أزمة السولار تشعل النار قبل موسم الحصاد والحكومة في ورطة

مازالت  أزمة السولار تضرب أنحاء مصر من أدناها إلي أقصاها وفشلت الحكومة فشلا ذريعا في حل هذه الأزمة، التي امتدت إلي المعدات الزراعية ومراكب الصيد والشاحنات، في محافظات أسوان وأسيوط والمنيا وكفر الشيخ وشمال سيناء،

وأصيب 3 أشخاص بطلقات نارية بأسيوط بسبب الأزمة، وقال سائقون: "قطعنا الطرق وتظاهرنا لكن دون فائدة، ونرفض سياسة الحكومة في التعامل مع الأزمة وعدم وجود رقابة تموينية علي المحطات"

 في أسوان، واصلت أزمة السولار تداعياتها، واشتكي عدد من سائقي الجرارات الزراعية من نقص الوقود، نظراً لاعتمادهم عليه بشكل أساسي في نقل محاصيل القصب إلي المصنع لإنتاج السكر، وغيرها من الاستخدامات الزراعية الأخري.

 وتسبب تكدس السيارات والجرارات أمام محطات البنزين في حالة من الارتباك المروري علي طريق مصر أسوان السريع، نظراً لوجود غالبية محطات الوقود بطول الطريق، أمام المدن والقري بالمحافظة، وطالب المواطنون بضرورة حل أزمة البنزين لأنه ينعكس بالسلب علي المواطنين الذين يشتكون من استغلال قائدي سيارات الأجرة برفع تعريفة الركوب، وتزاحم المواطنون من الطلاب والموظفين بمواقف السيارات لأسبقية الركوب، نظراً لاختفاء سيارات الأجرة.

وتستمر أزمة السولار بمحافظة أسيوط، حيث تصطف سيارات النقل الثقيلة والسيارات التي تعمل بالسولار أمام محطات الوقود، وتصل الطوابير لأكثر من كيلو متر، ومنها من يبيت صاحبها بالمحطة حتي يتمكن من الحصول علي ما يكفيه من السولار.

  وانتقد السائقون سياسة الحكومة في التعامل مع الأزمة، مؤكدين علي عدم وجود آلية حقيقية للتعامل مع الأزمة، وعدم وجود رقابة تموينية حقيقية علي محطات التموين، حيث إن السوق السوداء تعمل بشكل كبير.

 وتواصلت أزمة انعدام السولار بمحطات الوقود، في جميع مدن شمال سيناء، وتزاحمت السيارات أمام المحطات بالعريش وبئر العبد في انتظار وصول كميات السولار.

 وتشهد محطات الوقود بمدن وقري محافظة كفر الشيخ ، زحاماً شديداً ومشادات بين أصحاب السيارات والسائقين من جانب، وأصحاب محطات الوقود من جانب آخر، لعدم وجود السولار في معظم محطات الوقود بكفر الشيخ، وتوقفت أكثر من 800 مركب صيد ببرج مغيزل والجزية الخضراء، وببرج البرلس وبميناء الصيد بالبرلس لعدم وجود السولار، وتوقفت معظم الطرق الرئيسية الواصلة بين مدن كفر الشيخ، خاصة الواقع عليها عدد من محطات الوقود، في حين أغلقت عدد من المحطات أبوابها، برغم تزاحم السيارات حول الوقود لعدم ورود السولار.

  وأكد أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ أن مراكب الصيد متوقفة في برج مغيزل والجزيرة الخضراء وبميناء الصيد بالبرلس وبقرية البرلس لعدم وجود السولار مما دفع الصيادين للجلوس في منازلهم يندبون حظهم العاثر في ظل حكم أهمل الصيادين وكان يري أن الثورة ستكون المنقذ له، وكبت الحريات، فكبتوا الصيادين الغلابة في منازلهم لعدم وجود السولار.

  في محافظة المنيا تزايدت أعداد الجرارات الزراعية داخل محطات الوقود، لتزاحم سيارات الأجرة والنقل الثقيل في الحصول علي السولار، لتمتد الطوابير لمسافات طويلة جدا، مما يعوق حركة المرور علي الطريق السريع، حيث أكد أصحاب الجرارات أنهم يسعون لتحقيق الاكتفاء من السولار في موسم الحصاد الذي لم يبق عليه سوي 20 يوما فقط، مؤكدين أن كل تصريحات المسئولين عن توفير كميات للمزارعين، والجرارات الزراعية غير قابلة للتنفيذ، وأن المشكلة سوف تظل مستمرة، وأضافوا أنهم إذا لم يتمكنوا من الاكتفاء من السولار سوف يعوق ذلك عملية درس القمح، ويجعل المزارع فريسة سهلة في يد أصحاب الجرارات الذين تمكنوا من توفير كمية من السولار، وقد يؤدي ذلك إلي امتناع المزارعين عن الحصاد، أو اللجوء إلي التخلص من القمح، والتفكير في عدم زراعته الموسم القادم.

 وأوضحوا أن المشكلة لا تقتصر فقط علي درس القمح، إنما أيضا سوف تؤدي مشكلة السولار إلي رفع أسعار النقل وأجرة عمال الحصاد، وقد طالب أصحاب الجرارات المسئولين بالمحافظة إلي ضرورة تخصيص حصة لهم، من أجل عدم اللجوء إلي رفع الأسعار.

في الوقت نفسه تمكنت مباحث التموين من ضبط حوالي 3 أطنان سولار وبنزين قبل بيعها بالسوق السوداء حيث تم ضبط صاحب توكيل محطة وقود لقيامه بالاستيلاء والتصرف في حصة المحطة، بقصد إعادة بيعها بالسوق السوداء.

ومازالت أزمة السولار تتصاعد في مراكز بني سويف، حيث تراصت سيارات النقل والأجرة أمام محطات الوقود في طوابير أدت إلي إعاقة الحركة المرورية بالشوارع، كما وصل سعر الجركن إلي 70 جنيهاً في السوق السوداء، وأبدي السائقون استيائهم من قيام العاملين بالمحطات بالحصول علي رشاوي تصل إلي 25 جنيها منهم، مقابل تقديمهم في الصفوف وأيضا تمويل الجراكن، وأعاد السائقون تصاعد الأزمة إلي نقص الكميات الواردة إلي المحطات، فضلا عن قيام عدد من أصحاب المحطات بتسريب السولار لتجار السوق السوداء، ليقوموا باستغلاله وبيعه علي الطرق الفرعية، بالإضافة إلي أنه مع اقتراب موسم الحصاد بدأ الفلاحون من أصحاب ماكينات الري، وسائقو الجرارات الزراعية في تخزين السولار الذي يحصلون عليه، من خلال سماح العاملين بالمحطات لهم بملء الجراكن مقابل رشاوي.

 وتجددت أزمة السولار والبنزين في جميع محطات تموين السيارات بدمياط بسبب زيادة الإقبال من أصحاب السيارات علي تموين سياراتهم، حيث شهدت محطة تموين السيارات مصر بشارع كورنيش النيل بمدينة دمياط، تكدسا ملحوظا للسيارات والدراجات البخارية لتموين البنزين، كما ترددت مئات السيارات علي محطات تموين السيارات بمنطقة شطا، حيث يوجد بها ثلاث محطات للتموين، وهي الطريق الرئيسي لمداخل ومخارج المحافظة من ناحية الطريق الدولي، والتي شهدت تكدسا لسيارات الملاكي والتاكسي، بحثا عن البنزين 80، وكذلك وجود مقطورات وجرارات بحثا عن السولار.

 ورغم التعليمات المشددة التي فرضتها الأجهزة الأمنية، ورجال الرقابة التموينية بدمياط، لمنع التعامل مع الجراكن داخل المحطات، إلا أن معظم المحطات تخالف هذه التعليمات، وتقوم بتموين الجراكن والبراميل للعديد من أصحاب السيارات، خاصة سيارات النقل مقابل زيادة مالية يتم الاتفاق عليها بين عامل المحطة وصاحب السيارة.