ترامب يثير الجدل بتصريحات حول سيطرة الولايات المتحدة على غزة: ردود فعل دولية وعربية غاضبة
في مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، تطرقت تصريحاته إلى مجموعة من الملفات الحساسة، أبرزها تطورات الوضع في قطاع غزة.
غزة تحت السيطرة الأميركية
خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تساهم في خلق آلاف فرص العمل عبر إشراف أميركي على عملية إعادة الإعمار.
وأوضح ترامب أن هذا المشروع سيسهم في تحويل القطاع المدمر إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، حيث يعتقد أن الفلسطينيين "سيودون بشدة" مغادرة غزة التي دمرتها الحرب، في حال أتيحت لهم الفرصة.
ترامب اقترح أيضًا أن يتم استقبال اللاجئين الفلسطينيين في مصر والأردن، رغم رفضهما المبدئي لذلك، معتبرًا أن القادة الأردنيين والمصريين سيكونون مستعدين لفتح "قلوبهم" لمنح الأراضي اللازمة للفلسطينيين للعيش بسلام.
الموقف بشأن الضفة الغربية
وعن الموقف الأميركي من الضفة الغربية، أكد ترامب أنه لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن سيادة إسرائيل عليها، موعِدًا بإعلان القرار في الأسابيع القادمة.
انتقادات فلسطينية وعربية
سارع القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، إلى الرد على تصريحات ترامب، واصفًا الدعوة لتهجير سكان غزة بأنها "طرد من أرضهم".
وأكد أن هذه الخطوة ستؤدي إلى "إنتاج الفوضى والتوتر" في المنطقة، مشيرًا إلى أن أهالي غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات.
من جانب آخر، اعتبر السيناتور الأميركي الديمقراطي، كريس ميرفي، أن تصريحات ترامب تمثل "مزحة رديئة" محذرا من تبعاتها الخطيرة.
وقال ميرفي عبر منشور على منصة إكس: "غزو غزة سيؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب قد تستمر لعقود".
أما عضو مجلس النواب الأميركي، جيك أوشينكلوس، فقد وصف التصريحات بأنها "متهورة وغير معقولة"، مشيرا إلى أن مثل هذه التصريحات قد تؤثر على استمرارية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
مصر تؤكد دعمها الكامل لفلسطين وترفض خطة ترامب لإعادة توطين سكان غزة
أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، دعم مصرالكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشددًا على ضرورة المضي في مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة من دون مغادرة الفلسطينيين للقطاع، رافضًا تصريحات ترامب التي تدعو لإعادة توطينهم في دول أخرى.
وأوضح عبد العاطي أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا لتولي مهامها في غزة، داعيًا إلى حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية يعتمد على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
التصريحات تثير تساؤلات
رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، شكك في قدرة سكان غزة على مغادرة القطاع المدمر، خاصة أن العديد منهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من أراضٍ كانت تحت سيطرة إسرائيل ولم يتمكنوا من العودة إليها.
على الصعيد العربي والدولي، تمسك العديد من الدول بمواقفها الثابتة حيال القضية الفلسطينية، فقد أكدت المملكة العربية السعودية على موقفها الراسخ بضرورة قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشارت وزارة الخارجية السعودية إلى أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، شدد على هذا الموقف بشكل واضح.
من جهتها، أكدت أستراليا على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل الدولتين، وهو الموقف الذي تتبناه أيضًا العديد من الدول الغربية.
انتقادات قانونية
تعتبر خطوة ترامب لتوطين الفلسطينيين في دول أخرى بمثابة "تهجير قسري"، وهو ما يعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي.
وقد أثار هذا المقترح معارضة شديدة من حلفاء الولايات المتحدة، الذين أبدوا قلقهم من التداعيات السلبية لهذا الحل.
ترامب و"التصريحات المثيرة"
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات ترامب حول غزة تأتي في وقت حساس، حيث كان قد أطلق في وقت سابق تصريحات مثيرة للجدل حول السيطرة على مناطق أخرى مثل غرينلاند، وحتى التأكيد على فكرة تحويل كندا إلى الولاية الأميركية الحادية والخمسين، هذه التصريحات أضافت مزيدًا من الجدل حول مواقف ترامب في فترة رئاسته الثانية.