هند صبرى وأبوالنجا وآسر ياسين ولبلبة فى افتتاح مهرجان أبوظبى اليوم
نقلا عن اليومى :
تنطلق اليوم الخميس فعاليات الدورة الـ7 لمهرجان أبو ظبى السينمائى الدولى، بقصر الإمارات والتى تستمر حتى الثانى من نوفمبر المقبل، وفى حضور عدد كبير من نجوم العالم العربى، ومنهم نجوم فيلم «فرش وغطا» وأبرزهم آسر ياسين، وأبطال فيلم «فيلا 69» ومنهم خالد أبوالنجا ولبلبة بالإضافة إلى عدد كبير من النجوم.
ويراهن الكثير من متابعى السينما ونقادها على أهمية هذه الدورة، وذلك لما تضمه من إبداعات سينمائية متميزة وإنتاجات عالمية، نالت أهم الجوائز فى المهرجانات العالمية، وأيضا عدد من أفلام السينما المصرية والعربية الحديثة، ويبدو أن هذه الدورة يسيطر عليها الموضوعات الإنسانية وقضايا حياتية مختلفة، من جميع دول العالم، وهى القضايا التى تعكس أوضاعا اجتماعية وسياسية متردية، رغم اختلاف المجتمعات والثقافات.
ويؤكد على الجابرى، مدير المهرجان، أن هذه الدورة تشهد عرض 166 فيلما فى أقسام مختلفة، كما يتم تكريم السينما الهندية بمناسبة مئويتها، وأضاف أنه يتم تنظيم 5 مسابقات هى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ومسابقة «آفاق جديدة» للعمل الأول أو الثانى للمخرج ومسابقة الأفلام الوثائقية ومسابقة الأفلام القصيرة ومسابقة أفلام الإمارات، كما تمنح للمرة الأولى «جائزة حماية الطفل» بالمشاركة مع مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية الإماراتية بهدف التوعية بقضايا الأطفال.
وقال على الجابرى، إن السينما العربية تؤكد حضورها على قدم المساواة مع السينما العالمية، حيث يشاهد الجمهور العرض العالمى الأول لمجموعة أفلام عربية هى «فيلا 69» للمصرية أيتن أمين و«تحت رمال بابل» للعراقى محمد الدراجى والفيلم الإماراتى «جن» إخراج الأمريكى توب هوبر و«سلام بعد الزواج» لغازى وبندر البعليوى الفلسطينيين.
وتدور موضوعات الأفلام العربية المشاركة فى الدورة الـ7 من مهرجان أبو ظبى حول الربيع العربى والتحولات التى تشهدها المجتمعات العربية وهموم المواطن، رغم اختلاف المجتمعات والرغبة فى التغيير نحو الأفضل، والتخلص من القهر المجتمعى، والبحث عن الحريات، حيث أعلنت إدارة المهرجان وجود عدد من الإنتاجات السينمائية المتميزة لشباب واعد من مختلف الدول العربية، ومعظمها أفلام تعرض للمرة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط، وبعضها حصل على دعم من صندوق سند بالمهرجان والذى يوفر فرصا حقيقية للموضوعات الجادة.
ومن هذه الأفلام المصرية فيلم «فرش وغطا» للمخرج أحمد عبدالله، الذى ينافس ضمن «مسابقة الأفلام الروائية الطويلة»، والفيلم سبق أن شارك فى مهرجان «تورونتو» ونال إشادات نقدية واسعة، وشارك أيضا فى مهرجان لندن السينمائى، ويرصد فى بناء أقرب إلى روح «الديكودراما» - فى حواره المكثف والشخصيات التى تبدو مألوفة ومن الواقع المتقشف - أحوال مواطنين تعصف بهم أحداث سياسية دراماتيكية، تجعلهم يرغبون فى التغيير الحقيقى، وذلك من خلال بطله الشاب السجين «آسر ياسين» الذى نجح فى الهرب من معتقله بعد الهجوم على السجون خلال جمعة الغضب فى يناير 2011، وبحثه المضنى عن الأمان ونهاية قهره، ومن نفس المنطلق الإنسانى يناقش المخرج الجزائرى المتميز مرزاق علواش من خلال فيلمه «سطوح» هموم الحياة اليومية فى العاصمة، وكيف تتحرك بعض الشخصيات المحبطة وأمانيهم، ولكن من فوق سطوح منازل تلك الشخصيات، والتى يؤكد واقعها أن الانفجار بات وشيكا.
فى المقابل، اختار العراقيان محمد الدراجى وهينر سليم حكايتين مختلفتين عن قهر السياسة وغياب الأمان الاجتماعى، ففى جديد صاحب «أحلام» و«ابن بابل»، عودة إلى ملفات النظام السابق فى «تحت رمال بابل»، حيث أخذ وجهة نظر تاريخية أثناء حرب الكويت، وتدور أحداثه حول جندى عراقى شاب يقع تحت شبهة كونه أحد المنتفضين بسبب تخلّيه عن زيّه العسكرى خلال الاضطرابات الدموية.
«أفلام الكبار»
تضم الدورة الـ7 لمهرجان أبوظبى أفلاما مهمة لكبار المخرجين، ومنهم المخرج البوسنى دانيس تانوفيتش، الذى يرصد من خلال فيلمه «فصل فى حياة جامع خردة» محنة عائلة غجرية، تعتبرها الحكومة من المهمشين الذين لا حقوق لهم ويتعنتون فى إنهاء إجراءات الأم المريضة، ويتركونها وعائلتها نهبا للألم والإحساس بالقهر، وسبق لهذا المخرج أن قدم العديد من الأعمال السينمائية المتميزة من أهمها «سيرك كولومبيا» و«فصل من حياة جامع خردة» الذى حاز الجائزة الكبرى فى مهرجان برلين السينمائى، ويعرض أيضا للمخرج الصينى جيا زانجى فيلم «لمسة الخطيئة»، وتدور قصة «لمسة خطيئة» حول أربع شخصيات ينتمون لعوالم مختلفة ولكن جميعهم يعانون من القهر والتهميش، أما كل من المخرجين البريطانى ستيفن فريرز واليابانى هيروكازو كورى، فيطرحان من خلال فيلمهما «الابن سر أبيه» الأصول العائلية واختلاط الأنساب، من خلال قصة درامية تبدو مألوفة عن أسرتين يتم تبادل طفليهما نتيجة خطأ مقصود من ممرضة فى المستشفى التى شهدت ولادة طفلين ينتميان لمستوى اجتماعى متباين، حيث احتضنت كل أسرة طفلا غير ابنها، ويناقش الفيلم بشاعرية شديدة مفهوم هل الابن هو الذى تنجبه أم ذلك الذى تقوم بتربيته، وتبعات العودة إلى أسرة غريبة الطبائع والثقافة.
ومن الأفلام التى ينتظرها متابعو السينما فى «مسابقة الأفلام الروائية الطويلة» فيلم المخرجة البوسنية ياسميلا زبانيتش وعنوانه «لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات»، حيث تعود ضمن حكاية حزينة إلى ذاكرة الحرب المريرة التى صورتها فى فيلمها المتميز «جربافيتسا» - والذى حاز جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين السينمائى عام 2006 - ويطرح الفيلم هنا قصة حقيقية لاكتشاف مرعب توصلت إليه سائحة أسترالية، يلخص ملابسات مجزرة بلدة «فيشجارد» الحدودية التى حصد فيها الصرب أرواح 3 آلاف بوسنى مسلم.
ويعرض ضمن الدورة السابعة لمهرجان أبو ظبى السينمائى آخر أفلام المخرج الأمريكى المثير للجدل جيم جارموش «العشاق فقط من حقهم أن يتركوا أحياء»، وهو الفيلم الذى اختار مخرجة مدينة طنجة المغربية كخلفية للكوميديا السوداء التى يطرحها فى فيلمه، ويجعلها خلفية لكوميديا سوداء حول مصاصى دماء.
«آفاق جديدة»
يعرض التونسى نجيب بلقاضى فيلمه «بستاردو» حول الشاب اللقيط «محسن» الذى يحارب جفاء الناس له عبر فكرة جديدة، حيث يتشارك مع صديقه «خليفة» فى تركيب جهاز «جى أس أم» للاتصالات، يُمكّن أهل القرية من استخدام هواتفهم المحمولة بشكل أفضل، فيما يسرد الفلسطينى رانى مصالحة فى «زرافاتة» وهو حكاية ميلودرامية عن علاقة الصبى «زياد» مع زرافتين فى حديقة حيوانات قلقيلية، قبل أن تقتل الصواريخ الإسرائيلية ذكرها، يسعى البطل بعناد نادر وبمساعدة والده الطبيب البيطرى الأرمل «ياسين» صالح بكرى، إلى الحصول على بديل للأنثى الوحيدة، لكن المشكلة فى أن الخيار الوحيد متوافر فى حديقة حيوانات «رامات غان سفارى» الإسرائيلية.
أما المصرية أيتن أمين فتقارب مفاهيم الحياة والمرض والفناء فى باكورتها «فيّللا 69»، عبر قصة البطل «حسين» الذى يعيش فى عزلة اختيارية، قبل أن تخترق شخصيات متضاربة النوايا، مثل شقيقته وابنها «سيف»، حياته فتقلب موازينه وقناعاته، وتؤسس عقيدة جديدة فى كيانه حول معانى الحب والأواصر والحاجة العاطفية، فى حين يعالج فيلم العراقى الكردى الأصل هشام زمان فى باكورته ذى الدراما القوية «قبل سقوط الثلج» قضية جرائم غسل العار، عبر إصرار بطله الشاب «سيار» على مطاردة شقيقته «نرمين» التى هربت مع حبيبها إلى أوروبا للزواج تفادياً لاعتراضات أهلها، بيد أن لقاءه مع الصبية «إيفين» الباحثة عن والدها الذى تخلى عنها وهى طفلة، تقود وعيه نحو مسابر غير متوقعة بشأن «جريمته المقبلة».
كلاسيكيات ومئوية السينما الهندية
وتمنح الدورة الحالية من المهرجان فرصة للجيل الجديد لمشاهدة العديد من كلاسيكيات السينما وذلك عبر برنامجين خاصين الأول يتم من خلاله «الاحتفال بالسينما الهندية» الذى يأتى ضمن برنامج خاص سيتوقف عند أبرز أسماء صناعها ويعرض أفلاماً حازت الثناء والإعجاب خلال المئوية الأولى لانطلاق السينما الهندية والتى اعتبرت علامات فارقة.
وتعرض مختارات من أعمال غورو دوت، أحد أهم أعمدة السينما الهندية على مدى تاريخها، وقد سبق أن اختارت مجلة التايم فى عام 2005 عملين من أعماله لتضمهما لقائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما، وسيعرض مهرجان أبوظبى السينمائى فيلمه المهم «الظمأ» 1957 الذى أنتجه ومثّل فيه فضلاً عن إخراجه، وفيه يحكى قصة شاعر يبحث عن الاعتراف به فى مرحلة ما بعد استقلال الهند.
وضمن هذا البرنامج سيعرض المهرجان «سوبرنا ريكها».. «خيط الذهب» 1965 لريتوييك جهاتاك الذى أُدرج نقديًا ضمن تيار الواقعية الجديدة، وقد حاز المرتبة الحادية عشرة ضمن استفتاء للنقاد السينمائيين أجرته مجلة «سينمايا»، وعلى الرغم من شهرته المتواضعة عند وفاته، كان لأسلوبه الأثر الواضح على عدد من المخرجين، كما فى حالة تلميذه المخرج مانى كول، الذى سيعرض له المهرجان فيلم «حيرة فى عقلين» 1973، كذلك يقدم البرنامج الفيلم البارز «الرياح الحارقة» 1974.. للمخرج «م. س» ساتو المرشح لجوائز الأوسكار، والذى يرجع إليه الفضل فى ريادة الموجة الجديدة فى السينما الهندية ويحكى فيه قصة عائلة مسلمة بعد تقسيم الهند.
كما يقدم المهرجان برنامجًا خاصًا بالأفلام الكلاسيكية التى أعيد ترميمها تحت عنوان «شذرات من الزمن: أيقونات كلاسيكية»، وفى البرنامج يعرض فيلم المخرج الشهير الفريد هيتشكوك «أطلب الرمز ميم للقتل» 1954، الذى صوره قبل هذا التاريخ بعام واحد وبصيغة الأبعاد الثلاثية التى لم تكن سائدة حينذاك، ولم تنتشر إلا بعد ذلك بعدة عقود، وسيحتفى عشاق أفلام الـ«western» بالاستمتاع بفرصة مشاهدة النسخة الرقمية المرممة الكاملة لفيلم سيرجيو ليونى «حدث ذات مرة فى الغرب» 1968» على الشاشة الكبيرة، وبمصاحبة الموسيقى التصويرية الشهيرة لإنيو موريكونى بصيغتها الرقمية المجسمة، ومثلما اعتبر هذا الفيلم على نطاق واسع واحداً من أعظم أفلام «الويسترن» على مدى التاريخ، فإنه أعاد الاعتبار لأهمية هذا النوع من السينما، ويعرض أيضا الفيلم الرومانسى «مظلات شيربور» لجاك ديمى «1964»، من بطولة كاترين دونوف، وفيلم بلايك إدواردز «إفطار فى تيفانى» 1961 مع أودرى هيبورن فى دورها المميز»هولى جولايتلى».
ويحتفى البرنامج بالسينما البريطانية الكلاسيكية من خلال رائعة المخرجين مايكل بويل وإمريك بريسبورجر «الحذاء الأحمر» 1948، الذى استغرقت عمليات ترميمه
أكثر من عامين، الفيلم اقتبست أجواؤه من حكاية خرافية لهانس كريستيان أندرسون حول صعود نجم راقصة بالية، وأَثَر الفيلم فى أجيال عديدة من محبى السينما من خلال الأداء الرائع وجماليات الصورة.
وضمن البرنامج نفسه سيكون جمهور المهرجان باختلاف فئاته العمرية، على موعد مع فانتازيا المغامرة، «لص بغداد» 1940، الذى تعاون على إخراجه ثلاثة مخرجين هم: لودفيج بيرجر، مايكل باولوتيم ويلن، ويعد هذا الفيلم علامة فارقة فى هذا النوع من أفلام الخيال والمغامرة، بما يجعل النسخة المرممة حديثاً تحية لملكة الخيال.
تعليقًا على البرنامج، يقول على الجابرى مدير المهرجان: هذه الأفلام الكلاسيكية والمرممة تغنى برنامج المهرجان وتلفت الانتباه إلى تاريخ الفن السينمائى، ونحن فخورون بتقديم هذه الأفلام البارزة التى تشع من جديد بفضل عمليات الترميم الرائعة التى تظهرها أحياناً بأفضل مما كانت عليه فى الأصل، وهذان البرنامجان الخاصان بأفلامهما التاريخية هما فرصة حقيقية لكل الجمهور ليكتشف أو يعيد اكتشاف أفلام كبيرة وخالدة ولهم أن يكتشفوا بأنفسهم كيف أن رواة الحكايات الكبار قادرون على تجاوز الزمن بحكاياتهم التى تخاطب قلوبنا وعقولنا حتى اليوم.
ويعرض ضمن فعاليات المهرجان أيضًا فيلم «صمت القصور» وهو أول أفلام النجمة التونسية هند صبرى، ومن إخراج مفيدة التلاتى، ويأتى العرض ضمن برنامج تكريم صناع الأفلام العرب الذى يقدم أول أعمالهم ضمن فعاليات الدورة السابعة، وسوف تحضر هند صبرى عرض الفيلم الذى سيُقام يوم الاثنين المقبل.