قمة ”السيسى و ترامب” .. مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين
الاستثمارات الأمريكية.. وفتح أسواق تصديرية للشركات المصرية بأمريكا أهم
ملفات القمة
21.8 مليار دولار حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر خلال عام 2018
أعلن السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن زيارة
الرئيس عبدالفتاح السيسي، للعاصمة الأمريكية واشنطن، خلال الأسبوع الجاري
تأتي تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن الزيارة ضمن
سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين، بهدف تعزيز علاقات الشراكة التي تربط
مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الإستراتيجية للدولتين
والشعبين، ومواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها،
ومن المقرر أن يبحث الرئيسان أيضا التطورات الإقليمية والدور طويل الأمد
الذي تقوم به مصر كدعامة أساسية للاستقرار الإقليمي.
وتتضمن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة إجراء مباحثات
مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سبل تعزيز التعاون في المجالات
العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب، وفق ما ذكره بيان صادر عن البيت
الأبيض يوم الجمعة الماضية.
زيارة ينتظرها المستثمرون
استعدت عشرات الشركات المصرية لزيارة الرئيس السيسى إلى الولايات
المتحدة، والتي تستمر لمدة 5 أيام في واشنطن تنتهي الجمعة المقبلة،
للترويج للاستثمار في مصر من خلال لقاءات مع عدد من الشركات الأمريكية،
وتضم البعثة كل من طارق توفيق، رئيس غرفة التجارة الأمريكية، وعمر مهنا،
رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، إضافة إلى 35 من أعضاء الغرفة يمثلون
مختلف القطاعات الاقتصادية (صناعة وزراعة وخدمات وبنوكا وتجارة)، وتأتي
البعثة الاقتصادية هذا العام قبيل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي
للعاصمة الأمريكية واشنطن في التاسع من أبريل الجاري.
تحقيق أكبر المكاسب
يقول طارق توفيق رئيس غرفة التجارة الأمريكية، أن البعثة الاقتصادية خلال
هذه الزيارة تهدف إلى دعوة مستثمري الولايات المتحدة لزيادة استثماراتهم
في مصر وضح استثمارات جديدة في ظل استقرار العلاقات المصرية الأمريكية
وتحسن الأوضاع الاقتصادية في مصر جراء الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة
بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وأكد توفيق أن أهم ما ستركز عليه البعثة هذا العام، هو الجهود والإجراءات
التي اتخذتها الحكومة المصرية في مجال التنمية والإصلاح الاقتصادي، مثل
إصلاح المنظومة الضريبية، وخطوات ترشيد دعم الطاقة، والإصلاح الإداري،
والإصلاح المصرفي، والنجاحات الكبيرة التي تحققت في هذا المجال بشهادة
مؤسسات التقييم والتمويل الدولية وعلى رأسها صندوق النقد والبنك
الدوليان، والتقييمات الإيجابية التي منحتها مؤسسات عالمية مثل «فيتش»
وغيرها من المؤسسات، مما انعكس على زيادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد
المصري.
اتفاقية التجارة الحرة
أما عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي فأكد أن البعثة تعتزم
إعادة طرح ملف اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا من جديد، خصوصًا أن مصر
تسعى لإبرام اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة وهو
الأمر الذي سيمثل دفعة قوية لمؤشرات التبادل التجاري، خاصة للمنتجات
المصرية للدخول إلى السوق الأمريكية، ويمثل فرصة كبيرة لزيادة القدرات
التنافسية للمنتجات المصرية للدخول للسوق الأمريكية.
وأضاف مهنا أن »بعثة طرق الأبواب« تهدف إلى فتح أسواق تصديرية جديدة
للشركات المصرية في الولايات المتحدة بهدف زيادة الصادرات المصرية،
متوقعا أن تسهم زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن مطلع الأسبوع
الجاري في زيادة الصادرات بين البلدين، مشيرًا إلى أن البعثة ستركز على
عدد من الملفات من بينها النجاح الذي أحرزته مصر فيما يتعلق ببرنامج
الإصلاح الاقتصادي والهيكلي وعرض آخر المستجدات.
أما السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، مساعد وزير
الخارجية السابق، فأكد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات
المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الجاري تأتي في إطار العلاقات الطيبة
واتساع دوائر الاتفاق بين الدولتين، مشيرًا إلى أن هناك العديد من دوائر
الاتفاق بين السياسة الخارجية المصرية والسياسة الخارجية الأمريكية،
فضلًا عن تلاقي وجهات نظر الدولتين في عدد من القضايا التي تصب في إطار
المصالح المشتركة وأبرزها مكافحة الإرهاب وإنهاء النزاعات في سوريا
وليبيا والعراق، وإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية، لافتًا أن الرئيس
عبد الفتاح السيسي سيناقش مع القيادة الأمريكية قرار الرئيس دونالد ترامب
بإقرار سيادة إسرائيل على أراضي مرتفعات الجولان السورية المحتلة، خصوصًا
أن مصر تتصدر الموقف العربي برفض القرار.
وأشار بيومي أن القمة ستتطرق أيضًا لبحث التعاون المشترك فيما يتعلق
بمكافحة الهجرة غير الشرعية وغسيل الأموال وتجارة المخدرات، فضلا عن حضور
التعاون الاقتصادي بقوة على طاولة الزعيمين، خصوصًا أن أمريكا تراجعت إلى
المرتبة الثالثة بين الشركاء الاقتصاديين لمصر بعد الاتحاد الأوروبي
والدول العربية، نظرا لأنها لا تمتلك اتفاقية تجارة حرة مع مصر، لذا فإنه
من المتوقع أن تتم مناقشة توفير تسهيلات أكثر أمام العلاقات التجارية
المصرية الأمريكية، والاستثمارات الأمريكية في مصر أيضًا، وتقديم أمريكا
تيسيرات للمستثمرين المصريين والتجارة المصرية على نمط التيسيرات
الأوروبية.
وأختتم بيومي كلامه قائلًا، أن التعاون المشترك بين مصر وأمريكا يصب في
مصلحة الطرفين وليس لصالح مصر فقط، وهو ما أكده سامح شكري، وزير الخارجية
الأمريكية عندما أكد أن التعاون الاقتصادي المصري الأمريكي يصب في صالح
الطرفين.
زيارة مختلفة.. واستثمارات منتظرة
من جانبه أكد المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب،
أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للولايات المتحدة الأمريكية،
ولقائه الرئيس دونالد ترامب، لأنها تختلف عن جميع اللقاءات السابقة،
وتتسم بطابعها الرسمي، وليست مجرد لقاءات على هامش مؤتمرات أخرى، مشيرًا
أن هذه الزيارة ستكون نقطة لبداية مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين
القاهرة وواشنطن، متوقعًا أن يتم خلال الزيارة فتح ملفات مسيرة السلام في
الشرق الأوسط والأوضاع الراهنة في ليبيا وسوريا واليمن، إضافةً إلى إعطاء
أهمية كبرى لمواجهة ظاهرة الإرهاب.
أما الدكتور حمدي الليثي، نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات
والاتصالات باتحاد الصناعات المصرية، فأكد أن العلاقات المصرية الأمريكية
ستشهد نموًا كبيرًا خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس عبد
الفتاح السيسي لأمريكا والتي جاءت تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، لبحث التعاون الاستراتيجي بين البلدين وقضايا المنطقة ستساهم بشكل
كبير في زيادة حجم الاستثمارات الأمريكية بمصر.
وأكد الليثي أن »بعثة طرق الأبواب« بغرفة التجارة الأمريكية ووفد مجلس
الأعمال المصري الأمريكي سيتزامن مع زيارة الرئيس، ومن المقرر أن يعقد
الرئيس لقاء مع المستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين والمصريين، لبحث
زيادة حجم الاستثمارات في مصر خلال الفترة المقبلة، لافتًا أن إجمالي حجم
الاستثمارات الأمريكية في مصر بلغت 21.8 مليار جنيه بحسب بيانات
الاستثمار، مشيرًا إلى أنه تم ضخ ما يقرب من 2 مليار دولار خلال آخر
عامين، والتي تشمل ما يقرب من 1356 مشروعا بقطاعات الصناعة والخدمات
والإنشاءات والتمويل والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف الليثي أن نجاح مصر في خطة الإصلاح الاقتصادي أدى إلى جذب
الاستثمار الأجنبي وزيادة ثقة المستثمرين في السوق المصري، مشيرا إلى أن
زيارة الرئيس السيسي ستعظم استفادة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
من هذه الاستثمارات مع تواجد عشرات الشركات الأمريكية بالقطاع والذي حقق
معدل نمو تجاوز 16% خلال الفترة الماضية.
واختتم الليثي كلامه مؤكدًا، أن مصر من الدول الإقليمية والمحورية
والكبيرة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والمنطقة العربية، ولها دور كبير
لدعم الاستقرار بها، كما أن مصر أصبحت صوت أفريقيا بعد توليها منصب رئاسة
منظمة الاتحاد الأفريقي.
من جانبه علق الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة
الأمريكية، على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة
الأمريكية ولقاءه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا، زيارة مهمة
وتأتي في توقيت له دلالته، خصوصا أنها بدعوة مباشرة من ترامب، وهو ما لم
يتم لأي زعيم عربي ـ وتأتي الدعوة لعقد قمة ثنائية في البيت الأبيض لعدة
أسباب أبرزها أنها تتزامن مع العديد من التطورات في الإقليم بأكمله، خاصة
أنها تأتي في نفس يوم إجراء الانتخابات الإسرائيلية، وأيضا مع طرح مشروع
التسوية الأمريكية في الشرق الأوسط أو ما يعرف بصفقة القرن، حيث أن
القيادة الأمريكية تدرك أن إقرار أي مشروع سلام أو تسوية في المنطقة
العربية مدخله مصر.
يذكر أن إجمالي تدفّقات الاستثمارات الأمريكية في مصر إلى نحو 21.8 مليار
دولار، منها مليار دولار تدفّقات جديدة دخلت إلى مصر خلال عام 2017 -
2018، كاستثمارات جديدة وتوسيع نشاط لبعض الشركات الأمريكية.. بحسب