المجلس الأعلي للثقافة يعقد ندوة حول” التقاليد الرمضانية فى مصر”
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة وبدعوة من الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والدكتورة علا العجيزى مقررة لجنة التاريخ والآثار بالمجلس عقدت أمسية رمضانية بعنوان " التقاليد الرمضانية فى مصر من العصر الفاطمى حتى الآن" بقاعة المجلس بساحة دار الأوبرا في القاهرة.
أدار الأمسية الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة
عين شمس وشارك بالأمسية الدكتور أيمن فؤاد سيد رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية متحدثًا عن "أصول الاحتفالات الرمضانية فى العصر الفاطمى" .
والدكتور خلف عبد العظيم الميرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية البنات جامعة عين شمس متحدثًا عن " التقاليد الرمضانية ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين ".
وأشار الدكتور جمال شقرة إلى أن الشخصية المصرية لم تتأثر بكل من دخل أرضها عبر تاريخها بل مصرته وأخذت منه ما يتوافق مع شخصيتها فقط وأن الشخصية والهوية المصرية لها أبعاد تاريخية وجغرافية.
وأشار إلى نقاط هامة وضعها فى عبارات قوية مثل "عصرنة التراث وتأصيل المعاصرة" بمعنى أن مصر تأخذ التراث وتعصرنه وأشار إلى الهوية الوطنية فى عالم متغير.
وأوضح الدكتور أيمن فؤاد أن شعب مصر أثبت قوته فى مواجهة المشكلات عبر العصور، وحتى فى الفترة الفاطمية لم يحاول الفاطميون تحويل المصريين إلى المذهب الإسماعيلى وإنما سعوا لنشر جو الإحتفالية إمعانًا فى البيزنطيين.
وأن عادة قراءة القرآن قبل آذان الجمعة عادة مرتبطة بمصر فقط حيث كانت من ضمن عادات رمضان فى العصر الفاطمى فكانت الجمعة الأولى من رمضان تصلى فى الجامع الأنور وهو جامع الحاكم بأمر الله والجمعة الثانية بالجامع الأزهر والجمعة الثالثة بجامع عمرو بن العاص وكان يقرأ القرآن قبل صلاة الجمعة .
وانتقلت هذه العادات إلى العصر المملوكى حيث كان العصر الأيوبى كل اهتماماته بالناحية الحربية وتحرير القدس وكانت قراءة صحيح البخارى ضمن العادات الرمضانية وانتشرت المطابخ المخصصة للفقراء والمحتاجين وكانت تعرف بأسماء أصحابها والتى حلت محلها موائد الرحمن ولكن المطابخ فى العصر المملوكى كانت طوال العام
وأشار إلى أن الفاطميين لم يحتفلوا برؤية هلال رمضان بل كانوا يعتبرون
شعبان 30 يوم بعده رمضان مباشرة 30 يوم ولكن اهتموا باحتفالية بداية العام الهجرى
ونوه الدكتور خلف الميرى إلى طبيعة الشخصية المصرية وعمله الدؤوب منذ أن كان رئيسًا للإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة لمناقشة الهوية والشخصية المصرية فى عدة مؤتمرات وندوات.
وتطرق فى محاضرته إلى الرصد التاريخي للتطورات المعبرة عن التغيرات في النظم السياسية منذ عهد محمد علي مرورًا بأسرته وصولًا إلي عصر الجمهورية بعد ثورة يوليو ٥٢ وأيضا أثر وانعكاسات التفاوتات الطبقية والمستويات الإجتماعية والإقتصادية والتي تباينت معها التقاليد الرمضانية.
وقد حدث التباين ذاته في التقاليد والإحتفالات بين الريف والحضر ،مؤكدًا علي رسوخ السمات العامة في الشخصية المصرية بإقبالها علي مباهج الحياة دون تعقيدات أو تأويلات.
وتساءلت الدكتورة علا العجيزى عن العادات والتقاليد الرمضانية التى تحدث عنها الدكتور أيمن فؤاد هل هى عادات وتقاليد محدثة أم لها أصول قديمة؟ وأجابها الدكتور أيمن بأن معظمها عادات ابتدعها الفاطميون أنفسهم .
وتفاعل الحاضرون مع المحاضرين وأثيرت عدة تساؤلات وطرح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة تساؤلا حول تحديد ملامح الهوية والشخصية المصرية من مبدأ إلتزام الدولة بالحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة طبقًا للمادة 50 من الدستور المصرى.
ونصها "تراث مصر الحضاري والثقافي، المادي منه والمعنوي بجميع تنوعاته ومراحله الكبري، المصرية القديمة والقبطية والاسلامية ثروة قومية وإنسانية تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته.
وكذلك الرصيد الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفني بمختلف تنوعاته، والاعتداء علي أي من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون وتولي الدولة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ علي مكونات التعددية الثقافية في مصر".
وأكد الدكتور ريحان أن جمال حمدان حدد ملامح الشخصية المصرية من خلال البعد الإقليمى والذى يشمل البعد العربى والإفريقى والأورو متوسطى.
وطالب الدكتور ريحان أن يعمل المجلس الأعلى للثقافة خاصة لجنة التاريخ والآثار على تحديد مفهوم للهوية والشخصية المصرية من نحن؟ تتضمن البعد التاريخى منذ عصر ما قبل التاريخ وحتى التاريخ الحديث والمعاصر والبعد الإقليمى فى ضوء
المتغيرات .
حيث يروج البعض لأن يقف تاريخ مصر عند الإسكندر الأكبر ويقتطع جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مصر التى تتجسّد فيه شخصيتها حيث أن اليونسكو نفسها تعتبر أهم معايير تسجيل ممتلك تراث عالمى هو امتداد التأثير الحضارى لتاريخ الدولة حتى الآن وهذا لا يتحقق باقتطاع جزء من التاريخ.
وأجاب الدكتور خلف الميرى على هذا الطرح الذى اعتبره طرحًا هاما يجب أن نعمل عليه بقوة من الآن لتحديد ملامح الشخصية والهوية المصرية .
كما تضمنت تساؤلات الأستاذ حسن الشامى رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية والحريص دائمًا على متابعة معظم أنشطة المجلس الأعلى للثقافة هل هذه العادات والتقاليد مستمرة حتى الآن أم بدأت تنقرض مع استخدام الوسائل الحديثة والتكنولوجيا حتى الأطعمة التى كانت تصنع يدويًا أصبحت آلية مثل الكنافة وكعك العيد وغيرها.
وتساءلت مذيعة بالإذاعة المصرية عن ملامح الزى المصرى حيث أن كل الشعوب لها زى معين فأين الزى المصرى المستمد من شخصيتها وهويتها؟ .
وأجابها الدكتور جمال شقرة بأن المسلسلات الحالية لا تلتزم بالزى للعصر الخاص بالأحداث ولا تستعين بمتخصصين لهذا وإننا يجب أن نعود إلى الدراسات العلمية المختلفة الخاصة بالزى المصرى عبر العصور .
