سيرة الفريق فوزي مهندس القوات المسلحة المصرية في ”ذاكرة مصر”
صرح الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، أنه في إطار توثيق مكتبة الإسكندرية لتاريخ مصر الحديث والمعاصر، وبحثها عن العائلات التي يكون أحد أفرادها قد شارك في صنع وتنفيذ السياسة المصرية خلال أي فترة من فترات تاريخ مصر الحديث والمعاصر لأرشفته ضمن حاويتها التاريخية ذاكرة مصر المعاصرة، وإتاحته مجانا على شبكة الانترنت، فقد حصلت الذاكرة على المجموعة الأرشيفية الخاصة بالقائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الأسبق الفريق أول محمد فوزي خلال الفترة 1967-1971 ، وقد أهدى أبنائه أشرف، نجوى، سلوى ومحمد فوزي هذه المجموعة إلى مكتبة الاسكندرية.
وتضم المجموعة البومات صور زيارة الفريق أول محمد فوزي إلى الهند بعثة عسكرية 1966، زيارة الفريق أول محمد فوزي إلى الاكاديمية العسكرية الهندية 28 يناير 1967، احتفال الكلية الحربية بمرور 150 عاما على إنشائها 18 يونيه 1962، سجل تاريخي لزيارات واستقبالات ومرور السيد وزير الحربية 7-12-1967 إلى 1-11-1969، زيارة الفريق أول محمد فوزي إلى الجامعة العربية، لبنان، زيارة الفريق أول محمد فوزي إلى تشكوسلوفكيا بعثة عسكرية 1966، العراق، لقاءات 1969-1970، زيارة الفريق أول محمد فوزي إلى الاكاديمية العسكرية الهندية 28 يناير 1967، والعديد من الصور الشخصية المتنوعة. بالإضافة إلى مجموعة من شهادات التخرج وبراءات الاوسمة والنياشين.
يقول محمد فوزي في مجموعة وريقات خاصة بخط يده حصلت المكتبة على نسخة منها "ولدت يوم الجمعة 5 مارس 1915 من أبوين مصريين – بكباشي أمين فوزي في 9 رمضان 26 مارس 1926 والسيدة فاطمة زهدي توفيت عام 7 يوليو 1932 في 12 شارع العباسية – القاهرة – منزل جدي لأمي عبد الله زهدي، ونلت شهادة الابتدائية عام 1930 وكان ترتيبي الرابع في مصر كلها من مدرسة العباسية الابتدائية، والتحقت بمدرسة فؤاد الاول الثانوية في العباسية ونلت فيها شهادة الكفاءة 3 سنوات، حولت إلى مدرسة القبة الثانوية في كوبري القبة قريبة من منزلي 12 شارع منشية البكري وأخذت منها شهادة البكالوريا بمجموع كبير. والتحقت بالكلية الحربية وكان أسمها المدرسة الحربية عام أكتوبر 1934 واستمريت فيها سنتان وتخرجت بترتيب الثالث في الاقدمية العامة لدفعة كان عددها 21 طالبا تخرج منها معي 10 ضباط فقط وكان عمري 21 عاما.
شارك فوزي في حرب فلسطين قائداً للمدفعية المضادة للطائرات وأُصيب في غزة. ثم انضم إلى الكلية الحربية كمعلم برتبة (بكباشي) مقدم أركان حرب في 15 يناير 1949، وعمل فترة طويلة كبيرا للمعلمين وترقى فيها إلى أن وصل إلى درجة لواء فمديرا للكلية الحربية. رقي فوزي رئيساً للأركان الجيش مارس 1964، وفي 11 يونيو 1967 عينه الرئيس جمال عبد الناصر قائدا عاما للجيش ثم أضيف اليها منصب وزيرا للحربية في 24 فبراير 1968. فيعتبر فوزي أول من جمع بين منصب القائد العام ووزير الحربية ومن حينها لم يفصل بين المنصبين.
كانت أولى الخطوات التي اتخذها الفريق أول محمد فوزي هي تطهير الجيش من قيادات الصف الثاني المسئولة عن الهزيمة، وإعادة تنظيم صفوف الجيش المصري بعد النكسة. في 14 مايو 1971 قدم استقالته من جميع مناصبه تضامناً مع بعض الوزراء احتجاجاً علي سياسة الرئيس السادات، وتم اعتقاله مع عدد كبير من كبار المسؤولين السابقين وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، لاتهامه بالتآمر ضد الرئيس السادات فيما عُرف بثورة التصحيح. وتمّت محاكمته امام محكمة عسكرية ووضع قيد الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي العسكري إلى أن اصدر الرئيس السادات قرار بالعفو عنه عام 1974، وقد أبدى الرئيس «السادات» وقتها أسفه لذلك، وقال بالنص «إنه يحدد إقامته وهو حزين»، اعترافاً منه بأن للرجل أيادي بيضاء على القوات المسلحة المصرية سواء أثناء إدارته لمصنع الأبطال أو قيادته للجيش بعد النكسة.