محمد رمضان يتراجع للموسم الثانى على التوالى إلى المركز الثانى
في العام الماضي ملأ محمد رمضان السوشيال ميديا بعبارة واحدة »ثقة في الله نجاح« وذلك على إثر نجاحاته المتتالية في أفلامه والتي كان يصل بها إلى قمة شباك الإيرادات معتمداً على فئة معينة من الجمهور واختياره دائما موسم الأعياد والتي يكون أغلب رواد السينما من الصبية أقل من 15 سنة وهي السن التي ينبهر فيها مثلهم بالشخصيات التي يقدمها رمضان في تلك الفترة.
ونظراً للهالة التي حدثت حول محمد رمضان في تلك الفترة ومع عرض مسلسله »الأسطورة« رمضان قبل الماضي ولكونه حصريا على إحدى الفضائيات تابعه جمهور كبير من الصبية ورواد المقاهي الذين انجذبوا لشخصية رفاعي الدسوقي ومن بعده ناصر الدسوقي في المسلسل رغم وجود أعمال كثيرة أكثر قيمة فنية منه إلا أن بريق الشخصية كان له عامل جذب في احتلال المسلسل المركز الأول في المتابعة على شاشات الفضائيات، وغاب رمضان العام الماضي عن الشاشة لظروف تجنيده إلا أنه عاد بفيلمين في موسمين متتاليين نافس فيهما اثنين من أباطرة الأكشن في مصر.
عرض لرمضان في موسم عيد الفطر المبارك فيلم جواب اعتقال في الوقت الذي عرض للفنان أحمد السقا فيلم هروب اضطراري الذي استطاع به أن يعود مرة أخرى إلى قمة شباك الإيرادات متفوقا على محمد رمضان الذي جاء في المركز الثالث بعد فيلم تامر حسني تصبح على خير في صدمة أصابته وأصابت جمهوره معه، وعلى غير عادته لم يخرج رمضان على السوشيال ميديا ليؤكد أنه رقم واحد بل التزم الصمت المطبق في هذا الأمر وظهرت الأخبار بأنه يستعد لعرض فيلمه الجديد الكنز مستعينا فيه بنجم آخر ظل على قمة شباك الإيرادات فترة طويلة وهو النجم محمد سعد بعد أن كان مرشحا للدور النجم أحمد السقا إلا أنه بعد عرض الفيلم واجه صدمة جديدة بنزوله للمرة الثانية من على القمة أمام فيلم النجم أحمد عز الخلية، ليدور سؤال بين الجمهور والنقاد: هل هي النهاية لمحمد رمضان كنجم أوحد في شباك التذاكر وينزل جبرا من على القمة ليحتلها غيره أم أنه سيصبح مثل نجوم كثيرين أخذوا وقتهم ثم تواروا عن المشهد، ففي عام 1997 كانت الانطلاقة الصاروخية للمثل الشاب في ذلك الوقت محمد هنيدي، وذلك عندما استعان به الفنان محمد فؤاد ليقوم بدور في فيلم »اسماعيلية رايح جاي« فما كان من هنيدي إلا أن خطف الكادر من كل الموجودين في الفيلم ليبدأ المنتجون يلتفتون له بعد عدة أدوار صغيرة في بعض الأفلام ليقوم ببطولة فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية ثم همام في أمستردام ثم تتوالى الأفلام إلى أن يخبو نجم هنيدي وإن كان ازال يحاول أن يظل في الكادر.
ومثل هنيدي كانت انطلاقة النجم محمد سعد عندما قدم مع الراحل علاء ولي الدين شخصية الليمبي في فيلم الناظر ليقدمها بعد ذلك في فيلم منفصل يحمل اسم الشخصية، ثم يتبعه بالجزء الثاني إلا أنه حصر نفسه في تلك التيمة فكان السقوط المدوي سريعا، رغم محاولاته أن يستعيد المجد السليب، فهل يصبح رمضان مثل هؤلاء.
الناقد الفني طارق الشناوي أكد أن محمد رمضان موهبوب ولديه كاريزما النجم، ولا يمكن أن نعتبره ظاهرة ستنتهي بالوقت، لكن لديه عيب خطير وهو عدم وجود ثقافة الاختيار، فهو لا يجيد تقديم نفسه على الشاشة من خلال الأدوار التي يقدمها.
وأكد الشناوي أن الفترة الحالية تلعب السوشيال ميديا دوراً خطيرا في أن يطرح الفنان نفسه أمام الناس، وهو الأمر المهم الآن بالنسبة لأي نجم وليس رمضان وحده، إلا أن رمضان يسيء تقديم نفسه في الجانب الاجتماعي، فمثلا لماذا يلتقط صورا مع جمال مبارك وعندما يسأل عن ذلك يقول إنه التقط صورا مع واحد من الناس، فهل هو شكل اجتماعي أراد رمضان أن يصل به كرسالة للناس أم هو توجه سياسي أراد أن يعلنه للناس، حتى ولو كان اللقاء صدفة كما أكد رمضان، وبالمثل الدخول في معارك فنية تثير عليه الجمهور مثل انتقاده لاسماعيل ياسين وتهكمه على فيلم »إسماعيل ياسين في الطيران« بأنه سطحي وهزلي برغم عدم وجود إسماعيل ياسين في المشهد ولكن هذا يدل على عدم استيعابه للفيلم.
الشناوي أكد أن رمضان يقدم نفسه بشكل سيئ وهو ما يلعب دورا سلبيا في مسيرته الفنية، لكن رمضان يتلك مقومات تجعله يعيش فترة طويلة لكن الموهبة وحدها لا تضمن البقاء على القمة، وإنما يجب أن يصاحبها الذكاء الفني، فعادل إمام ليس الأول في الموهبة فهناك من هم أكثر منه موهبة، لكنه الأكثر ذكاء بين كل جيله.
وعلى الرغم من أن هناك حربا على رمضان من قبل شركات الإنتاج وبعض النجوم لإزاحته من المشهد إلا أن أكثر من يوجه الضربات لرمضان هو رمضان نفسه، فهو موهبة فنية كبيرة لكنها مغلفة بعدم الذكاء الفني الذي يضمن لها البقاء على القمة.
الناقدة الفنية نعمة الله حسين أكدت أن أن محمد رمضان ظاهرة مثل أي ظاهرة فنية ظهرت في السنوات الأخيرة وخاصة أنه كان يمثل شخصية الإنسان المغلوب على أمره والذي يأخذ حقه بذراعه في ظل غياب القانون وعدم أخذ الحق إلا بالذراع.