فرص استثمارية واسعة بمشروعات النقل العملاقة بأفريقيا
ناقشت الجلسة الرابعة من مؤتمر بناة مصر 2022 الذي افتتحه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي
فرص التنمية فى مجال مشروعات النقل العملاقة باعتبارها ركيزة رئيسية فى تحديث البنية التحتية بالدول الأفريقية الطامحة للتنمية، وتفتح مجالات للشراكة مع الكيانات المحلية المتخصصة فى هذه الاستثمارات فى إطار ما تمتلكه من خبرات قوية ومشروعات تم تنفيذها بالدولة المصرية تُبرهن على كفاءة الشركات فى هذا المجال وقدرتها على خلق شراكة اقتصادية قوية مع دول القارة فى هذا المجال.
وبرزت مصر كأكبر دولة فى إقامة هذه المشروعات خلال السنوات الأخيرة واتجهت ولأول مرة لمشروعات النقل الجماعى الحديثة الذكية وأسست لتوطين صناعة الجر السككى المكهرب وهى مشروعات يتم تنفيذها لأول مرة بالدولة وبالاعتماد على كبريات الشركات المحلية بالقطاعين العام والخاص.
وتحدث في الجلسة كل من توريه جاوسو، وزير مقاطعة دنجلي بكوت ديفوار، وكريستيان أومبلينجو مواكا، نائب العضو المنتدب لصندوق ترويج الصناعات بجمهورية الكونغو الديمقراطية والمهندس كريم سامي سعد، رئيس مجلس إدارة شركة سامكريت مصر ، والمهندس سامح سليمان، رئيس مجلس الإدارة شركة سامكو الوطنية للتشييد .
كما ضمت الجلسة المهندس أحمد عباس، عضو مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والدكتور مهندس هانى ليون، رئيس قطاع التخطيط بالشركة القابضة لمشروعات الطرق والكبارى والنقل البرى، فيما أدارها
المهندس عبدالمنعم عبداللطيف رئيس شركة ثرى إنترناشيونال للنقل واللوجيستيات.
في البداية، قال توريه جاوسو، وزير مقاطعة دنجلي بكوت ديفوار إن فرصة التعاون مع الشركات المصرية تعد إحدى أهم مستهدفات دولته، موضحا أن ساحل العاج جاهزة لاستقبال الممولين المصريين، مشيرا إلى أن بلاده تمتاز بمساحات شاسعة تصل إلى ٥٠٠ ألف كيلو متر مربع جاهزة للاستثمار من خلال جميع المستثمرين في الأنشطة والمجالات كافة.
وأوضح أن هناك العديد من التحديات التي تواجه القارة الأفريقية نظرا للأزمات العالمية الحالية.
وكشف جاوسو عن أن كوت ديفوار تعتمد على الزراعة التقليدية بشكل رئيسي، ما يتطلب التحول للأساليب الزراعية الحديثة، مشيرا الى أن مصر تعد الطريق الأساسي لذلك التحول، من خلال إجراء شراكات مع الشركات المصرية للوصول للأهداف المرجوة.
ولفت إلى أنه يمكن التكامل مع مصر في مختلف الصناعات من خلال استخدام الاستراتيجيات الحديثة التي تمتلكها مصر، مضيفا أن ذلك المؤتمر يعد فرصة ممتازة للتحدث مع الشركات المصرية لتكوين شراكات تساعد في تطور دولة كوت ديفوار ومختلف الدول الأفريقية.
وأشار جاوسو إلى وجود العديد من المشاريع بالشراكة مع شركات مصرية كمشروع قطار يربط بين ميناءين في كوت ديفوار، فضلا عن مجالات في قطاعات السياحة والنقل والبنية والتحتية والمدن الصناعية ومشروعات الصحه و التعليم.
ونوه بأن هناك بعض الشركات التي لا تمتلك القدر الكافي من رؤوس الأموال في بلاده، مما يجعلها تلجأ للشركات المصرية لتغطية جميع الجوانب المالية للمشروعات.
وأكد جاوسو أن القارة الأفريقية تستهدف إزالة مختلف التحديات التي تواجهها في ضوء العوائق التي تقف في طريق النمو، مضيفا أنه حال تحقيق طفرة في قطاع الزراعة يمكن عمل ذلك أيضا في باقي القطاعات وهو ما نسعى إليه.
وأوضح أن الهدف من هذه الزيارة هو اثبات أن السوق الكوت ديفوارية قائمة وذلك بالشراكة مع الخبرة المصرية، والوصول إلى الأهداف المرجوة بحلول ٢٠٣٠-٢٠٤٠.
من جانبه، قال كريستيان أومبلينجو مواكا، نائب العضو المنتدب لصندوق ترويج الصناعات بجمهورية الكونغو الديمقراطية، إن بلاده تمتلك ثلاث فرص مؤهلة للتنمية والتطور ليس على المستوى المحلي فقط بل على مستوى القارة ككل.
وتابع خلال كلمته بمؤتمر (بناة مصر) في جلسة مشروعات النقل العملاقة كنموذج لتحديث البنية التحتية بالدول الإفريقية.. (الفرص والتحديات)، أن التحديات والتطور والتنمية في أفريقيا يمكن أن يبدأ في قطاع النقل بجمهورية الكونغو لأنها بمثابة قارة ويمكنها لعب دور كبير على مستوى التنمية الأفريقية.
وأضاف أن هناك الكثير من التحديات التي يمكنها تحقيق تنمية على المستوى الأفريقي في قطاع النقل البري والسكك الجديدة والنقل الجوي.
ويرى أومبلينجو أن النقل البري عمود فقري للتنمية ويجب تطوير هذا القطاع خاصة في البنية التحتية لا سيما أن لديها حاجة كبيرة في قطاع الطرق وكذلك فرص للشركات المصرية لوصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.
وقال إن المستثمرين لا يتجهون إلى الكونغو رغم توافر العديد من الفرص بها، لافتا إلى إمكانية تمهيد طريق بري يمر من الشمال للجنوب مرورا بالكونغو، موضحا أن بلاده لديها طريق تمت "سفلتته" على امتداد 3 آلاف متر مربع وأن هناك حوالي ١٥٠ ألف متر مربع تنتظر المستثمرين لإيجاد فرصة في مجال النقل البري خلالها.
وأشار إلى أن تطوير الطرق من شأنه الربط بين الدول والمجتمعات وكذلك نقل السلع والأشخاص ما يوفر فرصا حقيقية للنمو الاقتصادي، منوها إلى أن هناك ما يزيد على 5 آلاف كيلو متر يمكن استغلالها في إنشاء سكك حديدية تحتاح تطوير وتجديد.
وتابع أن القطاع يتضمن فرصا ولا يوجد أي وسائل نقل في العالم يمكنه أن يجلب كميات ضخمة من السلع لذلك تتوافر لدى المستثمرين فرص لتمويل تلك المشروعات لتنمية قطاع السكك الحديدية.
وعن قطاع النقل الجوي، قال إن بالكونغو شركة تمتلك أسطولا به 4 طائرات من طراز معين لكنها تحتاج إلى تطوير في هذا القطاع لتوافر فرص ضخمة به.
ونوه العضو المنتدب لصندوق ترويج الصناعات بجمهورية الكونغو الديمقراطية، بأن هناك إمكانات للعمل في هذا المجال خاصة أن بعض المطارات الدولية لا تكفي لذلك تتوافر فرص أمام المقاولين المصريين لخلق مطارات قومية وطنية تسمح بالاتصال والربط بين دول العالم وذلك لوصل أفريقيا والعالم معا.
وطالب ببناء مطار جديد للسفن القادمة من أوروبا وآسيا وأمريكا لترسي في موانئها.
من جانبه، طالب المهندس سامح سليمان رئيس مجلس إدارة شركة سامكو الوطنية للتشييد، بضرورة التوسع في تصدير مهنة المقاولات للدول الأفريقية
وقال إن مصر تركز في تصدير المواد الخام والمنتجات بالإضافة إلى العمالة في قطاع البناء والتشييد، ولكن حان الوقت لتكامل ذلك بتصدير المقاولات، بحيث تكون عملية متكاملة خاصة في ظل الخبرات الكبيرة التي اكتسبتها شركات المقاولات المصرية.
وتابع سليمان أن تنفيذ مصر الكثير من مشروعات البنية التحتية والطرق والنقل التي تعد الأكبر حجمًا في المشروعات المنفذة، أثر بشكل إيجابي على شركات المقاولات من حيث جودة وتوقيت التنفيذ، فأصبحت معدلات التنفيذ خيالية مقارنة بنظيرتها في الدول الأفريقية، كما ازدادت الجودة بشكل كبير في ظل المنافسة الشديدة بالسوق.
وأكد سليمان أن القارة الأفريقية تعد سوقًا واعدة ومفتوحة أمام الشركات المصرية، في ظل قرب المسافات وكذلك حجم المنتجات التي تخدم صناعة المقاولات، منوها بأن الشركة تسعى لتصدير مقاولات متكاملة إليها.
فيما قال المهندس عبد المنعم عبداللطيف رئيس شركة ثرى إنترناشيونال للنقل واللوجيستيات، إن هذا القطاع يعد من المجالات المهمة وكلمة السر ومفتاح زيادة نفاذية الشركات المصرية لأفريقيا.
وأضاف أن مشروعات اللوجيستيات والنقل تعد من أهم الاستثمارات التي ركزت عليها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية سواء من حيث الطرق أو الكباري.
وأكد عبداللطيف أن القارة الأفريقية تعد أرض الفرص، منوها بأن الدور المصري في أفريقيا تراجع خلال الـ 40 سنة الماضية، ولكن هناك فرصا كبيرة خاصة في ظل دعم القيادة للسياسية القوي للعودة في التواجد بالقارة.
من ناحيته، قال أحمد عباس، عضو مجلس إدارة المقاولون العرب، إن الشركة تعمل في قارة أفريقيا منذ 55 عامًا، وتتواجد حاليًا في 21 دولة علي مستوى القارة.
وأضاف عباس، خلال مؤتمر ملتقى بناه مصر 2022 تحت عنوان "فرص التنمية والتمويل بأفريقيا والدول العربية في ضوء المتغيرات العالمية"، أن تواجد الشركة في تلك الدول لم يأت بشكل سهل، بل بمجهودات الشركة في تنفيذ مشروعاتها، لافتًا إلي أن ذلك الانتشار جاء عبر التعاون مع مختلف الوزارات والهيئات في أفريقيا.
وأكد أن مشروعات النقل التي تم تنفيذها خلال السنوات الماضية تعتبر العمود الفقري في قارة أفريقيا، موضحًا أن عددا كبيرا من الدول في البداية لم تمتلك طرقا جيدة.
وأشار إلي أن مشروعات النقل تساعد علي تنمية الدول، مؤكدًا أن الاستثمار فيها يحتاج لمزيد من دعم الجهات كافة، كما يجب على الشركات المصرية التي تعمل في أفريقيا دعم مختلف الكيانات الجديدة.
وذكر أن شركة المقاولون العرب قامت خلال الفترة الماضية بتنفيذ أحد الكباري الكبري في دولة كوت ديفوار، حيث ساهم في تنمية تلك المنطقة.
ولفت إلي أن الشركة تعمل حاليًا علي تنفيذ طريق على مساحة 200 كيلو ييدأ في دولة إثيوبيا حتي الحدود كينيا.
من جانبه، قال الدكتور هاني ليون رئيس قطاع التخطيط في القابضة للطرق والكباري التابعة لوزارة النقل، إن الشراكة مع القطاع الخاص تمثل محورا مهما، لافتا إلى أن شركته تعمل على زيادة حجم أعمالها.
وأشار إلى أن شركته قامت بعمل تحالف مع نظيرتها من دولة قبرص بهدف الفوز بتنفيذ مشروعات تكريك بداخل الموانئ البحرية، منها على سبيل المثال داخل ميناءي العين السخنة والإسكندرية .
وأكد أن شركته تمكنت من تنفيذ مشروعات طرق خرسانية مثل طريق القاهرة السويس بهدف زيادة العمر الافتراضي للطريق، كما قامت بشراء معدات حديثة للتمكن من إعادة تدوير الأسفلت لتقليل تكلفة الصيانة على الشبكة.
ويسعى ملتقى بُناة مصر للتوسع في تناول المجالات التي تتم مناقشتها خلال فعاليات الدورة السابعة من الملتقى، ليتطرق إلى مشروعات التنمية في العديد من الدول الأفريقية والعربية بمجالات الصناعة والسياحة والصحة والتعليم، وهو ما يعمل على توفير فرص استثمارية جديدة من نوعها أمام الشركات المصرية، ويعزز من تنفيذ خططها التوسعية في هذه الأسواق.
كما تستعرض النسخة السابعة من الملتقى خطة مصر في التحول نحو البناء الأخضر والتنمية المستدامة لتحقيق أهداف إستراتيجية 2030، والتي ترتبط بمعايير بيئية تضمن عدم التأثر السلبي على البيئة في جميع مشروعاتها والحد من مختلف التأثيرات والانبعاثات المرتبطة بتغير المناخ، وذلك ارتباطًا باستضافة مصر رسميًا لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم COP 27، والمقرر إقامته بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022.
جدير بالذكر أن فعاليات "ملتقى بُناة مصر Builders of Egypt" - الحدث الأكبر في مجال التشييد والتعمير – تُقام تحت عنوان "فرص التنمية والتمويل بأفريقيا والدول العربية في ضوء المتغيرات العالمية"، وتنظمه شركة «إكسلانت كومينيكشن» التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي لمقاولي التشييد والبناء، بالإضافة إلى دخول الشركة المصرية الأفريقية العربية للتنمية EGAAD كطرف فاعل في تنظيم الفعاليات لهذا العام.