لأول مرة.. عودة التليفون الأرضي منافسا للمحمول بسبب فيروس كورونا
فاجأت الشركة المصرية للاتصالات عملاء التليفون الأرضى، بتخفيص سعر الاشتراك الجديد في باقة الـ 35 للتليفون الثابت إلى 20 جنيهًا فقط لمدة ثلاثة أشهر، مع إعفاء العملاء الجدد من مصاريف التركيب، حيث أصبحت الاتصالات الأرضية سواء مكالمات صوتية أو إنترنت لاعبا رئيسيا خلال فترة العزل المنزلى للمواطنين للوقاية من فيروس كورونا، لاسيما فى تنفيذ سياسة العمل من المنزل و التعليم اونلاين وبعض خدمات أخرى.
ياتى ذلك على الرغم من صعوبة التخلى عن الهاتف المحمول، ألذى أصبح كل شيء فى حياة الناس خاصة فيما يتعلق بثورة التطبيقات، ولكن الظروف الحالية دفعت نحو الاعتماد على الاتصالات الأرضية التى يمكن اعتبارها منافسة او مكملة لخدمات المحمول فى تلك الفترة، وهو ما ظهر من زيادة مطردة بحجم الإشتراكات من أعداد غفيرة من المواطنين، لم يشهد له مثيل منذ سنوات من التراجع و الخسائر التى شهدها التليفون الأرضي مقابل انتشار المحمول.
و اظهرت ازمة تفشي فيروس كورونا المستجد (COVID 19) عالميا اهمية دور التكنولوجيا بوقف التجمعات و تحفيز قطاعات كبيرة من البشر فى التواجد بمنازلهم لوقف انتشار الفيروس، سواء بتطبيق سياسة العمل من المنزل و التعليم عن بعد، و الحصول على خدماتهم الحكومية و المالية اونلاين، بالإضافة الى تسلية اوقاتهم باستخدام احدث التطبيقات المجانية للترفيه و مشاهدة المسلسلات وغيرها، ما يشير بان التكنولوجيا لم تعد للرفاهية فقط بل ايضا لاعبا كبيرا بادارة الازمات ليس فى مصر فقط ولكن العديد من دول العالم.
وفى هذه الأثناء يرجح زيادة الاعتماد على المكالمات الصوتية عبر الهاتف الأرضي فى فترة العزل المنزلى للمواطنين، لعدم الحاجه بشكل كبير للاعتماد على مكالمات المحمول بنسبة 100% ولوجود الناس أكبر فترة ممكنة فى المنازل، إذ تتوافر عدة مميزات للاتصالات الأرضية خلال تلك الفترة وهى أولا: وجود المواطنين أكبر وقت ممكن داخل المنازل، ثانيا: انخفاض أسعار الإنترنت و المكالمات الصوتية الأرضية مقارنة بالمحمول و ثالثا: جودة أعلى لخدمة الصوت.
وكان آخر تقرير لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد كشف عن ارتفاع كبير باشتراكات التليفون الأرضى وصلت الي 9 مليون اشتراك فى الربع الثالث من 2019، وذلك بفضل الاستثمار و التطوير فى البنية التحتية للاتصالات واتجاه الكثير من العملاء للأشتراك فى الإنترنت الأرضي و ألذى وصل حجم المشتركين فيه إلي 7.24 مليون اشتراك تستحوذ المصرية للاتصالات علي 85%من الحصة السوقية به، ولكن ومع فترة العزل المنزلى اتجهت اعداد غفيرة من المواطنين للأشتراك بخدمات التليفون الأرضى و ADSL.
ويوجد فى مصر 5 مشغلين لخدمات الإنترنت الأرضى المصرية للاتصالات و اورنج و اتصالات مصر و فودافون مصر، بالإضافة إلى شركة نور، كما تقدم شركات المصرية للاتصالات و اتصالات مصر لخدمة التليفون الأرضى ضمن باقة متكاملة للعملاء ولكن الأولى تستحوذ على معظم الحصة السوقية، لاسيما وأن تاريخها فى هذا المجال يعود إلى ما يزيد عن 165 عام بعكس الأخيرة التى حصلت علي الرخصة منذ عامين ضمن إطار الرخص الموحدة للاتصالات، فيما حصلت شركتى فودافون و اورنج علي رخص التليفون الأرضى و لكن لم يتم تشغيلهما حتي الأن.
من جهة أخرى تتيح الباقة الجديدة من المصرية للاتصالات لعملاء الإنترنت الأرضى بمكالمات بلا حدود طوال الشهر لخطوط الثابت والمحمول لشبكة WE مع تطبيق سياسة الاستخدام العادل.
وقالت الشركة فى وقت سابق إن هذا الأمر ، يأتي في إطار مبادرات الشركة للتخفيف من تداعيات التباعد الاجتماعي المترتبة على إجراءات مواجهة فيروس كورونا، ومساعدة العملاء على الاحتفاظ بقدرتهم على التواصل بشكل أكبر في ظل الظروف الحالية.