جولد بيليون: الدولار في أدنى مستوياته خلال 3 أشهر والذهب يقفز ل 2015 دولار
تداول الذهب بالقرب من أعلى مستوياته في 6 أشهر في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، وتزايد التوقعات بانتهاء دورة رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، بينما تنتظر الأسواق بيانات رئيسية تصدر هذا الأسبوع من شأنها أن تزيد من وضوح مستقبل الدولار والذهب خلال الفترة القادمة.
ارتفعت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.1% خلال جلسة اليوم ليسجل أعلى مستوى عند 2018 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى منذ 6 أشهر، قبل أن يتداول حالياً عند المستوى 2015 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
تزايد الرهانات أن البنك الفيدرالي لن يقوم برفع أسعار الفائدة من جديد يعمل على دفع الدولار الأمريكي إلى الهبوط، ولكن انتظار الأسواق لبيانات هامة هذا الأسبوع دفع الدولار إلى التوقف عن الهبوط حالياً.
مؤشر الدولار سجل أدنى مستوياته اليوم منذ 3 أشهر قبل أن يبدأ في التعافي ويرتفع حالياً بنسبة 0.1%، حيث تنتظر الأسواق البيانات الاقتصادية لتحديد مصير الدولار على المدى القصير وهل سيستمر في الهبوط أم يعوض خسائره.
وتنتظر الأسواق الآن قراءات اقتصادية رئيسية هذا الأسبوع، وعلى رأسها مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي. علاوة على ذلك سيتم أيضًا إصدار مؤشرات مديري المشتريات الأمريكية لشهر نوفمبر، إلى جانب القراءة التمهيدية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث في وقت لاحق من الأسبوع.
أي علامات على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي تمنح البنك الاحتياطي الفيدرالي مجالًا أقل للحفاظ على أسعار فائدة أعلى لفترة أطول، وهو السيناريو الذي يفيد أسعار الذهب. من المرجح أيضًا أن تؤدي المخاوف من تدهور الظروف الاقتصادية العالمية إلى دفع تدفقات الملاذ الآمن إلى الذهب.
اليوم تراجعت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات لتسجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 4.371% لتقترب من أدنى مستوى سجله منذ شهرين عند 4.363%. وقد ساعد هذا أسعار الذهب على مزيد من الارتفاع بسبب العلاقة العكسية مع عوائد السندات التي تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب.
هذا وقد أعلنت مؤسسة جولدمان ساكس المالية العالمية عن توقعات بارتفاع أسعار الذهب حتى عام 2024 ورفع مستهدف البنك لمدة 12 شهر عند 2050 دولار للأونصة بعد أن كان المستهدف عند 2000 دولار للأونصة بداية هذا العام.
أشارت المؤسسة أن ارتفاع أسعار الذهب المحتمل سيكون مرتبط بشكل وثيق بأسعار الفائدة الأمريكية وتحركات الدولار، كما يتوقعون استمرار الطلب الاستهلاكي القوي من الصين والهند، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية لتعويض أي ضغوط سلبية على الذهب قد تنجم عن تأثير أي ارتفاع في النمو الأمريكي أو إعادة لتسعير أسعار الفائدة.
تراجع واردات الصين من الذهب
أظهرت بيانات انخفاض صافي واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر، حيث أثر التعافي الاقتصادي غير المنتظم في الصين على الطلب، وقد انخفضت الواردات بنسبة 23% لتصل إلى 26.793 طن ذهب بالمقارنة مع 34.757 طن ذهب خلال شهر سبتمبر.
يتحكم البنك المركزي الصيني في كمية الذهب التي تدخل البلاد عبر الحصص التي يحددها للبنوك التجارية في البلاد لاستيراد الذهب، وهو ما دفع الطلب من الصين إلى التراجع خلال شهر أكتوبر مع استمرار البنك المركزي في دعم عملته المحلية التي تواجه تراجعات.
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي أن الصين شهدت أيضًا انخفاضًا في شحنات الذهب من سويسرا في أكتوبر، حتى مع ارتفاع صادرات الذهب السويسرية إلى الهند بنسبة 60٪ عن العام السابق لتصل إلى أعلى مستوى في 31 شهرًا.
وفي الشهر الماضي باع التجار الصينيون الذهب بعلاوات تراوحت بين 25 و60 دولارًا للأوقية فوق الأسعار الفورية القياسية العالمية، بانخفاض عن العلاوات القياسية المرتفعة البالغة حوالي 135 دولارًا في سبتمبر.
أسعار الذهب في مصر
يشهد الذهب في مصر تذبذب في تداولاته خلال جلسة اليوم وذلك بعد أن سجل مستوى تاريخي جديد خلال جلسة الأمس، حيث يدخل السعر في حركة تذبذب بغرض التصحيح في انتظار عامل جديد يساعده على استكمال الصعود وتسجيل مستوى قياسي جديدة.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً جلسة اليوم عند المستوى 2800 جنيه للجرام قبل أن يرتفع ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2810 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بمقدار 20 جنيه للجرام حيث أغلق عند المستوى 2795 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 2815 جنيه للجرام.
خلال جلسة الأمس ارتفعت أسعار الذهب ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2830 جنيه للجرام، حيث يستمر الصعود في أسعار الذهب المحلي متأثراً بارتفاع سعر أونصة الذهب العالمية، إلى جانب استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازي عند مستويات قياسية.
الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب يظل هو المسيطر على السوق في ظل استمرار عدم وضوع مستقبل سعر صرف الجنيه في البنوك الرسمية وهل سيكون هناك تعويم أم لا خلال الفترة القادمة.
من جهة أخرى تستمر الأسعار ومعدلات التضخم في الارتفاع الأمر الذي يدل على تراجع القيمة الشرائية للنقود وبالتالي يتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن ومخزن للقيمة.
أيضاً شركات ومصنعين الذهب زادوا من الطلب على الذهب الخام في الأسواق لزيادة عمليات التصدير ليعوض أي تراجع في الطلب المحلي بسبب ارتفاع السعر محلياً خلال الفترة الأخيرة، وهو أحد الأسباب وراء ارتفاع أسعار الذهب واستقراره بالقرب من مستويات قياسية.