هل سيحل الاستثمار في الطاقة المتجددة أزمة الكهرباء في مصر؟
خلال موسم الخريف هذا، كان لدى المواطنين في مصر مخاوف متزايدة بشأن انقطاعات التيار الكهربائي المجدولة التي تحدث في أنحاء البلاد. في بعض المناطق، يتم قطع التيار لمدة ساعتين متتاليتين؛ في حين يمكن أن تستمر الانقطاعات لفترة أطول تبعًا للظروف المحيطة. بينما يمكن أن يتفاوت نوع انقطاع التيار من مكان إلى آخر، إلا أن السبب الأساسي لها بسيط: إنها نتيجة لأزمة الكهرباء على مستوى البلاد التي استدعت الحاجة إلى ترشيد استهلاك الطاقة.
تم تصفية أزمة الكهرباء نفسها إلى عدة عوامل مختلفة. ومن بين هذه العوامل الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وزيادة سرعة استهلاك الغاز. إمدادات غير منتظمة من الغاز من التجارة الدولية أيضًا لعبت دورًا، فضلًا عن حقيقة أن مصر شهدت "انخفاضًا في معدلات توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة." هذه العوامل الفردية ليست بالضرورة مترابطة ببعضها البعض، ولكنها تلعب جميعًا دورًا في أن الكهرباء في مصر أصبحت أكثر تكلفة وأقل توفرًا. وقد أدت هذه الظروف بدورها إلى الانقطاعات التي أزعجت المواطنين في الآونة الأخيرة.
لأن هذا ليس وضعًا يُرغب في أن يستمر أكثر من اللازم، هناك حديث متزايد حول الحلول المحتملة. سؤال مثير للاهتمام في هذا الصدد هو ما إذا كان الاستثمار الأكبر في الطاقة المتجددة قد يساعد.
بأبسط العبارات، الإجابة على هذا السؤال هي نعم، سيساعد المزيد من الاستثمار في الطاقة المتجددة في جعل الكهرباء أكثر توفرًا، وفي بعض الحالات، أرخص. ليس دائمًا هناك تأثير مباشر أو فوري، بالطبع، ومن الصحيح أن بعض مصادر الطاقة المتجددة الشائعة تعتمد على ظروف معينة. وعلى هذا النحو، هناك بعض الحالات عندما يمكن أن تكون الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أكثر توفرًا في بعض الأوقات من غيرها. وعلى العموم، إلا أن الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة يعني وجود مزيد من مصادر الطاقة، وبالتالي شبكة أكثر مرونة من مصادر الكهرباء. وعلى هذا النحو، يجدر بالذكر أن الأمم المتحدة قد قدرت أنه بحلول عام 2030، ستأتي 65% من الكهرباء في العالم من مصادر نظيفة.
إذا قبلنا، بعد ذلك، أن الاستثمار الأكبر في الطاقة المتجددة سيقلل بشكل محتمل من احتمال حدوث أزمات كهرباء مستقبلية في مصر، يصبح السؤال التالي واضحًا: هل مصر تقوم فعليًا بهذه الاستثمارات؟ لاستكشاف هذا السؤال، من الضروري أن ننظر في الشعب المصري والحكومة على حد سواء.
كيف يمكن للمصريين الفردية الاستثمار في الطاقة المتجددة؟
في السنوات السابقة، كان من الصعب بالفعل على المصري العادي أن يقوم بأي نوع من الاستثمار الحقيقي في مجال الطاقة المتجددة. ما لم يكن هناك فرصة للمشاركة في تمويل رأس المال المخاطر لشركة ناشئة في مجال الطاقة النظيفة، لكانت الخيار الوحيد هو فتح حساب وساطة تقليدي والبحث عن شركات للاستثمار فيها عبر البورصة المصرية (أو EGX).
هذه الخيارات ما تزال متاحة اليوم، على الرغم من أنه أصبح من الأسهل بكثير للمصريين المشاركة في سوق وسلع التداول بشكل مستقل، من خلال منصات رقمية. هذه البدائل الحديثة لخيارات وسطاء EGX التقليدية في بعض الأحيان تفضل بواجهاتها البسيطة والمعاملات الفورية، ومجموعة متنوعة من الأدوات التحليلية التي تسهل اتخاذ قرارات الاستثمار. وجزءًا من ذلك بسبب جاذبية مثل هذه الميزات، شهدت مصر ازديادًا في أعداد المستثمرين الخاصين في الآونة الأخيرة.
هذا يعني على الأقل نظريًا أن هناك مزيدًا ومزيدًا من المصريين الذين يكتسبون القدرة على الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة. يمكنهم القيام بذلك في المقام الأول من خلال البحث عن الأسهم والموارد ذات الصلة على منصات التداول التي يختارونها. TAQA Arabia، على سبيل المثال، هي شركة في مجال الطاقة مدرجة في البورصة المصرية (EGX) ولها تأثير متزايد في مجال الطاقة المتجددة؛ حتى تاريخ كتابة هذا النص، يتم بيع أسهمها بسعر يبلغ حوالي 10.64 جنيه مصري.
مدى تأثير الاستثمار الفردي في الأسهم أو الأصول مثل هذه في قطاع الطاقة المتجددة في مصر غير واضح. في بعض الأحيان، يؤدي نجاح الشركة إلى الاستثمار، وفي بعض الأحيان يشير الاستثمار إلى الثقة في الشركة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من النجاح. بالنسبة للمصريين الذين يفضلون رؤية ثورة الطاقة المتجددة تسرع، ويرغبون في الفرص المالية للمساهمة في تعزيز هذه العملية، يجب مراعاة هذا النوع من الاستثمار.
هل تستثمر دولة مصر في الطاقة المتجددة؟
سيأتي التأثير الأكثر مباشرة وربما أهم من استثمار مصر في التكنولوجيا المتجددة واعتمادها على تطوير الطاقة النظيفة كدولة. وفي هذا الصدد، من المعقول أن نشعر بالتشجيع، لأن مصر تبذل جهودًا متعددة لدعم ثورة الطاقة المتجددة.
في الآونة الأخيرة، كتبنا عن حقيقة أن مصر كانت مضيفة لمنتدى الطاقة المستدامة في القاهرة. على الرغم من أنه لم يتم تصميمه بشكل خاص كمبادرة استثمارية، إلا أن هذا الحدث أشار إلى مستوى معين من الجدية وراء اعتبار مصر للطاقة النظيفة. نظمت الشركة المنظمة للحدث SAP المنتدى وكان الهدف منه تسليط الضوء على مستقبل الطاقة الخضراء وأهمية الترقية التكنولوجية. وبناءً على ذلك، قدمت SAP رؤية لكيفية مساعدة الشركات المصرية على "التحول إلى منظمات ذكية ومستدامة". مرة أخرى، لم يدعو الحدث مباشرة إلى الاستثمار. هذه الأنواع من المنتديات تسهم ومع ذلك في تسريع التغيير، ومن المرجح أن تؤدي إلى مزيد من تطوير الطاقة المتجددة.
بالإضافة إلى استضافة منتديات تفكيرية حول الطاقة النظيفة، تشارك مصر أيضًا في استثمار مباشر في اقتصاد الطاقة الجديد. على سبيل المثال، وافقت وزارة الكهرباء المصرية مؤخرًا على صفقة تسمح للشركة السعودية ACWA Power بالاستثمار مبلغ 1.5 مليار دولار أمريكي في "إنشاء أكبر محطة في الشرق الأوسط" لإنتاج الطاقة الرياحية. كما استكشفت البلاد استثمارات في مجال الطاقة المتجددة من قطر والإمارات العربية المتحدة، وربما شركاء آخرين من منطقة الشرق الأوسط.
سواء كان ذلك من المصريين الفرديين أو من الكيانات مثل وزارة الكهرباء المصرية، فإن الاستثمار في الطاقة المتجددة سيستغرق وقتًا لتحقيق تأثير. في السنوات القادمة، ومع زيادة اعتماد الطاقة المتجددة، سيقلل ذلك من احتمال نقص الكهرباء مثل تلك التي شهدتها مصر مؤخرًا.
شكرًا لكم على قراءة المقال، ونرجو منكم زيارة موقعنا قريبًا للمزيد من التحديثات حول الأخبار والأعمال والمزيد من أخبار مصر.
