جولد بيليون: الذهب يواصل تراجعه في البورصة العالمية
تراجع سعر الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع مع تزايد التوقعات في الأسواق أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، بينما استمر الذهب فوق مستويات رئيسية بدعم من تراجع محدود في الدولار الأمريكي واستمرار الطلب على الملاذ الآمن.
سجل الذهب الفوري انخفاض خلال جلسة اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى عند 2019 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2029 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2021 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
خلال الأسبوع الماضي انخفضت أسعار الذهب بنسبة 1% ليسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ 6 أسابيع، وذلك مع تزايد الضغط السلبي على الذهب من جراء تراجع توقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.
تعرضت أسعار الذهب لجرعة كبيرة من عمليات جني الأرباح في يناير، حيث تخلى المتداولون عن رهاناتهم على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة بحلول مارس 2024، وقد وصلت هذا التوقعات إلى ذروتها في أواخر الأسبوع الماضي ليدفع الذهب إلى الانخفاض مقترباً من كسر المستوى 2000 دولار للأونصة.
وقال مسؤولو البنك الاحتياطي الفيدرالي، إن البنك في حاجة إلى مزيد من التأكيد على انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام قبل أي قرار لخفض الفائدة، وأن خط الأساس لبدء التخفيضات في الربع الثالث من العام.
تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي كان لها تأثير سلبي كبير على أسعار الذهب الذي يحقق استفادة من انخفاض معدلات الفائدة الأمريكية، كون هذا سيدفع الاستثمارات إلى الخروج من البنوك وأسواق السندات الحكومية إلى سوق الذهب.
التوقعات الآن تشير إلى تسعير بنسبة 44% أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي في مارس القادم، وذلك بعد ان كانت التوقعات عند 70% مطلع الأسبوع الماضي.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي، حيث يصدر مؤشر الناتج المحلي الإجمالي عن الولايات المتحدة خلال الربع الرابع من العام الماضي، مع توقعات بتسجيل نمو بنسبة 2% من النمو السابق بنسبة 4.9%.
كما تصدر بيانات التضخم المفضة للبنك الفيدرالي الأمريكي وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر ديسمبر الماضي، مع توقعات بتسجيل المؤشر الجوهري ارتفاع بنسبة 0.2% بأعلى من القراءة السابقة 0.1%، بينما المؤشر الجوهري السنوي متوقع له التراجع إلى 3% من القراءة السابقة 3.2%.
من المنتظر أن تؤثر هذه البيانات على أداء الدولار الأمريكي الذي شهد تراجع طفيف اليوم بنسبة 0.1% وفقا لمؤشر الدولار بعد أن سجل ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.8%.
تواجه أسعار الذهب منطقة مقاومة قوية حالياً بين 2030 – 2035 دولار للأونصة لتدفع أسعار الذهب للتراجع والتذبذب بين 2030 – 2015 دولار للأونصة، وكسر هذه المنطقة يزيد من خسائر الذهب إلى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.
يتماسك سعر الذهب حالياً فوق المستوى 2015 دولار للأونصة متأثراً باستمرار الطلب على الذهب كملاذ آمن بسبب التوترات الحالية في البحر الأحمر وانتقال تركيز الأسواق على متابعة التطورات في هذه المنطقة، لتبقى أسعار الذهب تشهد تذبذب في انتظار حافز جديد في الأسواق.
أسعار الذهب في مصر
عادت أسعار الذهب المحلي إلى الارتفاع من جديد خلال جلسة اليوم بعد ثلاث جلسات من التذبذب والتصحيح، بينما يبقى عدم اليقين يحيط بتسعير الذهب المحلي في ظل عدم انتظار المعروض من الذهب في الأسواق، بالإضافة إلى عودة الدولار في السوق الموازي إلى الارتفاع.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً جلسة اليوم الاثنين عند المستوى 3600 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3625 جنيه للجرام، وكان قد ارتفع أمس بمقدار 40 جنيه ليغلق جلسة الأمس عند 3600 جنيه للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 3560 جنيه للجرام.
شهدت أسعار الذهب خلال الجلستين الماضيتين تذبذب وتصحيح دفع بالسعر إلى المستوى 3445 جنيه للجرام ليبدأ من الارتفاع من هذا المستوى وصولا إلى مستويات اليوم.
عاد سعر صرف الدولار في السوق الموازي إلى الارتفاع من جديد مقترباً من أعلى مستوياته وهو ما ساعد أسعار الذهب المحلي على العودة للارتفاع والتداول فوق المستوى 3600 جنيه للجرام في الوقت الذي تشهد في سعر الأونصة العالمية تراجع كما شهد معروض الذهب تراجع ملحوظ مع استمرار الطلب على الذهب.
سعر الذهب حقق استفادة كبيرة من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي بسبب أزمة شح العملة الصعبة في مصر بالإضافة إلى امتناع البنوك عن التعاملات بالبطاقات البنكية خارج مصر وتخفيض حدود البطاقات إلى مستويات متدنية.
في الوقت نفسه تشهد أسواق الذهب استمرار في عدم الوضوح بشأن عمليات تسعير الذهب بعد امتناع عدد من تجار الذهب الخام والذهب الكسر عن تزويد السوق باحتياجاته مما دفع عملية البيع والشراء بين التجار والمحال إلى الاضطراب مؤخراً ليتسبب هذا في اتساع الفارق بين البيع والشراء ليصل إلى 100 جنيه إلى جانب تحوط التجار بسعر مرتفع للذهب.
هذا وقد صرح مستشار وزير التموين أن وزارة التموين تدرس مقترح لتوفير الذهب الخام في السوق المحلي للعمل على ضبط الأسعار.
أما عن مبادرة زيرو جمارك فقد ساهمت في دخول ذهب معفي من الجمارك مع العائدين من الخارج بنحو 3.8 طن خلال 8 أشهر بحسب تصريح رئيس مصلحة الجمارك المصرية، يأتي هذا بعد موافقة رئاسة الوزراء على مد فترة عمل المبادرة 6 أشهر إضافية لتنتهي في مايو 2024 القادم.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
يشهد سعر الأونصة العالمية انخفاض مع بداية تداولات الأسبوع بسبب تراجع التوقعات بشأن إمكانية خفض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من هذا العام، هذا بالإضافة إلى عدم قدرة الذهب على الارتفاع واختراق منطقة المقاومة بسبب غياب الحافز والزخم الصاعد ليعود إلى التذبذب.
أنهى الذهب المحلي التصحيح السلبي الأخير بشكل سريع كما هو الحال منذ أن استقر في التداول فوق المستوى 3000 جنيه للجرام عيار 21، ليعود الى الارتفاع منذ جلسة الأمس مع استمرار الأوضاع الداعمة لارتفاع الذهب في السوق المحلي دون تغيير، مع عدم وجود بوادر لحل أزمة سعر الصرف حتى الآن.
افتتح سعر الأونصة العالمية تداولات الأسبوع الجاري على انخفاض بعد ان فشل الذهب أن يغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق منطقة المقاومة 2030 – 2035 دولار للأونصة، ليجبر هذا السعر على التراجع والدخول في تذبذب في نطاق عرضي.
يحد تداولات الذهب من أسفل مستوى الدعم 2015 دولار للأونصة وهو دفع الذهب إلى التذبذب مع انتظار الأسواق لحافز جديد في الأسواق يدفع السعر إلى تحديد اتجاهه خارج هذه المنطقة الضيقة من التداولات.
أما عن السعر المحلي:
بعد أن سجل السعر المحلي أدنى مستوى في موجة التصحيح السلبي الأخيرة عند 3445 جنيه للجرام عيار 21 عاد إلى الارتفاع مجدداً لينهي التصحيح السلبي سريعا ليبدأ في الارتفاع مجدداً ويخترق اليوم المستوى 3600 جنيه للجرام.
التصحيح السلبي في أسعار الذهب المحلي خلال الفترة الأخيرة أصبح سريع ويستمر لأيام قليلة فقط قبل أن يعود السعر إلى الارتفاع بشكل سريع ويسجل مستوى تاريخي جديد. وحالياً يستهدف السعر أعلى مستوى تم تسجيله مؤخراً عند 3650 جنيه للجرام وفي حال نجح اختراقه يستهدف المستوى 3700 ثم 3750 جنيه للجرام.