خسائر مصر للطيران بلغت 1.1مليار جنيه في 2013.. وتخطط لتسيير خط مباشر إلي ‘‘شنغهاي‘‘
تخطط شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، في تسيير عدد من الرحلات الداخلية والخارجية الجديدة، إلى جانب دمج وإلغاء بعض الخطوط الخاسرة التى تقوم الشركة بتسييرها حاليا، وتقليص الإنفاق على مستلزمات الوقود وقطع الغيار، مستفيدة من تعاونها مع تحالف «ستار لاين» الدولى الذى يضم نحو 19 شركة طيران رائدة حول العام، وذلك ضمن خطتها الهادفة لتقليص خسائرها السنوية.
وكشف الطيار هشام النحاس، رئيس شركة مصر للطيران، في حواره مع جريدة المال، أن الشركة تعكف على دراسة تشغيل خط مباشر الى شنغهاى بالصين، بغرض تعزيز الربط مع دول آسيا، لافتاً إلي أن الخسائر المحققة فى النصف الأول من العام المالى الحالى (يوليو - ديسمبر 2013) بلغت نحو 1.1 مليار جنيه.
وأضاف: منذ 6 شهور تجرى عملية الدراسة بغرض التأكد من جدوى عمليات التشغيل لتجنب تكبد خسائر فى حال ضعف الاقبال، وتعول على استقرار الاوضاع السياسية لتفعيل الخط.
وتأتى دراسة تفعيل الخط الجديد فى ظل اهتمام وزارة السياحة بتنشيط حركة الوافدين من الصين، بعدما رفعت الأخيرة أوائل العام الحالى الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى المقاصد السياحية المصرية، ووافقت وزارة السياحة على منح تأشيرات السفر للسائحين الصينيين بعد وصولهم إلى مصر.
وقال: الشركة تدرس كذلك تسيير خط طيران مباشر إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا الشهر الحالى عبر تنظيم 4 رحلات أسبوعية تعمل على جذب مزيد من الركاب الإندونيسيين «الترانزيت» المتجهين إلى دول الخليج.
وكشف عن التخطيط لاطلاق خط طيران يربط بين مطار القاهرة ونيودلهى بالهند خلال الشهر المقبل عبر تنظيم 4 رحلات اسبوعيا، وتقوم الشركة فى الوقت نفسه بتسيير خط آخر الى مومباى.
وأوضح أن ذلك يتزامن مع مبادرة وزارة السياحة التى تهدف إلى جذب مليون سائح هندى سنويا عبر اتفاقية وقعت عليها إلى جانب وزارة الطيران مع اتحاد شركات السياحة الهندية خلال الشهر الماضى، لتعويض التراجع فى أعداد الوافدين للسياحة فى مصر.
وتسعى وزارتا السياحة والطيران لنيل حصة من نحو 50 مليون سائح من المتوقع خروجهم من الهند إلى مختلف دول العالم سنويا عام 2020 حسب تقديرات منظمة السياحة العالمية، وأكد أن وزارة السياحة حصلت على الموافقات الأمنية لمنح تأشيرات السفر للسائحين الهنود عقب وصولهم.
وقال إن «مصر للطيران» تعرض تخفيضات على أسعار رحلاتها خلال المواسم بنسب تتراوح بين %25-20 بغرض تعزيز حركة النقل على خطوط الشركة الداخلية والخارجية، مشيرا الى منح مكاتب الشركة بالخارج تحفيضات يتم استخدمها وقت الحاجة حسب الخطط الترويجية للشركة.
وتابع: إن الشركة تقوم كذلك بتقديم رحلات داخلية ترفيهية للركاب «الترانزيت» عبر التنسيق مع شركة الكرنك للسياحة التابعة، مستشهدا بتقديم رحلات الى الاهرامات لعدد من الرحلات مؤخرا.
وأكد سعى الشركة لتعزيز حركة الركاب «الترانزيت» على خطوط الشركة التى تمثل حاليا %30 بهدف تعويض تراجع حاد فى تدفق الحركة السياحية بعد فرض تحذيرات من 12 دولة بعدم السفر إلى المقاصد السياحة عقب حادث «طابا» الإرهابى.
وقال إن الشركة ستبدأ فى تشغيل خط طيران مباشر بين الأقصر ومدريد الإسبانية، لينضم إلى خطى «الأقصر - لندن» و«الأقصر - باريس» اللذين دخلا حيز التشغيل مؤخرا فى محاولة لتنشيط حركة السياحة الوافدة من تلك الدول.
ولفت الى تزامن ذلك مع تخفيضات بواقع %20 على أسعار التذاكر لكل من شرم الشيخ والغردقة لتشجيع تدفق السائحين على تلك المناطق خلال الفترة المقبلة.
وكشف عن إعادة تقييم خطوط الشركة الحالية عبر لجنة تم تشكيلها مؤخرا، ودراسة تقليل الرحلات على بعض الخطوط، مثل خط «هرارى» بزيمبابوى بسبب ضعف حركة الاقبال عليه مؤخرا، وانطلق الخط فى يونيو الماضى بالتزامن مع خط القاهرة - ابيدجان فى ساحل العاج.
وأوضح أن الشركة تستهدف تحقيق 15 مليار جنيه ايرادات حتى نهاية العام المالى الحالى من خلال نقل 8 ملايين راكب عبر خطوط الشركة، متوقعا ارتفاعا لا يقل عن %15 فى إيرادات الشركة خلال العام المالى المقبل مع تشغيل عدة خطوط جديدة.
وأشار النحاس إلى أن التراجع الحاد فى حركة الوفود السياحية خلال العام المالى الحالى كان العامل الرئيسى فى تكبد الشركة خسائر بلغت 1.1 مليار جنيه خلال النصف الأول من العام.
وأكد أن الشركة تعكف على تطبيق خطة عاجلة تستهدف تقليص المصروفات عبر تفعيل عدد من الآليات أبرزها تقليل استهلاك الوقود الذى يستحوذ على %40 من المصروفات بما يزيد على 500 مليون جنيه سنويا عبر شراء وقود من السوق المحلية بقيمة 250 مليون جنيه الى جانب 40 مليون دولار وقود من السوق الخارجية.
وتابع: إن الشركة بدأت تفعيل عدد من الاجراءات لتخفيض استهلاك الوقود عبر تخفيف الاوزان على الطائرات الى جانب الطيران على مستويات منخفضة.
وتوقع تراجع الاستهلاك السنوى للوقود بما يقدر بنحو 200 ألف دولار، مرجعا سبب ارتفاع فاتورة استهلاك الوقود إلى شرائه بالسعر العالمى من وزارة البترول، مما ساهم فى زيادة الأعباء المالية على الشركة - حسب قوله.
وذكر أن باقى آليات تخفيض المصروفات تتمثل فى الاعتماد على وكلاء خدمة بدلا من فتح مكاتب فى الخارج، مشيرا الى تفعيل ذلك التوجه بالفعل فى دول مثل عمان والكويت وكوالالمبور.
وأوضح أن تفعيل عمليات حجز التذاكر من خلال الموقع الالكترونى يهدف الى تقليل الاعتماد على مكاتب الحجز التقليدية، مستندا الى تحقيق %8 حجزا عبر الموقع على مستوى الشبكات الخارجية من إجمالى التذاكر المبيعة.
كما أشار الى الاتفاق مع الدول التابعة لتحالف ستارلاين الذى يضم 19 شركة طيران عالمية على شراء الوقود وقطع الغيار بشكل مجمع بغرض تقليص التكلفة، هذا الى جانب نقل الركاب على خطوط الشركات التابعة للتحالف نظير حصة من الايرادات.
وأضاف أن التعاون مع تحالف «ستار لاين» سيسمح لـ«مصر للطيران» بالوصول إلى دول تعجز عن تنظيم رحلات إليها.
تجدر الإشارة الى أن مصر للطيران انضمت إلى شركات التحالف عام 2008، وفى ديسمبر الماضى عقد رؤساء مجالس إدارات الشركات أعضاء التحالف اجتماعهم السنوى فى العاصمة النمساوية فيينا بمشاركة «مصر للطيران».
وأكد النحاس أن التوسع فى التوقيع على اتفاقيات «الرمز المشترك» مع الدول المجاورة بهدف التمكن من نقل الركاب على خطوط كلا الجانبين.
وقال إن اتفاقيات الرمز المشترك بين شركات الطيران تسمح بتبادل المصالح وعمل خدمات تسويقية على خطوط الجانبين.
وأوضح أن «مصر للطيران» تعمل على توسيع اتفاقية الرمز المشترك الموقعة مع تركيا بما يحقق التوسع لشبكة مصر للطيران نظير حصة من الايرادات يتم الاتفاق عليها.
وتابع: إن الشركة تعمل كذلك على الاستمرار فى سياسة تأجير الطائرات القديمة التى تعمل ضمن أسطول شركة الخطوط بغرض تقليل نفقات الصيانة، الى جانب توقيع عقود عمل للطيارين بالشركة للعمل على الطائرات المؤجرة.
وأكد أن الشركة تحقق فائدتين وهما الاستفادة من قيمة تأجير الطائرات الى جانب توفير أجور الطيارين أيضا، مشيرا الى تأجير 3 طائرات مؤخرا لشركات ليبية.
الجدير بالذكر أن اسطول شركة مصر للطيران للخطوط الجوية يصل إلى 56 طائرة مملوكة لـ«القابضة لمصر للطيران» باستثناء 6 طائرات تستأجرها الشركة، ولديها ضمن الأسطول 8 طائرات ايرباص 330 تحتاج الى تأجيرها.
وأكد سعى الشركة لتعزيز الموارد من خلال التوسع فى تنظيم رحلات الحج والعمرة الى السعودية، مشيرا الى استهداف نقل 45 ألف حاج خلال العام الحالى.
الى جانب استهداف 20 ألف راكب ترانزيت عبر دول أفريقيا مثل نيجيريا والدول العربية، منوها بأن السعودية خفضت حصة اعداد الحجاج من مصر %20 خلال العام الحالى بدعوى عمل توسعات بالحرم المكى.
ولفت الى منح 120 ألف تأشيرة عمرة خلال شهرى شعبان ورمضان، رغم منح هذا العدد من التأشيرات خلال رمضان فقط من العام الماضى.
وأكد نقل 273 ألف معتمر من مطلع شهر فبراير حتى نهاية مارس، منهم 234 ألف راكب عبر مطار القاهرة.