جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة تنظم اليوم الزراعي الإفريقي الثالث ٢٠٢٣
انطلق أمس الثلاثاء، مؤتمر "اليوم الزراعي الإفريقي الثالث ٢٠٢٣"، والذي تنظمه جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، برئاسة دكتور يسري الشرقاوي، وحمل المؤتمر شعار "أهمية الزراعة الحديثة في إفريقيا"، وذلك بحضور كبار المتحدثين من الخبراء والمهتمين ورجال أعمال من مختلف دول القارة.
وتحدث في المؤتمر هذا العام 8 من كبار الخبراء، وهم أ.د.م. عادل الغندور، رئيس لجنة الزراعة والأمن الغذائي في الجمعية، ود. زكريا اسحاقو، أخصائي نظم السوق الفنية في MEDA، والسيدة زانديل كومالو، مؤسسة HyHarvest (Pty) Ltd والمؤسس المشارك لشركة Neighbor Roots (Pty) Ltd، والدكتور أوليفر كانديلا بولايا، رينيجيا للاستشارات الإدارية، والسيد كاكيل مبومب، استراتيجي في الاتحاد الوطني لرواد الأعمال الشباب في الكونغو في قطاع الأعمال التجارية الزراعية.
كما تحدثت السيدة شوري هيلين آشو، المحاضرة بجامعة المعهد الجامعي للعلوم والتكنولوجيا (USTY) بالكاميرون، والسيدة جوزفين فافر، رئيسة الرابطة الأفريقية للزراعة الرأسية (AAVF)، السيد فيناي كانهي، مدير شركةV Kanhye Health Foods Co Lid.
ويهدف المؤتمر إلى السعي نحو بناء العلاقات الزراعية والاقتصادية عبر القارة؛ لتحقيق التكامل بين الدول الإفريقية، وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية البرية والبحرية، ورفع مستوى الوعي حول الزراعة الحديثة، وتشجيع التعاون من خلال التجارب، والخبرات، وتنفيذ برامج ومشروعات مشتركة لخدمة الأمن الغذائي الإفريقي، وكذا تشجيع المستثمرين بالقطاع الخاص على الاستثمار في المشروعات الزراعية بالقارة.
في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، لفت دكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إلى ما تواجهه الزراعة في أنحاء العالم من تحديات عديدة، خاصة مع آثار التغيرات المناخية الواضحة، وعدم تطبيق الممارسات الزراعية السليمة، وأشار إلى أهمية التكنولوجيا ودخولها في جميع المجالات، مشددًا أنها من القطاعات الحيوية الهامة التي يجب أن نتوسع في استخدامها، مؤكدًا أن الزراعة الإفريقية من أكثر القطاعات حاجة للتوسع في استخدام التكنولوجيا.
وأشار الشرقاوي إلى إن إفريقيا مساحتها كبيرة جدًا وبها ٧ أنهار، مما يمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأغذية، مشددًا على أهمية التعاون الزراعي الإفريقي لتحقيق ذلك وغزو العالم بالصادرات الزراعية الإفريقية فيما بعد، مضيفًا أن الأسواق الجديدة التي جرى افتتاحها حول العالم تجعل القارة جاهزة لمواجهة أي صراع أو أزمة عالمية سواء بالنسبة للتصدير أو الاستيراد.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور يسري الشرقاوي، أن الزراعة الحديثة الإفريقي هي الحل الأمثل للتغلب على مشكلة الأمن الغذائي في القارة، مطالبًا بضرورة التعاون السريع للاستفادة من موارد القارة السمراء في مجال الزراعة.
وأكد دكتور عادل الغندور، رئيس لجنة الزراعة والأمن الغذائي بالجمعية، على أهمية الاستفادة من الأمطار في تعميم الزراعة المطرية بأماكن الندرة المائية، فضلًا عن الاستفادة من نظم تطوير الري التكنولوجية الحديثة، مشيرًا إلى أهمية استحداث أساليب غير تقليدية لتنمية مشاريع الزراعة وتقليل فاقد المياه.
وأضاف الغندور أن السياق العالمي الحالي يستلزم منا السعي نحو حلول تكنولوجية حديثة من أجل معالجة التحديات التي يواجهها المزارعين، وكذلك استعراض الحلول والابتكارات التي من شأنها المساعدة في مكافحة التغيرات المناخية، وتحقيق الاستفادة القصوى لجميع دول القارة.
وشدد دكتور زكريا إسحاقو خلال كلمته، على أهمية اعتماد الحلول التكنولوجية لضمان السيادة الغذائية للقارة، مشيرًا إلى أنه من غير المبرر أن تعاني قارة فيها 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، وكل تلك الموارد المائية نقصًا في الأمن الغذائي.
وأضاف إسحاقو أن القارة بها التقنيات والموارد الكافية لتغيير الوضع الحالي، مؤكدًا أن تنشيط القطاع الخاص يعد حلًا مثاليًا؛ لتحقيق ذلك وزيادة الإنتاج الزراعي في القارة.
وهدف المؤتمر إلى الإضاءة على أهمية الاستثمار في "الزراعة الذكية"، لأنها تركز على الاستغلال الأمثل للزراعة لأقل مساحة من الأرض وأقل كمية من المياه للحصول على أفضل إنتاج من المحاصيل، مما يجعلها خيارا مستقبليا واعدا للعالم العربي لتحقيق إنتاج زراعي مستدام ومواجهة مشكلات محدودية الموارد والتغير المناخي التي تواجه القطاعات الزراعية في الدول العربية.
وأكدت السيدة جوزفين فافر، على أهمية الاستثمار في تكنولوجيا الزراعة، مؤكدةً أنها تركز على استغلال أقل مساحة من الأرض وأقل كمية من المياه؛ للحصول على أفضل إنتاج من المحاصيل الزراعية، مما يجعلها خيارًا واعدًا لدول القارة؛ لتحقيق إنتاج زراعي مستدام، ومواجهة مشكلات قلة الموارد والتغير المناخي التي تواجه القارة.
وأشار السيد كاكل مبومب، إلى ضرورة الاطلاع على الخطط الوطنية للدول الإفريقية في مجال الزراعة، واستنهاض طاقات القطاع الخاص؛ لتحقيق نقلة نوعية في الاستثمارات الزراعية تستجيب لاحتياجات القارة، مؤكدًا ضرورة الارتكاز على التكنولوجيا، والابتكار في ذلك.
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات، التي من المقرر البدء في تنفيذها، وقد تضمنت التوصيات، العمل على تحسين الإنتاجية الزراعية عن طريق تحديد الأراضي الصالحة، والمحاصيل المناسبة والسلالات الأكثر كفاءة في استخدام مياه الري؛ للوصول إلى نتائج ذات مردود وتحقق عوائد ومنافع ذات جدوى اقتصادية.
كما شملت، تأكيد وتفعيل آليات التعاون الأفريقي في المجال الزراعي، وتشجيع التكامل والتواصل بينها، وكذلك توفير فرص تدريب للزراعيين الأفارقة؛ لتعظيم الاستفادة المشتركة وتعلم استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة معًا.
كذا أكدت التوصيات على أهمية تنظيم زيارات للسفراء والمسئولين الأفارقة المعنيين بالزراعة للمشروعات الزراعية الحديثة في دول القارة المختلفة.
كذلك شملت، ضرورة التعاون معًا لاستغلال الأراضي الصحراوية بالشكل الأمثل؛ بالاعتماد على التقنيات الحديثة، وكذا البدء بالتعاون في مجالات البحث العلمي وبحوث تطبيق نظم الزراعة الحديثة والعمل على التعاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير التكنولوجيا الحيوية والاستفادة منها.
وأيضًا، التنسيق والتعاون بين المنظمات الزراعة في الدول الإفريقية لتبادل المعارف والخبرات، والزيارات، وتبادل التقنيات الحديثة، ونقل التكنولوجيا.
وأكد المؤتمر أن التعاون والتنسيق بين الدول الإفريقية ضرورة قصوى لزيادة الدخل القومي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي من خلال الزراعة، واتفق الحضور أن الأوان لم يفت بعد لتدارك التفاقم وإخراج قضية الأمن الغذائي من دائرة التهميش، وأن حلم الأمن الغذائي الإفريقي لا يزال قابلًا للتحقيق، سواء بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لتحسين استخدام الأراضي الزراعية ووسائل الري، أو بزيادة مساحة الأراضي، أو بالتركيز على التعاون الإفريقي الذي يشكل مفتاحًا رئيسيًا في الوصول لأهداف دول القارة السمراء في هذا المجال.