بالأرقام «الأموال» ترصد مكاسب مصر الاقتصادية من ملتقى الشباب بأسوان
خبراء سياحة: الملتقي وضع أسوان على خريطة العالم
مدبولي: 10 مليارات دولار حجم التبادل التجاري مع إفريقيا خلال 5 سنوات مقبلة
محلل مالي: تعزيز ثقة العالم في السوق المصري وحجم الاستثمارات.. أهم المكاسب
إقامة سوق عربية إفريقية مشتركة.. صندوق لتمويل التواصل الإفريقي.. إنشاء
آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب.. أهم التوصيات
البنوك: الملتقي سيساهم في دفع عجلة التنمية داخل القارة
انتهت منذ أيام قلائل فعاليات ملتقى الشباب العربي والإفريقي في مدينة
أسوان الذي أقيم في الفترة من (16-18 مارس 2019) تحت رعاية الرئيس
عبدالفتاح السيسي، وجاء الملتقي تنفيذًا لتوصيات منتدي شباب العالم الذى
عقد في نسخته الثانية في نوفمبر 2018 بمدينة شرم الشيخ التي نصت على
إقامة ملتقي للشباب العربي والإفريقي بمدينة أسوان، حصلت مصر على العديد
من المكاسب السياسية والاقتصادية بل والسياحية من جراء عقد هذا الملتقي
الهام على أرضها، كما حققت مصر مكاسب عديدة أخرى خلال فترة انعقاد
الملتقى، على رأسها أنها أحدثت نوعا من القواسم المشتركة بين مصر والدول
العربية والإفريقية، بجانب جعل مصر نقطة تلاقي دولي، وإعادة تقديم نفسها
للعالم كلاعب رئيسي ومحوري في مجال العلاقات الدولية.
وتولي مصر أهمية كبري لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع إفريقيا
والعالم العربي، ومع تبني الحكومة برنامج للإصلاح الاقتصادي، وتحسن مناخ
الاستثمار احتلت مصر المركز الأول في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في
إفريقيا، خصوصًا بعد اختيار اختار «راند ميرشانت» مصر، كأفضل بلد
للاستثمار في عام 2019 في قارة إفريقيا، واحتفظت مصر بمركزها في قائمة
أفضل 10 دول للاستثمار، واعتبرت من أكثر الدول الإفريقية جذبًا
للاستثمارات، لأنها أكبر سوق إفريقية من حيث إجمالي الناتج المحلي، وأكبر
سوق استهلاكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أولوية لتعزيز العلاقات الاستثمارية
والاقتصادية مع إفريقيا، حيث يبلغ إجمالي الاستثمارات المصرية في إفريقيا
10.2 مليار دولار، فيما تبلغ الاستثمارات الإفريقية في مصر حوالي 2.8
مليار دولار، وقد ساهمت المشروعات الضخمة التي نفذتها الدولة خلال الخمس
سنوات الماضية في مجال البنية الأساسية في تهيئة مناخ جاذب للاستثمار،
وكانت موضع إشادة من كافة المؤسسات الدولية، فعملت الحكومة على تحقيق
معدلات نمو اقتصادي مرتفعة مقترنة بعدالة اجتماعية وتوزيع عادل لثمار هذا
النمو، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتحقيق سياسات اجتماعية واقتصادية
طموحة، وصياغة برامج لرفع القدرات الفنية والإدارية لمختلف قطاعات وأجهزة
الدولة، فضلا عن تعزيز وإعادة الثقة في سوق الاستثمار المصري وخلق بيئة
أعمال مواتية لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويشهد عام
2019 شراكات بين الحكومة المصرية والحكومات الإفريقية والقطاع الخاص، حيث
تقود مصر المشروعات التنموية بدول القارة.
رصدت «الأموال» أهم المكاسب العائدة على مصر من هذا الملتقي الهام فماذا وجدنا..
طرح الملتقي في البداية العديد من القضايا والموضوعات التي تهم الشباب
العربي والإفريقي، خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019،
وحصدت مصر العديد من المكاسب خلال ذلك الملتقي الهام التي استضافته على
أرضها، وأجمع الخبراء على أن مؤتمر أسوان يعد بمثابة فرصة جيدة لتبادل
الأفكار والخبرات بين الشباب بشأن المستقبل، وأكدت لجنة الشئون الإفريقية
بالبرلمان، أن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحافظة أسوان عاصمة
للشباب الإفريقي 2019، يدل على اهتمام القيادة السياسية بالقارة
الإفريقية في كافة المجالات، والذي تعاظم مع تولي مصر لرئاسة الاتحاد
الإفريقي، مشيرة إلى أن اختيار أسوان عاصمة للشباب الإفريقي يعد ميلادًا
جديدًا للمحافظة وعودة لدورها الثقافي والحضاري والسياحي مرة أخري، خاصة
وأن استضافتها لملتقي الشباب العربي والإفريقي سيساهم في إحداث ترويج
سياحي للمحافظة باعتبارها من المقاصد السياحية العالمية، نظرًا لما تملكه
من مقومات أثرية وسياحية فريدة، إلى جانب الثروات الطبيعية وموقعها
المتميز، وسوف يبحث المنتدي أبرز التحديات والقضايا التي تواجه أبناء هذه
الفئة العمرية، وسبل الاستفادة من قدرات الشباب الهائلة في تنمية
مجتمعاتهم المحلية، أما الاستفادة الأهم فهي التعرف على ثقافات جديدة
والحوار بين الشباب والتقائهم بالمسؤولين، إضافة للدعاية السياحية
الهائلة التي تجعل من كل شاب حضر المنتدي سفيرًا لمصر، خاصة أن الاحتفال
أقيم في مدينة أسوان عاصمة الشباب الإفريقي لعام 2019، وضم العديد من
الفعاليات الثقافية والترفيهية، والجولات السياحية المستمدة من ثقافة
وروح المدينة التي تمثل الماضي والحاضر والمستقبل بطابعها التاريخي
ومناظرها الطبيعية الساحرة، والتي طالما ظلت بوابة مصر على إفريقيا
وتواجد هذا العدد من الشباب العربي والإفريقي يعطي المجال لبناء علاقات
وجسور تواصل بين الدول العربية والإفريقية من خلال الشباب.
تبادل تجاري بالمليارات
كشف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن سعي الحكومة المصرية
لمضاعفة حجم التبادل التجاري بينها وبين الدول الإفريقية خلال السنوات
الخمس المقبلة من 5 مليارات دولار حتى 10 مليارات، مؤكدًا أن الشركات
المصرية تُسارع في الاستثمار بالقارة السمراء، لافتًا إلى تجاوز حجم
الاستثمارات المصرية في إفريقيا 8 مليارات دولار، ما أسهم في خلق عشرات
الآلاف من فرص العمل، خاصة في قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة
والتعدين والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، معربًا عن فخره لما
تحققه مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقي العربي في
المرحلة الحالية.
أما أحمد عز الدين، المحلل المالي والاقتصادي، فأكد أن توصيات منتدى
الشباب العربي الإفريقي بأسوان والتي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في
الجلسة الختامية، من شأنها أن تفتح باب التعاون الاقتصادي والتبادل
التجاري بين الدول العربية والإفريقية، موضحًا أن هناك الكثير من المكاسب
التي تعود على مصر من مؤتمر أسوان منها زيادة وعي الشباب نحو المشاكل
الراهنة سواء اجتماعية أو اقتصاديه بالإضافة إلى البعد المستقبلي بتجهيز
هؤلاء الشباب لتلقي القلادة السياسية في المستقبل، مشيرًا إلى أن هناك
مكاسب أخري لمنتدي شباب الإفريقي العالمي بأسوان، منها اتفاقيات اقتصاديه
بالإضافة إلى توجه أعين المستثمرين الأجانب على تقدم الحكومة خاصة وزارة
الاستثمار، لافتًا أن المنتدي أثر على سوق رأس المال إيجابيا بطريقه غير
مباشرة، حيث ثقة العالم في السوق المصري والتطورات من حيث القوانين
والإجراءات التي نمتها وزارة الاستثمار إلى جانب باقي الوزارات.
مصر على خريطة العالم السياحية
أما عز أحمد حسانين الخبير الاقتصادي، فأكد أن مؤتمر أسوان لفت نظر
العالم على مدينة سياحية جديدة يبدأ وضعها على خريطة العالم السياحية
كوجهة آمنة وجاذبة للسياحة والاستثمار السياحي والصناعي، لافتًا أن هناك
مكاسب أخري تمثلت في كل من حضر للمؤتمر والذي سيكون سفيرنا لدي بلاده
يتحدث عن مصر وعن التطورات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد
حاليًا والنظرة الايجابية التي ستنتقل إلى بلادهم عن مصر مما يساهم في
تعميق الروابط بين مصر والشعوب الإفريقية والعربية والتقارب الشبابي بين
مصر وشباب هذه الدول، فلا شك أن مثل هذه المؤتمرات لها تأثير لا يقل
أهميه عن تأثير الدبلوماسية المصرية بالخارج.
أما عبد الهادي محمد رئيس غرفة شركات السياحة والسفر في أسوان، فأكد أن
المؤتمر سلط الأضواء على المدينة كوجهة سياحية ساحرة، مضيفًا أنه بداية
حقيقية لوضع المدينة على خريطة السياحة العالمية وخاصة مع دول القارة
السمراء، مطالبًا باستكمال الطريق الدولي «الإسكندرية - كيب تاون»
واستكمال ازدواج الطريق الصحراوي «أسوان - أبو سمبل»، وعودة الجامعة
الإفريقية إلى أسوان، كخطوة مهمة لربط دول القارة وزيادة التدفقات
السياحية لأسوان، لافتًا أن الملتقي كان شيء مبهر ووجه رسالة للعالم كله
حول مدي الأمن والأمان في أسوان، مناشدًا المسؤولين بالاهتمام بالبنية
التحتية والنظافة والمحافظة على مكتسبات ملتقي الشباب، من أجل إظهار
محافظة أسوان في أجمل صورة.
توصيات مؤثرة
من جانبه وجه د.صلاح حسب الله المتحدث باسم مجلس النواب، التحية والتقدير
على التوصية التي أكدت إنه انطلاقًا من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، فأن
مصر تعد ورقة بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمانة الجامعة
العربية لتطرح على القمة العربية الإفريقية القادمة تتضمن مقترحات محددة
وعملية في المجالات الثلاثة الأولي تتعلق بإنشاء سوق عربية إفريقية
مشتركة والثانية تتعلق بإنشاء صندوق لتمويل بنية التواصل الإفريقي من
الطرق والسكة الحديد والكهرباء لتعزيز الاندماج القاري والثالثة إنشاء
آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، لافتًا أن
تنفيذ هذه التوصيات الثلاثة يكفل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي
الإفريقي وزيادة حجم التجارة البينية بين الدول العربية والإفريقية
وزيادة الاستثمارات المشتركة وإقامة بنية تحتية في مختلف المجالات داخل
جميع دول القارة السمراء لتحقيق التكامل الاقتصادي بين جميع الدول
العربية والإفريقية بكل سهولة ويسر.
من جانبه أكد حسن حسين، رئيس لجنة البنوك والبورصة بجمعية رجال الأعمال
والخبير المالي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في احتضان مصر للقارة
الإفريقية من جديد، من خلال إتباعه لسياسة الانفتاح على إفريقيا التي كان
لها الأثر الإيجابي على التعاون الجاد والتنسيق بين مصر وجميع الدول
الإفريقية، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في احتضان مصر
للقارة الإفريقية من جديد من خلال اتباعه لسياسة الانفتاح على إفريقيا
التي كان لها الأثر الإيجابي على التعاون الجاد والتنسيق بين مصر وجميع
الدول الإفريقية، لافتًا أن الملتقي كان فرصة حقيقية لتعزيز الانتماء
والهوية العربية والإفريقية، وخلق نوع من التفاهم، والوعي بالقضايا
الوطنية، في ظل سعي القوي العالمية لتفتيت هذه المجتمعات، كما أنه يعمق
دور الشباب في القارة الإفريقية، لافتًا أن المؤتمر كان فرصة قوية
للانطلاق نحو الاستثمار في إفريقيا بهدف دعم فرص مصر ومكانتها، خصوصاً
أنها كانت لديها مشروعات ساهمت بقوة في الاستثمار الإفريقي ورفع راية مصر
داخل القارة السمراء، خصوصًا أن التبادل التجاري بين مصر ودول القارة
سيفتح أسواقاً جديدة للمنتجات المصرية وسيحقق نقلة نوعية للصادرات
المصرية، فضلاً عن الاستفادة من المواد الخام ومشروعات التنمية في بعض
الدول وهو توجه عام لدي مصر لزيادة التعاون مع إفريقيا وتحقيق التنمية،
لأن مصر لديها عدد كبير من الخطط والمشروعات الكبري ويعد هذا الأمر أحد
أهم محاور ملتقي الشباب العربي الإفريقي.
أسواق جديدة
أما عن حجم التبادل الاقتصادي بين مصر والقارة السمراء فحدد الدكتور رشاد
عبده، الخبير الاقتصادي، ذلك في ثلاث نقاط أن مصر لديها استثمارات مالية
وتجارية مع الدول الإفريقية، وأن هناك تبادل تجاري مشترك بين مصر
وإفريقية ككل، كما أن هناك فرصة لمصر لزيادة صادراتها للدول الإفريقية،
لافتًا أن هناك ميزة لابد من العمل وهي رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي،
فلابد من خلق علاقات وطيدة تمكننا من زيادة الصادرات المصرية إلى الدول
الإفريقية، وخاصة وأن ذلك حاليا لا يتناسب مع حجم مصر، حيث تستورد الدول
الإفريقية صادرات تقدر بنحو 330 مليار، نصيب مصر منها 3% فقط.
وأكد عبده، أن التبادل التجاري بين مصر ودول القارة سيفتح أسواقاً جديدة
للمنتجات المصرية وسيحقق نقلة نوعية للصادرات المصرية، فضلاً عن
الاستفادة من المواد الخام ومشروعات التنمية في بعض الدول وهو توجه عام
لدي مصر لزيادة التعاون مع إفريقيا وتحقيق التنمية، لأن مصر لديها عدد
كبير من الخطط والمشروعات الكبري ويعد هذا الأمر أحد أهم محاور ملتقي
الشباب العربي الإفريقي، خصوصًا أن مصر تسعي لتعزيز علاقاتها الدولية مع
الدول الإفريقية في كافة المجالات حتى لا تعطي مساحة لأي نوع من الدول
لخلق نوع من العداء الفكري، مشيرة لعقد مصر العديد من الاتفاقيات الدولية
للتعاون المشترك مع الدول الإفريقية.
برواز كبير
أهم توصيات الملتقي
توصيات جديدة خرجت من رحم ملتقي الشباب العربي والإفريقي المنعقد بأسوان،
بل جاءت في إطار حرص القيادة المصرية الحكيمة برئاسة السيسي على توطيد
علاقاتها بدول القارة الإفريقية، ومد جسور التواصل بينهم في المجالات
كافة.
1- إطلاق مبادرة للقضاء على فيروس سي لمليون إفريقي، وإطلاق مبادرة 100
مليون صحة لفحص ضيوف مصر المقيمين وليس اللاجئين.
2- عمل فريق عمل لوضع رؤية شبابية للتعامل مع قضايا التطرف والقضاء على الإرهاب.
3- عمل لجنة من الشباب العربي والإفريقي لتحقيق فرص التكامل بكافة
المجالات وتقديمها للمسؤولين، والتجهيز لانعقاد ملتقي مصر والسودان
لتعزيز التكامل بين البلدين.
4- إنشاء سوق عربية إفريقية مشتركة والتواصل بين دول القارة.
5- إنشاء آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب.