلدين ولا نستطيع أن نخلق علاقة صحية ولديهم حالة من عدم الاستقرار.
> كيف تري معركة الدستور؟ وما مدي موافقتك علي أداء لجنة الخمسين ؟ وهل نحن بحاجة إلي دستور جديد أم نكتفي بتعديل دستور 2012؟
- نحتاج إلي دستور جديد وأري أن دستور 2012 أشبه بدستور الانقسام والخراب المجتمعي الذي لا نعتد به علي الإطلاق، أما لجنة الخمسين أري أنه تم اختيارها بشكل دقيق جدا وعن أدائها أراه إلي حد ما يجمع أفكار خلاقة وجادة ولكن ما يزعجني في لجنة الخمسين هو طريقة تعاملها مع الأعضاء الاحتياطيين.
> وما مدي موافقتك علي وجود أحزاب علي أسس دينية ؟
- أري أن الدستور هو الذي سيعالج كل هذه الأشياء لأنها وثيقة سلام مجتمعي وتحقيق ومستقبل الإسلام السياسي في مصر ولكن الحقيقة لا يمكن اختفاء الإسلام السياسي من علي أرض الواقع والحياة السياسية القادمة في المرحلة القادمة وبعد إقرار الدستور سيكون للتيار الإسلامي دوراً إيجابيا ولكن اذا تراجعوا عن افكارهم وسياستهم .
> وما هو أفضل نظام رئاسي في مصر تفضله؟
- أري أن المثالية تقول إنه لابد من وجود نظام برلماني والديموقراطية تقول ذلك ولكن الظروف الحالية لا تمكن من هذا النظام البرلماني وقد يكون نظام مختلط
> وما رأيك في الفريق عبد الفتاح السيسي؟
- أقدم له تعظيم سلام.
> وما مدي موافقتك عليه إذا ترشح للانتخابات الرئاسية ؟
- الانتخابات الرئاسية لها شروط وإذا قام الفريق السيسي بالترشح ووافق علي هذه الشروط ودخل في معترك الحياة السياسية فلا بأس وخاصة أن الفريق السيسي انحاز للشعب المصري وبالتالي كل الشعب وطوائفه سينحاز لمن وقف لحمايتهم ولكن عليه أن يخوض هذه المعركة بالشكل الذي لا يعرض مصر إلي مخاطر أو يعرضه هو شخصياً لضرر.
> وما رأيك عن أداء الحكومة المصرية الحالية ؟
- أري أنهم في موقف لا يحسدون عليه ولكن هناك حالة من البطء الشديد في عملية اتخاذ القرارات والوضع الحالي صعب للغاية والحكومة ورثت ميراثا ثقيلا جداً ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك في ظل اقتصاد يعاني وأمن متدهور وعالم متربص بنا في الخارج وهناك مجموعة من الظروف الضاغطة علي هذه الحكومة، ولكن كنت أتوقع أن في مثل هذه الضغوط وفي وجود الكفاءات الموجودة أن يكون الأداء أفضل من ذلك وأن يتم إعلان الوضع الذي تسلم عليه الدولة وحجم الدين الداخلي والخارجي والاحتياطي النقدي والمتاح منه وفوائد المديونية الخارجية بالإضافة إلي حصر عدد المصانع والمنشأت المتوقفة والمغلقة وضرورة التأكيد أن مصر لن تلجأ للحصول علي قروض خارجية بل يعلن أن مصر قادرة علي النهوض باقتصادها
> من يحكم مصر الآن؟ وهل هو الفريق السيسي كما يردد البعض؟
- الحكومة هي من تحكم مصر بما فيه الفريق السيسي وكل له اختصاصاته وهذا أمر يجيده من له دور سياسي والدور الأمني يقوم بها المختصون.
> كنت وزيراً بحكومة الدكتور عصام شرف كيف تري هذه الفترة؟ نود أن نعرف لماذا استقلت من منصبك الوزاري ؟
- كانت فترة حرجة جداً تمر بها مصر وكانت هناك حالة توتر وتخوين والتخبيط المجتمعي واستقالتي من منصب وزير الخارجية لأنني رأيت أنني أستطيع أن أقدم الكثير للوطن دون هذا المنصب لأنه كان يصعب عليا تقديم الخدمة بسبب الظروف غير الملائمة، بالإضافة إلي الهجمات العنيفة سواء علي مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام
> كيف يقرأ وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد العرابي، الأزمة السورية؟
- يعلم الجميع أن الأزمة السورية بدأت في أعقاب ثورة يناير في مصر وتقريباً في مارس 2011 حيث كانت في إطار ثورة شعبية من قبل الشعب السوري للمطالبة بالحرية والديمقراطية من نظام بشار الأسد الذي أعتقد أنه نظام ديكتاتوري والشعب كان يتطلع إلي حياة أفضل من الديمقراطية خاصة في ظل ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر واليمن واستمر الأمر حتي وصلنا إلي الفترة الحالية.
في حين أن النظام الحالي لم يلب تطلعات شعبه ورغباته ويعاندهم ويرفض مطالبهم، في حين أن هناك قوي مسلحة تحارب النظام من أجل سلطة وقوي ثورية ترغب في التطوير والتغيير وقوي خارجية وشعب مطحون في الوسط، مما زاد من الأزمة تعقيداً خاصة بعد وجود تنظيمات خارجية من مختلف الأطياف علي الأرض السورية، بالإضافة إلي قوي الجيش الحر وهذا المشهد وصل إلي حد من الفوضي، مما دعا قوي المجتمع الدولي أن تتواجد علي الساحة وتتحكم في إدارة الأزمة دون أي تدخل من الأطراف الفاعلة علي أرضية الأزمة.
> هل تري أن ما يحدث في سوريا ثورة من الشعب السوري تجاه نظام بشار الأسد؟
- بهذه الصورة الأخيرة والمستمرة علي أرض الواقع في التوقيت الحالي لا نستطيع أن نقول ما يحدث علي أرض سوريا ثورة وأعتقد أن المشهد ملتبس، والأمور تداخلت في بعضها البعض، وبالتالي الصفات الثورية النقية أصبحت غير موجودة لأن الأمر أصبح نزاعاً مسلحاً علي الأرض بين طرفين من أجل السلطة ولم يعد ما يسمي بالثورة السورية
> اذن كيف تري موقف الجامعة العربية في الأزمة السورية؟
- دور الجامعة العربية في هذه الأزمة منعدم والموضوع خارج إطار الجامعة العربية ودورها في القضية أمر روتيني فقط.