جولد بيليون: الاتجاه العام في سوق الذهب العالمي يدعم الارتفاع
ارتفعت أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي في ظل تراجع الدولار خلال جلسة اليوم بعد البيانات الضعيفة التي تصدر عن قطاع العمالة، بينما تترقب الأسواق تقرير الوظائف الأهم الذي يصدر غداً والذي يساهم في توقع حركة السياسة النقدية للبنك الفيدرالي.
تتداول أسعار الذهب الفوري اليوم وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2034 دولار للأونصة مرتفعاً بنسبة 0.5% حيث يستمر التذبذب في حركة الذهب بينم المستوى 2020 والمستوى 2037 دولار للأونصة.
يأتي هذا التذبذب بعد أن سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي مطلع هذا الأسبوع عند 2148 دولار للأونصة، قبل أن يلجأ إلى تصحيح سلبي حاد أعاده إلى المستويات الحالية بعد أن سجل أدنى مستوى هذا الأسبوع عند 2009 دولار للأونصة.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3٪ خلال جلسة اليوم مما يجعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، بينما تتداول عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بالقرب من أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر.
أظهرت البيانات الأمريكية هذا الأسبوع علامات تدريجية على تباطؤ سوق العمل في البلاد، مع انخفاض فرص العمل إلى أدنى مستوى في عامين ونصف في أكتوبر، في حين زادت الوظائف في القطاع الخاص أقل من المتوقع الشهر الماضي.
اليوم تصدر بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية عن الأسبوع الماضي مع توقعات بارتفاع بقيمة 221 ألف مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 218 ألف. يأتي هذا قبل تقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر غداً عن شهر نوفمبر والمتوقع أن يشهد تسجيل 185 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 150 ألف وظيفة.
بيانات قطاع العمالة الأمريكي تظهر ضعيفة منذ بداية الأسبوع لذا إذا جاءت بيانات تقرير الوظائف عند التوقعات أو أعلى فقد نشهد بعض عمليات البيع على الذهب، لكن بشكل عام يبقى الاتجاه الصاعد هو المسيطر على تحركات الذهب، خاصة بعد التعليقات الحذرة الأخيرة من رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، وعدد كبير من البيانات الاقتصادية الأضعف من المتوقع التي زادت التوقعات بأن أسعار الفائدة الأمريكية قد بلغت ذروتها وأن البنك الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة أوائل العام المقبل، وفق تحليل جولد بيليون.
الأسواق تضع احتمال حالياً يقترب من 97% أن يقوم البنك الفيدرالي بتثبيت الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع القادم، واحتمال آخر بنسبة تتخطى 50% أن يقوم بخفض الفائدة خلال اجتماعه في مارس 2024.
توقف عمليات رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي والتوقعات ببدء خفض الفائدة خلال العام القادم تعد من المحفزات للذهب، خاصة بعد أن عاد الطلب على الملاذ الآمن إلى التزايد من جديد في أعقاب الهجوم على السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
مجلس الذهب العالمي
أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب قد تقلصت خلال شهر نوفمبر مع تزايد عودة الاستثمارات إلى صناديق الذهب في أمريكا الشمالية بعد تغير توقعات السياسة النقدية للفيدرالي في الأسواق.
انخفضت حيازات صناديق الذهب العالمية حتى الآن في عام 2023 بنسبة 7٪ بقيمة 14 مليار دولار حيث ساهمت الصناديق الأوروبية بأكبر قدر. وشهدت أمريكا الشمالية أيضا خسائر فادحة، في حين تظل آسيا المنطقة الوحيدة التي تشهد تدفقات داخلة إلى الصناديق.
في حين شهد إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة زيادة بنسبة 5٪ وسط ارتفاع سعر الذهب. بينما بلغت التدفقات النقدية الخارجة من الصناديق في نوفمبر 920 مليون دولار فقط لتنخفض حيازات الصناديق بمقدار 9 طن ذهب في نوفمبر وتصل إلى 3236 طن بينما قد خسرت الحيازات منذ بداية العام 235 طن ذهب منخفضة بنسبة 17% عن أعلى مستوى على الاطلاق تم تسجيله في أكتوبر 2020 عند 3916 طن ذهب.
ارتفع إجمالي الأصول المدارة من قبل صناديق الذهب العالمية بنسبة 2% في نوفمبر إلى 212 مليار دولار بدعم من ارتفاع سعر الذهب بنسبة 2%.
هذا وقد ارتفع صافي مراكز الشراء في بورصة الذهب في كومكس بشكل أكبر، حيث بلغ إجمالي 658 طنًا في نهاية نوفمبر بزيادة قدرها 23% على أساس شهري و25% أعلى من متوسط عام 2022 البالغ 527 طنًا. كما ارتفع صافي مراكز الشراء لمديري الأموال بنسبة 36% على أساس شهري ليصل إلى 449 طنًا، مما يعكس المعنويات الإيجابية للمستثمرين وسط ارتفاع أسعار الذهب خلال الشهر الماضي.
أما عن مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب فقد ارتفع خلال شهر أكتوبر بمقدار 42 طن ذهب منخفضاً بنسبة 41% من إجمالي مشتريات شهر سبتمبر البالغ 72 طن ولكنه لا يزال أعلى بنسبة 23% من المتوسط الشهري من يناير إلى سبتمبر عند 34 طن.
يظل البنك المركزي الصيني أكبر مشتري للذهب بمقدار 23 طن في أكتوبر ليزيد من احتياطات الذهب لديه للشهر الـ 12 على التوالي ويرفع صافي مشترياته من الذهب منذ العام الماضي إلى 204 طن بينما يصل إجمالي احتياطيات الذهب لدى الصين إلى 2215 طن ممثلة 4% فقط من إجمالي احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك.
هذا وقد اشترى البنك المركزي التركي 19 طن ذهب في أكتوبر لتصل مجمل احتياطاته من الذهب 498 طن، بينما أضاف البنك المركزي البولندي 6 طن إلى احتياطاته من الذهب والبنك المركزي الهندي 3 طن.
حتى الآن لم تصدر بيانات صافي شراء البنوك المركزية من الذهب في أكتوبر، ولكن الملاحظ أن عام 2023 من المرجح أن يشهد عمليات شراء كبيرة من البنوك المركزية. بعد أن بدأ الربع الرابع بشكل إيجابي، ويبدو أن الطلب من البنوك المركزية العالمية لهذا العام سيرتفع بشكل أكبر.
أسعار الذهب في مصر
استمرت أسعار الذهب المحلي في التداول داخل نطاق محدد خلال جلسة اليوم مع استمرار التذبذب في الأسعار منذ بداية الأسبوع وذلك في ظل عدم وضوح اتجاه واضح خلال الأيام الأخيرة، وإن كان الاتجاه العام للذهب يظل نحو الصعود.
افتتح الذهب عيار 21 تداولات اليوم الخميس عند المستوى 2780 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى، وذلك بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 2780 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 2790 جنيه للجرام.
التذبذب الحالي في سعر الأونصة العالمية في نطاق تداول محدد ساعد على هدوء تحركات الذهب في مصر، خاصة في ظل استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازي دون تغيرات حادة كالتي حدثت الأسبوع الماضي.