بمشاركة الشيخ نهيان بن مبارك.. تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية يبحث دور الهوية الوطنية في مواجهة تحديات العولمة
اختتمت في أبوظبي مساء الخميس ندوة بعنوان "الهوية الوطنية.. الأدوار والتحديات"، لبحث سُبل تعزيز الهوية الوطنية في مواجهة التحديات المعاصرة، وفي مقدمتها تحدي العولمة. شارك في تنظيم الندوة الأمانة العامة لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، بالتعاون مع مكتب الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وصحيفة الأيام البحرينية.
حضر الندوة نخبة كبيرة من المفكرين والمثقفين من دولة الإمارات العربية المتحدة والدول العربية، وتعود أهمية هذه الفعالية إلى أن الهوية الوطنية تأتي دائماً في سُلم أولويات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لدورها الكبير في الحفاظ على التماسك المجتمعي، ومواصلة الإنجاز والابتكار.
شارك في الندوة التي شهدت مناقشات ثرية حول موضوع الهوية الوطنية، وأهميتها في تعزيز وترسيخ التماسك المجتمعي في العالم العربي، أسامة هيكل وزير الإعلام المصري السابق، وتحدث في الجلسة الثانية التي ناقشت دور التربية والتعليم في ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية، عن تأثير التعليم في الهوية الوطنية.
ودعا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي ورئيس مجلس إدارة "صندوق الوطن"، في كلمته في الجلسة الافتتاحية، إلى تعزيز الهوية الوطنية، لمواجهة التحديات الراهنة، والتكيف مع المتغيرات العالمية، مشدداً على ضرورة الاعتزاز بالهوية الوطنية الإماراتية، لاشتمالها على مجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية المهمة، في مقدمتها: الكرم، والعطاء، والنزاهة، والصدق، والمسؤولية، والشجاعة، والوفاء، والتسامح، والأخوة الإنسانية، بالإضافة إلى العمل والإنتاج.
من جانبه، أكد عيسى الشايجي، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأيام للنشر، رئيس تحرير صحيفة الأيام، رئيس الاتحاد الأمين العام لاتحاد الصحفيين الخليجيين، في كلمته أن الهوية الوطنية تُعد من أعمق المفاهيم المعاصرة، وأكثرها تجسيداً لشخصياتنا العربية، التي تؤطر جهود أوطاننا وشعوبها، وتخلّد المكتسبات الحضارية في سبيل رفعة مستقبل هذه المنطقة، مشيراً إلى أنها: "الحصن المنيع الذي يشكّل مقومات الولاء والانتماء الروحي والمادي، للأرض التي نحيا ونتعايش من خيراتها".
من جهته، أكد نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام، أهمية الهوية الوطنية كأداة لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والأمني في مواجهة التحديات الإقليمية، مؤكداً أنها عنصر أساسي في تشكيل مجتمع قوي ومتماسك وآمن ومستقر، لافتاً إلى أن الدول والأمم يكون لتصوراتها دور أكبر كلما كانت كبيرة وقوية.
شهدت الندوة جلسة افتتاحية، وثلاث جلسات رئيسية، ناقشت أهمية التاريخ والتراث في تشكيل وتعزيز الهوية الوطنية، ودور التربية والتعليم في ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية، والتحديات التي تفرضها العولمة الإعلامية على الثقافة والقيم الوطنية.
اختتمت الندوة بتوصيات تدعو إلى بناء استراتيجيات وطنية شاملة للحفاظ على الهوية الوطنية العربية، وتعزيز القدرات لمواجهة التأثيرات الخارجية، مع التأكيد على دور الثقافة والتعليم في تعزيز الهوية الوطنية. وشملت التوصيات إنشاء مؤسسات إعلامية عربية جديدة تهدف إلى صياغة الأخبار العالمية وتوجيه الرأي العام بما يضمن حماية الهوية الوطنية.
وأوصت الندوة بإدراج الهوية الوطنية كأولوية في السياسات العامة المحلية والدولية، مع توظيفها بشكل فعّال عبر الدبلوماسية الثقافية، وأن تعمل الجهات المختصة على تطوير تقنيات متوازنة للحفاظ على الهوية بعيداً عن العنصرية، مع تعزيز قيم التعايش السلمي، وتعزيز قدرات الهيئات الإعلامية العربية لمواكبة التطورات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مع تحسين الأُطر القانونية المنظمة لذلك، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات وطنية وعربية للاحتفاء بالهوية، وتأسيس "يوم الهوية الوطنية". كما تم التأكيد على أهمية دعم البحث العلمي وتكثيف الإنتاج الفكري لتعزيز الهوية الوطنية وتطوير فهم أعمق لتأثيراتها.