الصحف العبرية : المصالحة بين قطر ومصر ضد إسرائيل وتساهم فى إعمار غزة
حالة من الاستنفار الأمني صاحبها تدفق في التقارير والتحليلات على المستوى الاستراتيجي والأمني والسياسي في أعقاب الإعلان عن المصالحة المصرية القطرية برعاية المملكة السعودية شهدتها إسرائيل. انقسمت الأراء مابين مشجع ومتفائل من نتائج المصالحة وبين متخوف من هذه المصالحة التي تضر بإسرائيل وهذا ما كشف عنه محلل الشئون العسكرية في صحيفة (هآرتس) العبرية، عاموس هارئيل، والذي أشار في تقرير نشره منذ أيام إلى أن وزارة الخارجية ووزارة الحربية والأجهزة الأمنية المختلفة في إسرائيل ينظرون إلى الواقعة بعين الاهتمام، وأن التقدير الأولي للمصالحة المصرية القطرية أنها ستُسهم في إعمار قطاع غزة وتهدئة الجبهة الجنوبية في الأشهر القريبة القادمة، باعتبار أن قطر هي الراعية الرئيسية لحماس، والخصومة الشديدة التي بين حماس، وبين الدولة المصرية، أدت إلى تعميق وحل المستنقع الاستراتيجي في غزة، وبالتالي فإن المصالحة قد تُسهم في الهدوء والاستقرار في الفترة القريبة القادمة، ومن الناحية الأخرى، مصادر سياسية وأمنية في تل أبيب قالت إنهم يعرفون في إسرائيل أنّه على المدى البعيد فإنّ الاتفاق من شأنه أن يدفع الجناح العسكري التابع لحماس، كتائب الشهيد عز الدين القسام، إلى الحضن الإيراني ويزيد من احتمال وقوع مواجهات أخرى، على حد تعبيرها.وتابع المُحلل العسكري هارئيل قائلاً إن معظم الجهات الأمنية في إسرائيل تتفق على أن السبب الأساسي للتدهور في الصيف الماضي كان بالإمكان توقفه قبل سنة، في الأزمة بين حماس و مصر في (يوليو) من العام 2013، فمنذ ذلك الحين قطعت القاهرة الهواء عن القطاع من خلال الهدم الممنهج والشامل للأنفاق وإغلاق معبر رفح إلى جانب الإغلاق الإسرائيلي. وعليه، برأي هارئيل، وجد الغزيون أنفسهم في حصار آخذ في الازدياد، وعندما ازداد سوءً وبعد فشل محاولة تطبيق اتفاق المصالحة مع فتح كي تصل أموال الرواتب إلى القطاع، بدأ التدهور الذي أدى إلى اندلاع الحرب، على حدّ وصفه.أما فيما يتعلق بالعلاقات بين حماس وإيران فقال المُحلل الإسرائيلي إن العلاقات بين الطرفين تراجعت بسبب الحرب الأهلية السورية، حيث قامت حماس بإخلاء مكتبها السياسي في دمشق، ويجلس خالد مشعل الآن في الدوحة عاصمة قطر، وقد انتقد النظام السوري. وردًا على ذلك، زاد المُحلل، أوقفت إيران إرساليات السلاح لحماس. وفي الأشهر الأخيرة، أردف هارئيل، بدأت تتضح حلول وسط بين إيران وغزة.وتابع: الإيرانيون يمتدحون صمود حماس ضد الجيش الإسرائيلي في الصيف، وتشكر حماس إيران على إرساليات السلاح التي تسلمتها في السابق، كما أنه في بداية الشهر قام وفد من حماس بزيارة إلى طهران، ولأول مرة منذ سنوات، ومن الممكن أن تحاول إيران استئناف تهريب السلاح إلى القطاع. ومثلما كل مرة ينشط فيها الإيرانيون في المنطقة، فإن عودتهم إلى الصورة في غزة لا تُعتبر أمرًا جيدا، على حدّ قوله.من ناحية أخرى، إيلي افيدار، الذي شغل منصب رئيس الممثلية الإسرائيلية في قطر منذ 1999وحتى 2001 (والتي أغلقت على إثر قطع العلاقات بين الدولتين خلال عملية الرصاص المصبوب)، يتوقّع أن المصالحة الجديدة فعلاً تضع حماس في ضائقة استراتيجية، لافتا إلى أن حماس سوف تتضرر من هذه المصالحة مع استمرار الضرر الذي لحق بها منذ الجرف الصامد وأضاف افيدار أن رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، خالد مشعل، حاول أن يصر على إقحام القطريين، ولكن حماس وافقت في النهاية على إبقائهم خارج الصورة. منذ تلك اللحظة، انكسرت هيبة الأمير القطري الشاب، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو لن يغفر ذلك لحماس، على حدّ تعبيره. وتابع أفيدار قائلا: القطريون بدأوا بتغيير سياستهم تجاه حماس، والدليل على ذلك، أنهم قاموا بتخفيض كمية التبرعات، وحماس من ناحيتها تُحاول بأي وسيلة مُمكنة إصلاح علاقاتها مع إيران لتعوض فقدان الدخل الكبير، على حدّ تعبيره. وفي مقالٍ تحليلي نشره في صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، قال أفيدار إن من أسماهم بالخبراء في الخليج يذهبون إلى أنّه سيأتي يوم قريبًا وستفقد السعودية صبرها، فتُرسل إلى قطر لواءً من الجنود، كما فعلت في البحرين، رغم احتجاج واشنطن. وحينها ستقف الولايات المتحدّة الأمريكية أمام معضلة حقيقية، ولكن قد يكون ذلك بعد فوت الآوان ... الرأي الآخر كتب عنه اسرائيل هرئيل في تقرير له نشرته صحيف هآرتس العبرية تحت عنوان التحالف المعتدل يكبح حماس أن القيادة السياسية و جهاز الامن في اسرائيل يعزون للتطورات الاخيرة بين الدول العربية السنية المعتدلة أهمية كبيرة ويقدرون بأنه اذا ما نجحت محاولات المصالحة السعودية فسيكون ممكنا الاستعانة بها في الجهود لاستقرار الوضع في قطاع غزة، في ضوء العلاقات الوثيقة بين قطر وحماس وفي اسرائيل يرون ايجابية في التقارب بين الدولتين ويقدرون أنه يعكس محاولة من السعودية وغيرها من دول الخليج البحرين، الكويت واتحاد الامارات لاعادة قطر الى الكتلة السنية المعتدلة ولدق إسفين بينها وبين الاخوان المسلمين والمنظمات السنية الجهادية العاملة في الشرق الاوسط. وتسعى مصر الى أن تضمن بأن توقف قطر المساعدات المالية للاخوان المسلمين في اراضيها ... للخطوة التي بادرت اليها السعودية على ما يبدو هدف آخر، يتجاوز تعزيز الكتلة السنية المعتدلة في العالم العربي بقيادة سعودية ومصرية. ففي الشهرين الاخيرين طرأ تقرب هام بين حماس وايران، بعد شرخ استمر سنتين على خلفية الحرب في سوريا (هناك نقلت حماس تأييدها من نظام الاسد الى المعارضة السنية، بسبب تماثلها مع الاخوان المسلمين السوريين).في أعقاب الحرب بين اسرائيل وحماس في الصيف الاخير، اقترحت طهران على حماس استئناف المساعدات المالية وبالأساس تهريب السلاح الى القطاع. والسعودية قلقة من اتساع متجدد للنفوذ الايراني في المنطقة وهذا من ناحيتها سبب جوهري لتشجيع مصر على المصالحة مع قطر، وربط الاخيرة من جديد بالمعسكر السني المعتدل والتأثير بهذه الوسيلة ايضا على اجراءات حماس في القطاع. وتصف مصادر امنية في اسرائيل الخطوات السعودية بأنها طموحة وترى في ذلك امكانية لتأثير باعث على الاعتدال لمواقف حماس في المواجهة مع اسرائيل ايضا.على الجانب الأخر بدأ رئيس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله جولة خليجية، في محاولة لتسريع تحويل الدفعات المالية العاجلة لإعادة إعمار غزة، والتي تعهدت بها تلك الدول خلال مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار.وأضاف مسئول في الحكومة الفلسطينية، طلب عدم ذكر اسمه، أن السعودية ستكون في طليعة الدول التي سيزورها الحمد الله.وكانت المملكة العربية السعودية، قد تعهدت لحكومة التوافق، قبل أيام من عقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار، في الثاني عشر من أكتوبرالماضي، بتقديم دعم مالي لإعادة الإعمار يبلغ 500 مليون دولار.كما زار الحمد الله، في منتصف نوفمبر الماضي، دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، للحصول على دفعات مالية عاجلة لإعادة إعمار غزة، بعد تعهدهما بتقديم 200 مليون دولار، ومليار دولار على التوالي
اقرا ايضا:
إسرائيل تحتجز 30 مسئول متهمين بالفساد
1.6 مليون بينهم 750 ألف طفل تحت خط الفقر في إسرائيل
صحف إسرائيلية : تجار السلاح الإسرائيليين يعربدون في إفريقيا وأسيا