ترجيحات الشيخ دروزة في «التفسير الحديث» في رسالة دكتوراه
ناقش الباحث أحمد محمد حافظ محمد المدرس المساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية، رسالة الدكتوراه الخاصة به والتي جاءت تحت عنوان (ترجيحاتِ الشيخِ مُحمد عزة دروزة في كتابهِ التفسيرْ الحديث) من أولِ سورةِ الفاتحةِ إلى آخرِ سورةِ الأنعامِ ــ عرضٌ ودراسةٌ وتعليق.
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من: الأستاذ الدكتور عبدُ الفتاحِ مُحمد أحمدْ خِضْر، أُسْتاذِ التفسيرِ وعُلُومِ القُرآنِ بِالكُليةِ، ورئيسِ القسمِ السابق، والمُحَكمَ الدَولىِ لمُعظمِ المَجالسِ العِلمِيةِ للجامعةِ العربيةْ مشرفاً أَسَاسيِاً والأستاذ الدكتور رمضان عبد العزيز أحمد عطا الله، أستاذِ ورئيسِ قسمِ التَفْسيرِ وعُلُومِ القُرآنِ باِلكُليةِ، وعضوْ المجلسِ الأعلىَ للشئونِ الإسلاميةْ، ومُحكمِ الأبحاثِ باللجنةِ العلميةِ، مشرفاً مشاركاً. والأُسْتاذِةْ الدُكْتُورة سُهيرْ ياسينْ أحمدْ قَنديلْ، أُسْتاذُ التَفْسيرِ وعُلُومِ القُرْآنِ المتفرغُ بكُليةِ الدراساتِ الإسلاميةِ والعربيةْ، بناتْ باِلإَسْكَندرية، ورئيسُ القسمِ السابقِ وعضوُ اللجنةِ الدائمةِ لترقيةِ الأساتذةْ بجامعةِ الأزهرْ، مُنَاقِشَاً خَارِجِيِاً، والأستاذْ الدكتورْ عَبدُ الحَميدْ مَحمُودِ البَطَاوي، أُستاذُ التَفْسيرِ وعًلومِ القرآنِ بالكليةِ، ومُحكمُ الأبحاثِ باللجنةِ العلميةِ، مُنَاقِشاً دَاخليِاً.
ونال الباحث عن البحث درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
ونال الباحث عن البحث درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
يقول الباحث: إنَ اللهَ- سبحانه وتعالى- تَكفلَ ببيانِ القرآنِ الكريمْ، كما تَكفلَ بحفظِ ألفاظهِ، فقال سبحانه: «إِنَّ علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه، ثم إن علينا بيانه»، وقد هيأَ لهذهِ الأمةِ منْ يبينُ لها معانيِ القرآنِ على مرِ العصورِ والأزمانْ، وإمامُهُمْ في ذلكَ نَبينُاَ مُحمدٌ ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذيِ أخبرَ اللهُ عنهُ بقولهِ: «وَأَنزَلنَا إليك الذِكر لتُبين للناس ما نُزل إليهم...»، ثمَ قامَ الصحابةُ بهذهِ المُهمةِ أتمَ القِيامْ، وسارَ التابعونَ مِنْ بَعْدِهمْ عَلىَ هَذاَ النَهجِ، فَبلغُوا القرآنَ ألفَاظَهُ ومَعَانيِهْ. ثُمَ تَصديَ لهذهِ المهمةِ، علماءٌ أَجِلاءْ، فَسَروُا آَياتِ القرآنِ الكريمِ، وبَينُوا مَعَانيِه، وأَظْهرُوا مِنْ أَسرارهِ وَكُنُوزهِ مَا نَفعَ اللهُ بهِ الأجيالَ المُتَعَاقِبةْ. وتَعاقبتِ الأجيالُ، كُلُ جيلٍ يَنْتفعُ بما كَتَبهُ السَابِقُونَ وَيُفيدُ مِنْ عُلُومِهم، ثُمَ يُضِيفُونَ إليها مَا فَتحَ اللهُ بهِ عليهمْ مِنْ تعليقاتٍ، وترجيحاتْ.
وكان من تفاسيرِ هذاَ القرنِ: (التَفسِيرُ الحديثْ) للشيخْ: مُحَمْد عَزة دَرْوَزة المُولودُ سنةَ: (1305ه)، والمُتوفىَ سنةَ: (1404ه). فهوَ علمٌ منْ أعلامِ الأمةِ المُعَاصرينَ الذينَ أَسْهموا بِحظٍ وافرٍ في مجالِ نشرِ العلمِ، تدريساً، ومحاضرةً، وتَأليفاً.
وقدْ نهجَ الشيخُ مُحمدْ عَزةْ دَرْوَزة نَهجاً خاصاً في تفسيرِ القرآنِ الكريمْ، وقامَ بجهدٍ عظيمٍ فيِ الجمعِ بينَ أقوالِ المفسرينَ، والحِرصِ علىَ المُوازنةِ بينَها، ودقةِ اختيارِ الراجحِ مِنْها.
ومنْ هُنا ظهرتِ الحاجةُ إلى دراسةِ موضوعِ الترجيحاتِ فيِ الأقوالِ التفسيريةِ، وذلكَ لمعرفةِ وجهُ الصوابِ، واختيارِ الأمثلِ من الأقوالِ.
وقال: وَقدْ دَفعَنيِ إِلى اخْتِيَارِ هَذاَ المَوُضُوُعِ عِدْةٌ أَسْبَابٍ مِنْهَا:
ميليِ الشديدْ ورغْبتيِ في الإسهامِ، ولو بِجُهدِ المُقل في ميدانِ علمِ التفسيرِ، وخدمةِ كتابِ اللهِ - عز وجل ــ.
التعرفْ على فكرِ الشيخ مُحمد دروزة من خلالِ الوقـوفِ علي ما اعْتمدَ عليهِ في ترجيحاتهِ للأقـوالِ التفسيريةْ.
عدمْ وجودِ دراسةٍ سابقةٍ لترجيحاتِ الشيخْ دروزة في هذا الجزءِ المُخصصِ بالبحثِ.
الرغبةُ في حصوليِ على درجةِ العالِمية (الدكتوراه) فيِ التفسيرِ وعلومِ القرآنِ ومن جامعةٍ عريقةٍ هي جامعةٌ الأزهرِ الشريفْ.
وأما عن طريقةِ عمليِ ومنهجيِ فيِ البحثِ، فَقدْ سِرتُ فيِ كِتابتهِ علىَ النَحوِ الآتي:
أولاً: جمعتُ المسائلَ التيِ رَجحها الشيخُ مُحمد دروزة في القدرِ المُخصصِ ليِ بالدراسةْ.
ثانياً: درستُ هذهِ الترجيحاتِ دراسةً تفصيليةً مُقارنةً بأقوالِ أئمةِ العلمِ مِنْ مُفسرينَ وفقهاءَ، ولُغَويينَ.
ولَقَدْ سِرْتُ في هذاَ البَحْثِ عَلىَ خُطَّةٍ مَرْسُوُمَةٍ مُكَوَنَةٍ مِنْ: مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وبابينٍ، وخاتمةٍ، وفهارسْ.
أما المقدمةُ فتشتملْ على: أهميةِ الموضوعِ وأسبابِ اختيارهِ، والدراساتِ السابقةْ، وخُطةِ البحثِ، ومنهجِ البحثِ والدراسةْ.
وأَمَاَ التَمْهِيِدُ: فَيَشْتَمِلُ عَلىَ مطلبين:
* المَطْلَبُ الأَوُلُ: تعريفُ الترجيحِ والاختيارِ، والفرقُ بينهما.
* المَطْلَبُ الثَانيْ: محلُ الترجيحِ، وأهميتُه في علمِ التفسيرِ.
وأَمَاَ البابُ الأولُ: فَقد جَعَلتُه بعُنْوانْ: التعريفُ بالشيخِ دروزة وكتابهُ: التفسيرِ الحديثْ. ويَشْتَمِلُ علىَ ثَلاَثَةِ فُصُوُلٍ:
وَأَماَ البابُ الثانيْ: فقد خَصصتُه للدراسةِ العمليةِ لترجيحاتِ الشيخِ مُحمد دروزة من سورةِ الفاتحةِ إلى آخرِ سورةِ الأنعامْ.
وَأمَاَ الخَاتِمَةُ: فَقدْ اشْتَمَلَتْ علىَ أَهَمِّ نَتَائِجِ البَحْثِ التيِ تَوُصَّلْتُ إِلَيِهاَ، وبَعْضِ التَوُصِيَاتِ المُقْتَرِحَةِ، ثُمَّ ذَيَّلْتُ الرِسَالةَ بِعِدَّةِ فَهَارِسَ فيِ نِهَايَتِهاَ لِتَسْدِيِدِهَا وَتَوْثِيِقِهَا.