بعد السطو على فرع البنك الاهلي بالعريش ..”المركزي”:  أموال المودعين آمنة

خبراء أمنيون: تجفيف منابع الإرهاب دفع العناصر التكفيرية للبحث عن تمويل بديل

"الأهلي" : تعويضات للمصابين وأسر الشهداء بالهجوم الإرهابى الغاشم

 

كشفت العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت فرع البنك الأهلي بالعريش عن مخططات إجرامية تتبعها المنظمات الإرهابية لضرب الافتصاد القومي بصفة عامة و القطاع المصرفي بصفة خاصة وذلك بعد فشل العناصر الإرهابية في الحصول على التمويل اللازم لتحقيق أهدافها الخبيثة نتيجة نجاح الدولة ممثلة في أجهزتها الأمنية وقواتها المسلحة في تقويض وتجفيف منابع تمويل الإرهاب وبالتالي لجأت تلك العناصر إلى السطو المسلح كنوع من التمويل البديل.

أكد اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق لمنطقة وسط الدلتا في تصريحات خاصة لـ«لأموال»، أن الضربات الأمنية المتلاحقة لكل من قوات الجيش والشرطة والنجاحات التي تحققت على الأرض في منطقة سيناء بصفة عامة قوضت من العمليات الإرهابية بالمقارنة بالسنوات السابقة، ويمكن القول أن العناصر الإرهابية التكفيرية في مرحلة الرمق الأخير بعد تضييق الخناق عليها بشكل كبير جدًا بالإضافة إلى تجفيف منابع تمويل هذه العصابات الإرهابية، موضحا أن عملية السطو المسلح على البنك الأهلي في العريش تشير بما لا يدع مجال للشك أن هذه العناصر أصبحت في ضائقة مالية كبيرة وجفاف لمنابع تمويلهم.

وأكد أن الحرب على الإرهاب تسير على الطريق الصحيح بتجفيف منابع التمويل، مطالبًا بتأمين جميع المنشآت الإستراتيجية سواء في سيناء وخارجها، منوهًا بأن الهجوم الإرهابي على البنك الأهلي بالعريش رسالة يوجهها التنظيم بأنه قادر على ضرب الاقتصاد والمؤسسات الاقتصادية المهمة  للتأثير على معدل النمو الاقتصادي الحالي الذي تعيشه مصر بعد فترة من التقلبات السياسية.

وأضاف نور أن الهجوم الإرهابي جاء في توقيت له مغزى ودلالات كثيرة خصوصا بعد تحقيق المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصرية وعشية الاتفاق على فتح معبر رفح، مشيرًا إلى أن الهجمات المتكررة في هذه الأيام سواء على كمين كرم القواديس أو استهداف 6 من رجال الشرطة، ثم الهجوم الأخير على البنك الأهلي، تأتي بهدف توجيه رسالة من التنظيم في شهر أكتوبر شهر الانتصارات، بأنه قادر على توجيه ضربات للأجهزة الأمنية.

النفس الأخير

أما اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، فأكد أن الخسائر التي تكبدها عناصر التنظيم الإرهابي في سيناء دفعته إلى سرقة البنك الأهلي بالعريش، مشيرًا إلى أن »الإرهاب يعاني بشدة بعد تضييق الخناق على منابع ومصادر تمويله، لذا بدأ يبحث عن مصادر أخرى بديلة لتمويل عملياته الإرهابية القذرة، مؤكدًا أن تضييق القوات المسلحة وقوات إنفاذ القانون الخناق على الإرهابيين في سيناء دفعهم لارتكاب أعمال انتحارية جماعية، كالتي حدثت أثناء الهجوم على فرع البنك الأهلي بالعريش، مؤكدًا أن أبطال الجيش والشرطة عازمون على تطهير سيناء من فلول الإرهاب.

من جانبه أكد اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، أن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب أن تتخذها البنوك لتأمين أموالها في ضوء التحديات الأمنية الراهنة والتي يأتي على رأسها، تركيب بوابات إلكترونية تبعد عن البنك بمسافات كبيرة وتكون على مراحل حتى يتمكن رجال الأمن من معرفة الخارجين عن القانون، كما يجب أن تكون هناك وسيلة إنذار مبكرة ونقاط استطلاع في المنطقة التي يوجد بها البنك، لتخبر مسؤولي البنوك بما يحدث حولهم، بالإضافة لتوفير سبل حماية مختلفة وغير تقليدية، أي انتشار أفراد الأمن على الطرقات وعلى الأسطح وحول البنوك، مع إنشاء أبراج على مرتفعات عالية لتأمين البنوك.

وأضاف علام أنه من الضروري، إنشاء حسابين لكل موظف في البنك، على أن يكون أحداهما أساسي والثاني مزيف، وفي حالة اقتحام البنك وطلب الإرهابيين إدخال الباسوورد الخاصة به، يقوم بإدخال الحساب المزيف، حتى لا يتعرض لأي سوء، بالإضافة إلى ضرورة تحديث الفاير وير »الجداري الناري«، المسؤول عن أمن الحسابات والمعلومات في البنوك، حتى لا يستطيع أحد اختراق الأجهزة.

من ناحية آخرى أكد مصدر مسئول بالبنك المركزي ، أن أموال المودعين بكافة فروع البنوك على مستوى الجمهورية آمنة وأن البنك المركزى ضامن لها ، مشيرا إلى أن الشائعات التي ترددت حول تأثير العمليات الإرهابية التي تستهدف البنوك على إيداعات الأفراد أو المؤسسات لا أساس لها من الصحة وتجارة رخيصة.

وأعلن البنك الأهلى المصرى، صرف تعويضات للمصابين وأسر الشهداء بالهجوم الإرهابى الغاشم الذى تعرض له المقر المؤقت لفرع رفح بمدينة العريش يوم الاثنين الماضى، وذلك بعد حصر الحالات، كما تم أيضا صرف مكافآت لكل العاملين بكل من فرع رفح المؤقت وفرع العريش.

وأشار البنك، فى بيان صحفى ، إلى أنه يجرى حاليا العمل على إصلاح التلفيات التى لحقت بمقر فرع رفح المؤقت بالعريش حتى يتسنى له استقبال عملائه ومزاولة نشاطه فى أسرع وقت، منوها إلى أنه يتم حاليا تقديم الخدمة المصرفية لعملاء فرع رفح من خلال المقر الدائم لفرع العريش.

وتقدم المهندس يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلى،بالعزاء  لشهداء حادث سيناء الإرهابى، الذى وقع على أحد فروع البنك، موضحاً إن المبالغ التى تم الإعلان عنها من خلال الإعلام أو السوشيال ميديا غير صحيحة، وما تم سرقته ليس بالكثير لأن هذا الفرع صغيراً، قائلا:« لم يتم حصر الأموال التى سرقت حتى الآن، وجارى فحص الخسائر والسرقات«.

كان مصدر أمنى قد أعلن، استشهاد 3 من رجال الشرطة، أثناء صدهم هجوم إرهابى على فرع البنك الأهلى بوسط سيناء، لافتاً إلى إن عدداً من العناصر الإرهابية قاموا بالهجوم على فرع البنك الأهلى بوسط سيناء، وزرع 5 عبوات ناسفة بمحيط الفرع، مشيراً إلى أن الخدمات الأمنية المعنية لتأمين البنك تعاملت معهم، مما أسفر عن إستشهاد 3 من رجال الشرطة، وسقوط عدد من القتلى بين صفوف العناصر الإرهابية.