”د. إبراهيم أبو محمد”: الوجود الإسلامي في البرلمان الأسترالي والبلديات ساهم في نهضة استراليا
في الاحتفال بنواب المجتمع المسلم في البرلمان الأسترالي والبلديات ودورهم في النهوض بها قال د. ابراهيم ابو محمد مفتي استراليا:
اسمحوا لى في البداية ان أشكركم على حضوركم هذا اللقاء الذي يجدد صلة أرحام أبناء المجتمع العربي ببعضهم، ويجدد الصلة بينهم وبين أصدقائهم وإخوتهم وأخواتهم في بلد المهجر الذين فازوا في آخر الانتخابات وحققوا لنا الأمل في حكومة جديدة وعهد جديد.
أيها السادة والسيدات .. مرحبا بكم ليس في بيوتنا فقط، وإنما في قلوبنا جميعا
وحين نتحدث عن شبابنا فنحن نتحدث عن نصف الحاضر وعن كل المستقبل وهم فرعنا وامتدادنا في الزمان والمكان.
وهم أيضا دوحتنا وروضنا، والفرع من الأصل، والاصل بحمد الله عريق وأصيل، لكن الفرع يتميز عن الأصل بأنه قد ولد هنا، فهو يجمع بين ثقافتين وحضارتين، الثقافة والحضارة العربية والثقافة والحضارة الأوروبية .
ونحمد الله أنه منحهم خير ما في الثقافتين والحضارتين من قيم ، وجنبهم شر ما في الثقافتين من متاهات وتفاهات وسخافات.
وبما أنهم ولدوا هنا ، وتعلموا هنا ، فهم يحملون مع القيم الحضارية والإنسانية التى اكتسبوها من ثقافتين وحضارتين أعلى الكفاءات والقدرات العلمية والعملية ، ونجاحهم حاضر ومشاهد وملموس.
الأمر الذى يساعد على بناء الجسور المحترمة بين المجتمع الإسلامي في استراليا ،وبين بقية الجاليات الأخرى، وهى ميزة تصب في ثراء التعددية الثقافية والحضارية التي نهتم بها جميعا وندعو إليها .
وهذا بدوره يساعد على تأكيد حضورنا في المجتمع الأسترالي، وفرق كبير بين أن تكون موجودا وأن تكون حاضرا ، أن تكون موجودا فأنت رقم في العد والإحصاء بالزيادة أو بالنقص لا فرق .
بينما أن تكون حاضرا فهذا يعنى أنك فاعل وأنك مؤثر وأنك جزء من المعادلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم فأنت جزء من القرار السياسي.
أبناؤنا الذين هم زراعتنا وصناعتنا وذهبنا وفضتنا وكل رأسمالنا، ومنهم بالطبع جهاد ديب وبلال الحايك وكارل عصفور وراشيل و، وهؤلاء بكفاءتهم واقتدارهم يضيفون خبرة معرفية وعلمية جديدة إلى المجتمع إلأسترالي.
الأمر الذى يساعد على التفاهم والتناغم، ويمنح العقلاء وهم كثيرون في الثقافتين والحضارتين قدرة على تفويت فرص الفتن ويمنع الاحتكاكات المثيرة للغضب ويجنب المجتمع الأسترالي شر التعصب الذى يدعو اليه بعض المجانين في الثقافتين والحضارتين .
ونحمد الله أيضا أنهم يعيدون رسم خريطة جاليتنا من جديد، ويعيدون صياغة مفاهيم أبنائها لتساعد على التفاعل مع المجتمع الأسترالي ولتشكل معه صيغة جديدة لعلاقة تقوم على الاحترام وحماية الحقوق وأداء الواجبات.
وجهاد وبلال وراشيل وكل شبابنا النابهين هم ثمرة جهد وكفاح لأسر ربما كانت بسيطة، ربما لم تكن تملك من المال ما تستطيع به أن تضع أبنائها في مدارس السادة الكبار الأثرياء ، لكنها عوضت ذلك بمساحة من الأدب والقيم التى يتميز بها البيت العربي.
فسدت الفجوة بين قصور الواقع المادي وبين طموحات المني التى نرجوها ونتمناها جميعا لأبنائنا ، فتحية للأمهات اللائي سهرن الليالي وهن يهدهدن تلك الطفولة حتى أصبحوا رجالا ,وشابات .
وتحية للآباء الذين كافحوا وناضلوا وبذلوا الجهد والعرق بكبرياء وعزة وشرف لينقلوا قيم الكفاح والجهاد إلى أبنائهم وبناتهم.
تحية إلى أم كل شاب وشابة، وتحية إلى أم جهاد وأبيه وأسرته الذين نقلوا القيم والأدب والخلق وروح الجهاد إلى جهاد
وتحية إلى الأستاذ خضر صالح وأسرته وأولاده ، وخضر صالح وأسرته يمثلون نموذجا للعطاء الراقي من خلال بلدية بانكستاون وكنتربيرى ،و قدموا خدمات متميزة للمجتمع الأسترالي عموما والجالية العربية بشكل خاص .
وتحية إلي أم بلال وأبيه ، وتحية إلى أم راشيل وأبيها وتحية لكم أنتم، وهنيئا لنا كمجتمع عربي بقيادات جديدة ودماء جديدة وفكر جديد.
وتحية للشعب الأسترالي وهنيئا له ببعض أبنائه من جاليتنا الذين يضيفون إلى الثقافة الأسترالية بعدا جديدا في الانفتاح والتسامح وعلاقات التناغم والانسجام ، كما يضيفون أيضا في الحياة السياسية نغما طاهرا وجديدا.
• ايها الإخوة والاخوات: هذا مساؤنا الفواح بالتقدم والازدهار والروعة ، واحتفالنا هذا ليس بواحد منا فقط نقف معه ونشجعه ، وإنما نشجع أمثاله من الشباب ليدخلوا إلى المستقبل السياسي عبر الحزبين عمال في استراليا وأحرار فيها.
وبهذا فنحن نساهم في بناء استراليا من خلال أبنائنا وندفع بهم الى عالم السياسة ليشقوا طريقهم إلى المستقبل السياسي بخطوات مسددة، ونحن معهم ومن خلفهم ندفع بهم ونحميهم وأيضاً نحتمي فيهم .
لكم جميعا خالص تقديرى وشكرى وعليكم سلام الله ورحمتة.
|