د.عبد المنعم شرف الدين : التعليم النمطي لايكشف القدرات الإبداعية لدي المتعلمين
حذر د.عبد المنعم شرف الدين مؤسس ورءيس الاتحاد المصري للرياضات الذهنية في محاضرة له حول " صناعة العقل ودورها في التخطيط الاستراتيجي الإبداعي " من ان هناك بعض الاضطرابات في المفاهيم والتوجهات تؤدي لخلق فجوة واسعة بين أنظمة التعليم والحاجات الحيوية للأفراد والمؤسسات في المجتمع من خلال صراعها على الكفاءات وضمان الحصول على أفضل الكفاءات للعمل فيها .
وأشار إلي أن الواقع يؤكد أن التعليم بشكله الحالي لا يعمل علي تفجير الطاقات الكامنة داخل الافراد بل اصبح التعليم
هذفا بحد ذاته لا حباً فيه وطريقا للابداع وتطوير المجتمع انما لتأمين متطلبات سوق العمل من المؤهلات العلمية وكذلك الحصول على العمل الذي يضمن له الاستمرار في الحياة .
ولفت الانتباه الي ان الاهتمام الشديد لأنظمة التعليم بوجوه معينة فقط من القدرات العلمية دون غيرها ادي الي كثير من الاثار السلبية التي خلفتها تلك الأنظمة والفوارق التي خلقتها بين الناس.
ولم يعد الشخص قادراً على تحديد ميوله ورغباته ويركز على أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الفكر أو الذكاء البشري مقتصر على النواحي النظرية أي الاكاديمية والتي هي تمثل وجه واحد من وجوه الفكر العديدة التي يملكها العقل.
وأوضح أنه لكي يحصل الانسان على تعليم جيد علينا تخليصه من سيطرة الفكر الاكاديمي والعمل على إبراز طاقاته المختلفة التي تكمل بعضها البعض و إعطائها نفس الدرجة من الأهمية .
وادرج د.عبدالمنعم الكثير من الأمثلة التي تبرهن بأن الدراسة الأكاديمية ليست المظهر الوحيد للذكاء عند الانسان ولايجب اتخاذها كمعيار لتقييم مستوى ذكاء الشخص.
وتابع يقول : لكل إنسان جانب ذكاء معين يبرز ذكاؤه من خلاله وطاقات ابداعية يختلف بها عن الاخرين حيث أغلب الطلاب الذين لا تتفق ميولهم مع المناهج المفروضة يشعرون بالاحباط ويعتقدون بأنهم ليسوا على درجة كافية من الذكاء لجهلهم بقدراتهم الكامنة في مجالات اخرى لم يعملوا على إخراجها واستثمارها .
ويتناول بالشرح معنى الإبداع وطبيعة الظروف التي تعمل على إزدهار او خموده ويسلط الضوء على نقطة هامة مفادها ان التعليم الأكاديمي ابتعد عن العاطفة والمشاعر ويجب إعادة الصلة بين العاطفة والفكر لأنه أمر حيوي لتطوير الإمكانيات البشرية والارتقاء بالفكر الإبداعي .
وأوضح بأنه للعقل الدور الأساسي في العملية الإبداعية و الإبداع هو الاستمرار في البحث عن إمكانيات واحتمالات جديدة ومن الضروري جداً الإدراك بأن كل إنسان يملك إمكانيات خلاقة ومبدعة كل حسب ميوله
واضاف بأن التطور الإبداعي لايحدث بمعزل عما يجري من حوله إنما يؤثر ويتأثر بالمحيط الثقافي و أنه يجب إعادة النظر في الآراء المنحرفة والعمل على تقريبها وتصويبها لتحقيق الهدف المنشود وهو خير الإنسان حيث ان خلو العالم من الأحاسيس يحوله لعالم لا إنساني
ولفت الانتباه الي ان هناك علاقة بين الإبداع الفردي والمحيط الثقافي وفي كيفية ايجاد ثقافة إبداعية في المؤسسات المعنية بالأمر ومن ثم ينبغي الاهتمام بتطوير المحيط الثقافي .
ويقدم د. عبد المنعم عددا من المبادئ الأساسية لتطوير ودعم القدرات الإبداعية في المؤسسات المختلفة ومنها إعادة جمع
الأفكار المتعلقة بطرق التربية وتنقيحها و إيجاد الحلول للمشاكل التي تعترضنا والعمل من اجل خلق التوازن في أنظمة التعليم الرسمية وغير الرسمية وتحديد الأولويات على اسس ومفاهيم أكثر واقعية.