سوق النفط بين مطرقة التوترات التجارية وسندان زيادة الإنتاج

واصلت أسعار النفط تسجيل خسائر ملحوظة وسط تصاعد المخاوف من اتساع الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما يهدد بحدوث ركود اقتصادي عالمي. تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.9% لتصل إلى 63.04 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 4.03% لتسجل 59.49 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2021.
وتأتي هذه الخسائر في أعقاب إعلان الصين عن فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الأمريكية، مما أدى إلى تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وردًا على ذلك، أعرب المستثمرون عن قلقهم من تأثير هذه السياسات على الطلب العالمي على النفط، حيث يتوقع أن تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم.
وفي هذا السياق، صرحت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فاندا إنسايتس" لتحليل سوق النفط، بأن الأسواق تعيش حالة من الذعر، وأن استقرار الأسعار لن يتحقق إلا إذا هدأت التوترات التجارية. وأضافت أن السياسات الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية، مما يزيد من الضغط على أسعار النفط.
من جهة أخرى، قرر تحالف "أوبك+" المضي قدمًا في خطط زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو المقبل، مما زاد من الضغط على الأسعار. وأكد وزراء التحالف على ضرورة التزام الدول الأعضاء بأهداف الإنتاج، داعين إلى تقديم خطط لتعويض فائض الإنتاج بحلول منتصف أبريل.
تُظهر هذه التطورات التحديات الكبيرة التي تواجه سوق النفط العالمي، حيث تتداخل العوامل الاقتصادية والسياسية لتؤثر على استقرار الأسعار. ومع استمرار التوترات التجارية، يبقى السؤال حول مدى قدرة الأسواق على التكيف مع هذه الضغوط المتزايدة.