أفلام لا تجد لها مكانا وسط الكبار .. هل عادت السينما إلى بطولات النجم الواحد
عانت السينما المصرية في فترة الثمانينيات والتسعينيات من أزمة البطل الأوحد المحتكر لشباك التذاكر، وبعد أن كانت الأفلام التي تنتج على مدار العام تجد لها متنفسا في دور العرض وتحق إيرادات معقولة تحولت السينما إلى عزبة يحتكرها نجم واحد تحصد أفلامه كل الإيرادات ولا يترك لباقي الأفلام إلا الفتات، ووضحت تلك الظاهرة مع الزعيم عادل إمام الذي احتلت أفلامه قمة الإيرادات في تلك الفترة، وأصبحت باقي الأفلام كمالة عدد، حتى خرجت بعض الأفلام من تلك الأزمة واستطاعت أن تحقق إيرادات جيدة.
حتى اختفت تلك الظهارة بظهور نجوم جدد استطاع كل واحد منهم أن يحقق لنفسه مكانة على الساحة الفنية.
لكن يبدو أن أزمة البطل الأوحد قد عادت مرة أخرى وظهرت جلية في موسم منتصف العام الدراسي الحالي حيث لم تستطع بعض الأفلام؛ التي عرضت مؤخراً، تحقيق أي إيرادات تذكر، بعد عزوف الجمهور عن الإقبال عليها، خاصة مع عرضها في توقيت سيِّئ تنشغل فيه معظم الأسر بامتحانات منتصف العام الدراسي، بالإضافة إلى ضعف الدعاية الخاصة بمعظم تلك الأفلام.
ومن أبرز تلك الأفلام »كارت ميموري«، الذي عرض بعد مرور ثلاث سنوات على إنتاجه، وبعد أن تم تأجيله كثيراً، حتى أن نجم العمل خالد سليم أعلن أنه يتبرأ منه بسبب خلافات مع المنتج.
وكان من المفترض أن يتم تقديم هذا العمل من خلال مسلسل بعنوان »القضية إكس«، وصور خالد سليم بعض المشاهد؛ ثم فوجئ بتحويله إلى فيلم سينمائي.
وأصدر سليم بياناً قال فيه: »اتفقت مع الأستاذ محمود فليفل؛ منتج ومؤلف هذا المسلسل، أن أشاهد ما تم تصويره بعد الانتهاء من المونتاچ، وأكد لي أنه سيلقي ما لا يعجبني في سلة المهملات، وتحويل مشاهد مسلسل إلى فيلم أمر يخرجه من نطاقه، ولا يمكن قبوله ولم أوافق عليه بداية أو ختاما.. لن اسمح بنزول هذا العمل بأي شكل من الأشكال.. لأنني باختصار.. خدعت«.
وأضاف: »اتفاقي كان على تصوير أربع حلقات من مسلسل مكون من 60 حلقة، اسمه »القضية إكس«، وقاموا بتصوير حلقة واحدة فقط، وأردوا أن يدمجوا هذه الحلقة مع حلقات أخرى مع بعض الزملاء الفنانين؛ وعرضها على أنها فيلم سينمائي من بطولتي«.
وشارك في بطولة الفيلم محمد نجاتي، وعزت أبو عوف، ودينا فؤاد، ورانيا محمود ياسين، وأحمد منير، ونورهان، ودينا المصري، وسامي مغاوري، وأخرجه خالد مهران، وتدور أحداثه في إطار تشويقي بوليسي.
أيضا لم يستطع فيلم »عمارة رشدي« لنيرمين ماهر ومدحت تيخة وسناء شافع؛ الذي طرح مؤخراً بعد تأجيله أكثر من مرة؛ رغم انتهاء تصويره منذ فترة طويلة، تحقيق أي إيرادات تذكر.
وقد أجل منتج العمل طرحه انتظاراً لموعد مناسب بعيداً عن الزحام السينمائي، حتى يأخذ الفيلم حقه في دور العرض، خاصة أنه ينتمي لنوعية مختلفه من الأعمال السينمائية، حيث تدور أحداثه حول العمارة الشهيرة بمدينة الإسكندرية، والتي يدور حولها الكثير من الجدل، حيث يتردد وجود أشباح فيها؛ لكن في النهاية جاء طرح الفيلم في وقت لم يجد فيه إقبالاً جماهيرياً.
ورغم أن فيلم »حليمو أسطورة الشواطئ« يضم نجوماً؛ منهم طلعت زكريا وريم البارودي وبيومي فؤاد، ودينا، وكريم أبو زيد، لكنه أيضاً لم يحقق الإيرادات المتوقعة.
والفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي؛ حول أحد العاملين بالشواطئ في الإسكندرية، ويسعى طوال أحداث العمل لمواجهة بعض المواقف لكي يفوز بقلب حبيبته، ورغم الأزمات والشائعات التي تعرض لها العمل، وتناقلتها العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، إلا أنهم فشلوا في تحقيق أي إيرادات تذكر في أسبوعهم الأول.
أيضا لم يشهد فيلم »فوتو كوبي« للنجم الكبير محمود حميدة، الذي طرح مؤخراً، إقبالاً جماهيرياً يذكر، خاصةً مع تصنيف العمل على أنه فيلم مهرجانات وليس فيلماً جماهيرياً.
وتدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي، حول رجل في أواخر الخمسينيات من عمره، يمتلك مكتبة لتصوير ونسخ المستندات في أحد أحياء الطبقة المتوسطة، وفاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الأولى بمهرجان الجونة السينمائي، والعمل إخراج تامر عشري، وتأليف هيثم دبور، ويشارك في بطولته شيرين رضا، فرح يوسف.