تفاصيل اشتعال الصراع حول إضافة الكحول للبنزين

اشتعل صراع رهيب حول إضافة الإيثانول إلى البنزين، وككل صراع يقف وراؤه ابيزنس أو المصالح، تسعى الأطراف بكل طاقتها طمس العيوب وإدعاء المصلحة العامة من اجل تحقيق المكاسب

المعركة فجرها خبير البترول، الكيميائي مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، بتدوينة على صفحته الشخصية على الفيس بوك محذرا من سعي البعض - كما أسماهم – إلى إضافة الإيثانول إلى البنزين

كشف الكيميائي مدحت يوسف عن سبب الترويج لهذه الفكرة مؤكدة أن من يسعى لذلك يستهدف تحقيق مكاسب

قال يوسف: أن سبب الترويج للفكرة هو" مكاسب ضخمة يحققها تجار الإيثانول، فسعر الإيثانول العالمي يوم ٢١ اكتوبر 2.2 دولار للجالون الأمريكي ( الجالون = ٣.٧٨٥ لتر) وهذا يعني ٥٨ سنت أمريكي = ٩ جنية للتر ..بينما يباع اللتر في مصربـ ٧٥ جنية للتر ..وسعر العبوة ٥ لتر= ٣٧٥ جنية.

وقال الخبير البترولي هناك من يروج لإضافة الايثانول إلى البنزين ...وفي هذا ضرر كبير علي السيارة..والسبب أن الإيثانول يحتوي على نسب من المياه وعند استخدامه كإضافة إلى البنزين يمتص بخار الماء من الهواء الجوي داخل تنك البنزين وبالتالي تجميع مستمر للمياه في تنك البنزين .. وهذا يحتاج إعادة ضبط المحرك من الشركة المصنعة قبل الاستخدام.

وعندما يحدث مشاكل للسيارة فالبنزين المصريسيكون محل اتهام ، وحذر الكميائي مدحت يوسف الجميع من خطورة استعمال الكحول الإيثيلي أو الإيثانول بإضافته إلى البنزين..

وعلى الطرف الآخر كانت بعض المواقع قد نشرت عن تجربة جديدة يقوم بها معهد بحوث البترول لحل مشكلة توافر الوقود وتقليل انبعاثاته المضرة على البيئة، وهي تحويل بنزين 80 أوكتين ليضاهي جودة بنزين 92 أوكتين، بواسطة إضافة الإيثانول إلى مكوناته بنسبة 10 %.

وبالطبع تمت مواجهة الكيميائي مدحت يوسف بهذه التجربة والتي نقلت بعض المواقع الإلكترونية بشأنها تصريحات د. يوسف بركات رئيس وحدة أبحاث الوقود بالمعهد أنه كان يتم استيراد بنزين 95 لتحويله إلى 92 أوكتين، لكن من خلال تجربة المعهد تم تحويل بنزين 80 إلى 92 بإضافة 10% من الإيثانول بحيث يتم خلطه بالجازولين مما يساعد في تقليل نسبة أول أكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 10% و20 %، والذي يعتبر من أخطر مكونات العادم.

ونقلت المواقع أيضا عن عادل وليم مدير إحدى الشركات المنتجة للإيثانول أنه نفذ هذا المشروع في مصر منذ فترة، وأن الجديد هو خلط الكحول بالبنزين، باعتباره مشروعا قوميا يوفر النقد الأجنبي(العملة الصعبة).

وقال وليم أن خلط البنزين بالكحول أو الإيثانول يعمل على خفض تكلفة لتر البنزين، وأن تكلفة لتر البنزين كنتا تصل إلى 10 جنيهات، انخفضت إلى أربعة جنيهات مما انعكس أثره على توفير مليارات الجنيهات كانت موجهة للاستيراد من الخارج.

وروج للفكرة الدكتور أحمد الصباغ رئيس معهد بحوث البترول والذي نقلت عنه المواقع قوله أن المعهد نجح في جعل بنزين 80 مثل بنزين 92 مما يحقق وفرا يقدر بنحو 60 قرشاً في كل لتر بنزين،وأن ذلك سيوفركثيرا للدولة.

ولكن الكيميائي مدحت يوسف علق بأن هذا غير صحيح على الإطلاق ، وتم إلغاء استخدام مادة MTBE منذ عام ٢٠٠٤ نهائيا وحتي يومنا هذا، ..بعد أن تسبب في هجوم إعلامي وشعبي على تلك النوعية من البنزين ..ومنذ هذا التاريخ لم نعيد استخدامه أو استخدام الإيثانول..

وأكد الكيميائي مدحت يوسف أن ما قام به معهد بحوث البترول المشار إليه فكانت تجربة بحثية، لا تتفق مع الواقع نظرا للعديد من الأسباب منها ما ذكره سابقا.