”الأموال” تكشف الوجه الآخر لـ”تيران وصنافير”
"الأموال" تكشف الوجه الآخر لـ"تيران وصنافير"
منطقة واعدة في التنقيب عن النفط والغاز.. ومنتجع سياحى يدر ملايين الدولارات سنويا
خبراء: العلاقات المصرية السعودية تاريخية، والتبادل التجاري وصل لـ6.3 مليار دولار.
لا يزال اللغط دائراً حتى كتابة هذه السطور حول الحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا مطلع الأسبوع الماضي والذي قضي بتبعية جزيرتي تيران وصنافير للأراضي المصرية، وحتي الآن لم ينته الجدل نهائيا حتى بعد صدور الحكم حيث ينتظر الجميع فصلاً أخر من المداولات وربما الفصل الأخير بعد ما أعلنت مصادر بهيئة دفاع الحكومة اعتزام إقامة دعوي تنازع اختصاص »جديدة« أمام المحكمة الدستورية العليا لوجود حكمين قضائيين نهائيين متناقضين، لم يعد أمام الحكومة إلا انتظار حكم المحكمة الدستورية، وسط تساؤلات عن مدي تأثير دعوي التنازع بين حكمي »القضاء الإداري« و«الأمور المستعجلة« على مسار القضية، بالإضافة إلى إحالة الملف برمته للبرلمان.
وما يعنينا هنا هو الأهمية الإستراتجية والاقتصادية من الجزيرتين سواء كانتا ستظلان تحت الحماية أو السيادة المصرية أو انتقلت للسيادة السعودية؟
وتكمن أهمية جزيرة تيران في تحكمها في مدخل خليج العقبة بمضيق تيران لكونها تطل عليه، إلى جانب منطقة شرم الشيخ في السواحل الشرقية لسيناء، ورأس حميد في السواحل الغربية لتبوك في السعودية، كما أن للجزيرتين أهمية استراتيجية كونهما تتحكمان في حركة الملاحة الدولية من خليج العقبة حيث تقعان عند مصب الخليج، الأمر الذي يمكنهما من غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة.
استثمار الجزيرتين.
في البداية أثني أبوبكر الديب، الخبير في الشأن الاقتصادي، بحكم المحكمة الإدارية العليا، برفض طعن الحكومة على بطلان اتفاقية جزيرتي »تيران وصنافير«، قائلا، إن تطوير الجزيرتين واستثمارهما سياحيا يمكن أن يدر للدولة ملايين الدولارات سنويا.
وأضاف الديب أن الجزيرتين لهما أهمية سياحية كبيرة، بسبب موقعهما على سواحل البحر الأحمر، حيث تتميزان بوجود الشعاب المرجانية العائمة، وصفاء المياه، بالإضافة إلى احتوائهما على أسماك ملونة ونادرة وسلاحف بحرية مهددة بالانقراض مثل السلاحف الخضراء، والرخويات وشوكيات الجلد والطحالب البحرية، وهو ما يجعلهما مقصدا سياحيا مهما لممارسة الرياضات المائية.
وأوضح أن الجزيرتين تستقبلان سياحا مصريين وأجانب، لممارسة الغطس، بمعدل 2500 سائح يوميا، حيث تتميز سياحة الغطس في جزيرة تيران بقربها من منطقة الغرقانة، والتي سميت بهذا الاسم، لاصطدام سفينة تجارية ألمانية تدعي »ماريا شرودر«، بالشعاب المرجانية المتحجرة عام 1956، ما أدي لغرقها لينقسم جسمها إلى جزأين، جزء أعلي مياه البحر وجزء كبير منها تحت المياه على عمق 24 مترا، ولا يزال محتفظا بكل ما فيه من الأدوات التي كان يستعملها البحارة، وتعتبر هذه السفينة مقصدا هاما لهواة الغوص ومزارا للسائحين.
وطالب بتنمية الجزيرتين سياحيا وبيئيا، وإنشاء منتجعات وفنادق سياحية، وتشجيع سياحة المؤتمرات، والعلاج بهما، مشيرا إلى أن جزيرة تيران، تقع عند مدخل مضيق تيران، الفاصل بين خليج العقبة، على بعد 6 كيلو مترات تقريبًا عن الساحل الشرقي لسيناء، وتبلغ مساحتها نحو 80 كليو مترًا مربعًا، وتجاورها من ناحية الشرق جزيرة صنافير، والتي تبلغ مساحتها نحو 33 كيلو مترًا مربعًا.
نصوص اتفاق تيران وصنافير
أما فيما يخص السعودية، فأكد الديب أن العلاقات المصرية السعودية تاريخية، بعدما ارتفع حجم التبادل التجاري ليصل إلى 6.3 مليار دولار خلال عام 2015، مقابل 6.2 مليار دولار خلال عام 2014، مشيرا إلى أن الاستثمارات السعودية في مصر بلغت 6 مليارات دولار في أكثر من 3400 مشروع استثماري.
وأضاف الديب، أن الاستثمارات المصرية في السعودية بلغت 2.5 مليار دولار في أكثر من 1300 مشروع استثماري، مطالبا باحترام العلاقات الوطيدة بين البلدين وعدم تصعيد الأزمات البسيطة خصوصا أنه سواء استمرت الجزيرتين تحت السيادة المصرية وفقا لحكم القضاء أو حتى أصبحت تحت السيادة السعودية وفقا للقرار الموقع بين الحكومة المصرية والرياض، فإن نصوص الاتفاقية بين البلدين تضمن حرية حركة التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبير، أما عن تفاصيل الاتفاقية فهي تنص على »قيام القاهرة بتأمين جزيرتي تيران وصنافير، لمدة 65 عاماً، مقابل أن تدفع الرياض مبلغ 2.5 مليار دولار للجانب المصري واستفادة مصر بما نسبته 25% من الموارد الطبيعية في المنطقة التي تضم الجزيرتين، أو أن تدفع الرياض ما قيمة ذلك بالدولار، على ألا تخل أحكام الاتفاقية بحق السفن المصرية في التمتع بحق ممارسة الأنشطة المختلفة على النحو الذي تم الاتفاق عليه بين الطرفين«.
كما أن الجزيرتين معروفتان بثرواتهما المائية، وتعتبر المنطقة واعدة في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بالبحر الأحمر، وهو ما تؤكده المسوح السيزمية التي أجرتها السعودية بالبحر الأحمر منذ عام 2012، وأسفرت عن اكتشاف حقلي مدين وشعور، وما أعطته المسوح السيزمية على مستويات أعمق من مؤشرات واعدة للغاز الطبيعي على بعد كيلومترات من جزيرة شدوان.
ونظراً لارتفاع تكاليف التنقيب بالبحر، فإنه طبقًا للاتفاقية تحصل مصر على 25% من عائد أي موارد طبيعية بالمنطقة التي تضم الجزيرتين، فضلًا عما تمثله الجزيرتان من أهمية إستراتيجية كونهما تتحكمان في حركة الملاحة من خليج العقبة.
تيران وصنافير في سطور
تعتبر جزيرتا تيران وصنافير من أهم الجزر والمحميات الطبيعية والوجهات السياحية في مصر، ومقصد جاذب للسياح من كل أنحاء العالم، وتعتبر من أهم مصادر الدخل القومي في مصر.
تبعد جزيرتا تيران وصنافير عن بعضهما بمسافة نحو أربعة كيلومترات في مياه البحر الأحمر، وتتحكم الجزيرتان في مدخل خليج العقبة، ومينائي العقبة في الأردن، وإيلات في إسرائيل.
وتقع جزيرة تيران عند مدخل خليج العقبة، على امتدادٍ يتسم بأهمية استراتيجية يطلق عليه »مضيق تيران«، وهو طريق إسرائيل لدخول البحر الأحمر.
وتعد جزيرة تيران أقرب الجزيرتين إلى الساحل المصري، إذ تقع على بُعد ستة كيلومترات عن منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر.
وتتمركز القوات المصرية في الجزيرتين منذ عام 1950، وكانتا من بين القواعد العسكرية الاستراتيجية لمصر في فترة العدوان الثلاثي عام 1956، واستولت إسرائيل عليهما في ذلك الوقت، كما سيطرت إسرائيل على الجزيرتين مرة أخري في حرب 1967 لكنها أعادتهما إلى مصر بعد توقيع البلدين اتفاقية سلام في عام 1979.
وتنص بنود اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية على أنه لا يمكن لمصر وضع قوات عسكرية على الجزيرتين، وأن تلتزم بضمان حرية الملاحة في الممر البحري الضيق الذي يفصل بين جزيرة تيران والساحل المصري في سيناء.
والجزيرتان غير مأهولتين بالسكان، باستثناء وجود قواتٍ تابعةٍ للجيش المصري، وقوات حفظ السلام متعددة الجنسيات منذ عام 1982، وأعلنت السلطات المصرية الجزيرتين محمية طبيعية بعد أن أعادتها إسرائيل إليها، وباتت الجزيرتان مقصدا للسياح الذين يمارسون رياضة الغوص في البحر الأحمر.
إسرائيل والجزيرتين
وتعتبر جزيرتا »صنافير وتيران«، من أهم جزر البحر الأحمر والتي ترددت أسماؤها كثيرًا خلال الأيام القليلة الماضية واللتان تتميزان بسحر الطبيعة وتعدان مقصدا سياحيا مصريا مهما، وتتناثر الشعاب المرجانية المتميزة والنادرة في هذه الجزر، مما يجعلها وجهة مثالية، وعامل جذب رئيسيا لسياحة الغوص طوال السنة، فضلا عن الشواطئ الرملية البيضاء، مع أشعة الشمس التي يفقدها الكثير من السياح في بلادهم، وتصنع الجزيرتان ثلاث ممرات من وإلي خليج العقبة، وأهميتهما الاستراتيجية في أنه يمكن غلق الملاحة بهما في الخليج.
جزيرة تيران تبلغ مساحة جزيرة تيران 80 كم مربع، وتقع عند مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد عن ساحل سيناء 6 كم، وأُعلنت محمية طبيعية مع جزيرة صنافير عام 1983م، من قبل الحكومة المصرية.
وجزيرة تيران مقصد لمحبي رياضات الغوص لصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية، والكائنات البحرية المتميزة والعجيبة، وتتجه إليها اليخوت في رحلات بحرية من شرم الشيخ للطواف حولها، والاستمتاع بسحر طبيعتها.
أما جزيرة صنافير فتبلغ مساحتها 33 كم مربع، تقع شرق مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتوجد »صنافير« غرب جزيرة تيران، وعلي بعد حوالي 2.5 كيلومتر منها، يوجد بها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ.