الدراما المصرية بين السرقة والاقتباس
اختفى عظماء التأليف فظهرت الاتهامات
رغم انتهاء شهر رمضان منذ فترة إلا أن الحديث عن الدراما المصرية مازال على أشده ولكن هذه المرة اختلف الوضع، وزادت الانتقادات حول العديد من الأعمال واتهمت بالسرقة من أعمال أخرى أو الاقتباس منها، ونالت هذه الاتهامات العديد من الأعمال الدرامية في رمضان، وتوزعت الاتهامات بين ما هو مقتبس من أعمال أمريكية أو إسبانية، واذا كان البعض قد اعتبر الأمر اقتباساً فنياً مشروعاً، فالبعض الآخر اعتبره دليلاً على الإفلاس الفني وعدم القدرة على الإبداع وتقديم أفكار جديدة خاصة بطبيعة مجتمعاتنا العربية.
من هذه الأعمال مسلسل »عزمي وأشجان« لحسن الرداد وزوجته إيمي سمير غانم، وبعيداً عن اتهامه بتقليد فيلم »عصابة حمادة وتوتو« للزعيم عادل إمام والفنانة لبلبة، فهناك اتهام آخر له بأنه مقتبس عن الفيلم الأمريكي »fun with Dick and jane« للنجم جيم كاري، والذي كانت تدور أحداثه حول زوجين يعملان في وظائف عادية؛ وفي أحد الأيام يكتشف »ديك« أن رئيسه نصاب وأن الشركة أعلنت إفلاسها وأنه أصبح عاطلاً، وتبدأ بعدها رحلته للبحث عن وظيفة بشكل كوميدي، لكنه يفشل في إيجاد وظيفة؛ ولا يجد أمامه أي حل لإطعام عائلته سوي اللجوء للسرقة بمساعدة زوجته »جاين« في عمليات السرقة، وهي التيمة التي قدمها الفنان هاني رمزي من عدة سنوات في مسلسل »عصابة بابا وماما والتي تتشابه في الكثير من أحداثها مع مسلسل »عزمي وأشجان«.
وإن كان حسن الرداد قد دافع عن مسلسله؛ مؤكداً أن تيمة النصب موجودة في أعمال فنية كثيرة، سواء مصرية أو أجنبية؛ والمهم أنهم تناولوها بشكل مختلف تماماً في »عزمي وأشجان«.
غادة عبدالرازق أيضاً حاصرها نفس الاتهام في مسلسلها »ضد مجهول«، حيث أكد البعض أن بعض مشاهده مأخوذة من أعمال أجنبية، ومنها المشهد الذي يتم فيه الاعتداء على ابنتها أثناء حديثها معها على الهاتف؛ وتظهر فيه »ندى« وتجسدها غادة عبدالرازق، داخل سيارتها وهي تحاول الوصول لابنتها في أسرع طريق ممكن. لكن زحام السيارات يمنعها. فتترك سيارتها وتجري في الشارع بعد سماع صراخ ابنتها. إلا أنها تصطدم بعد ذلك بأحد الأشخاص وتقع أرضاً وينكسر هاتفها.
وهو نفس المشهد الذي تم تقديمه في فيلم »an eye for«، والذي تم إنتاجه عام 1996.
وهناك أيضاً مشهد تغسيل ابنتها بعد مقتلها، حيث كانت تسترجع ذكرياتها معها خلال مشهد الغسل، وهو المشهد الذي كان موجوداً أيضاً في المسلسل التركي الشهير »شكر«، الذي يظهر فيه الأب العجوز وهو يسترجع ذكريات طفولة ابنه الشاب الذي مات ويقوم بتغسيله.
أما مسلسل »ليالي أوجيني« للنجم ظافر العابدين وأمينة خليل، فتم اتهام صناعه باقتباسه من المسلسل الإسباني الشهير »أكاسيا«، وإن كان ظافر قد أكد لـ«لها« أنه لم يفكر أبداً في مشاهدة العمل الإسباني، وأضاف: »مشاهدته لن تفيدني في شيء، فالعملان مختلفان تماماً، لكن الفكرة فقط هي نفسها، أما الأحداث فليست لها أي علاقة ببعضها«.
ويدخل أيضاً مسلسل »لعنة كارما« للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي ضمن الأعمال المتهمة بالسرقة والاقتباس، حيث أكد كثيرون أن قصته مشابهة لقصة المسلسل الإسباني الشهير »de papel la Casa«. بل وهناك من أكد اقتباس هيفاء لنفس »لوك« بطلة المسلسل الإسباني.
ولكن ما يثير الدهشة أن أدبنا العربي مليء بالعديد من الروايات والقصص التي تصلح لأن تكون عملاً درامياً لكن يبدو أن المؤلفين الجدد يستسهلون الاقتباس لرهانهم على جهل المشاهد المصري بالأعمال الأجنبية على عكس الأعمال العربية التي يكون الكثيرون قد قرأوها.